عروبة الإخباري – قال رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز إن هناك اسئلة كثيرة تطرح اليوم حول حال أمتنا التي اصبحت تعيش اليوم ما يشبه مرحلة “سايكس بيكو” جديد، وبتنا نخشى ان يعاد تقسيم المقسم.
جاء ذلك خلال اللقاء الحواري الذي نظمته جماعة عمان لحوارات المستقبل حول الأردن والوضع العربي الراهن مساء أول من أمس.
وقال خلال اللقاء الذي أداره رئيس جماعة عمان لحوارات المستقبل بلال التل “إنني لا أريد أن أكون متشائما، لكن هذه الحقيقة فقد بدأت أحوال الأمة العربية بالتدهور بعد حرب الخليج الأولى والثانية، ومع مجيء ما يسمى “بالربيع العربي” الذي دمر الأمة العربية.
واضاف ” نحن هنا لا ننكر على شبابنا، الذي خرج يطالب، بالحرية، والعدالة، فهذا الأمر، جميعنا معه وندعمه، لكن للأسف، لقد تسبب ” الرماد العربي ” بالفوضى والدمار، للعديد من الدول العربية، وأدى إلى، انقسامات، وفوضى، وعدم استقرار أمني ومجتمعي، وساعد في انتشار قوى التطرف والإرهاب، وأصبحت بعض الدول العربية ساحة لصراعات دولية واقليمية، ومرتعا للمليشيات المختلفة”.
وقال إنه وبالرغم من قسوة الظروف المحيطة فقد استمر الأردن، قوي سياسيا وأمنيا، رغم التحديات الاقتصادية التي اثرت على حياة المواطنين المعيشية، وادت الى ارتفاع نسب الفقر والبطالة، وارتفاع عجز الموازنة، والدين العام، وان التحديات الاقتصادية، في اغلبها خارجة عن ارادتنا، ومنها اللجوء السوري، واغلاق الحدود امام صادراتنا، وانخفاض المساعدات العربية والدولية، وانقطاع الغاز المصري، وهذه الظروف التي تزامنت مع بعضها البعض، اوجدت اوضاعا اقتصادية صعبة، وعرقلت تمكين خططنا الاقتصادية والتنموية، من تحقيق اهدافها، فما يجري في دول الاقليم، جعلنا في وضع صعب، واستمرار الظروف المحيطة بنا، سيلقي علينا، المزيد من الاعباء.
وأضاف الفايز “من هذا المنطلق، لا بد للحكومة، من وضع خطط واستراتيجيات، تعمل على مواجهة، تداعيات ما يجري حولنا، وتكرس سياسة الاعتماد على الذات، وتشجع الاستثمارات المحفزة للنمو الاقتصادي.
وبين أن المعالجة الحقيقية، للاوضاع الراهنة تبدأ من خلال، ايجاد مسار للتنمية الاقتصادية المتكاملة، بين الدول العربية، على الأقل بين الدول المستقرة، وذلك من خلال، تشكيل تكتل اقتصادي حقيقي فيما بينها، والعمل على بلورة، موقف عربي موحد، يكون له دور، في تقرير مستقبل المنطقة، وكف يد الدول الاقليمية وغيرها، عن العبث بها، والتدخل في شؤونها، موقفا يكون له القدرة، في التصدي لاي محاولات تقسيم جديده”. وأكد وجوب إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية واعتبارها قضية العرب الأولى، وان حلها بشكل عادل، ووفق قرارات الشرعية الدولية، وعلى اساس حل الدولتين، سيسهم في انهاء صراعات المنطقة، ويمكن من القضاء على القوى الارهابية”.
وتساءل الفايز لمصلحة من يقوم البعض، “بالاستقواء على الوطن، والاساءة لمؤسساتنا، ولماذا يسعى البعض، الى بث خطاب الكراهية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهدم كل منجز وطني، والتشكيك بكل موقف لبلدنا، وذلك في هذه الظروف، التي تمر بها امتنا، وفي ظل المخاطر والتحديات التي تواجهنا”.
وجرى خلال اللقاء حوار موسع حول مختلف القضايا الراهنة والتحديات التي تواجه الأردن، وفي هذا الاطار بين رئيس مجلس الأعيان، ان الأزمات التي يمر بها الأردن هي أزمات تاريخية وليست جديدة عليه، وذلك منذ تأسيس الدولة الاردنية لكنه على الدوام يتجاوزها ويحولها تحدياته الى فرص للبناء والتقدم، لذلك ورغم الظروف الصعبة التي نمر بها الا انني متفاءل بمستقبل الاردن، وتمكنه من تجاوز التحديات الحالية.
وأكد أهمية أن تعمل الدولة على ضبط الانفلات الموجود حاليا في مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا، داعيا الاغلبية الصامتة إلى التصدي لخطاب الكراهية ولكافة محاولات العبث بامننا واستقرارنا، والتصدي للقلة التي تسعى إلى تشويه مؤسسات الدولة وتمزيق والعبث بنسيجنا الاجتماعي.
ودعا الفايز إلى إيلاء الإعلام الرسمي العناية والدعم لتمكينه الرد على خطاب الكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبنفس الادوات والوسائل. وقال إنه يتوجب على الدولة تطبيق القانون على الجميع مشيرا إلى أن “هناك شعورا عند البعض بان القانون يطبق على فئة دون اخرى وهو أمر يعكس شعور الاحباط لدى الناس فيجب ازالته”.
الفايز: أمتنا أصبحت تعيش اليوم ما يشبه مرحلة سايكس بيكو جديد
11
المقالة السابقة