عروبة الإخباري – أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أنه رغم كل الصعوبات والتحديات التي تمر بها القضية الفلسطينية، وفي هذه الأوقات العصيبة، ورغم كل المؤامرات التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال ما يسمى “صفقة العصر” أو محاولة فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، ومحاولات تهويد مدينة القدس وعزلها عن محيطها، إلا أن صمود شعبنا الأسطوري وتضحياته الجسام وثبات قيادته وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، والتمسك بالثوابت، يجعل من دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها الأبدية القدس الشرقية آتية لا محالة.
وشددت الحركة، في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية،الأربعاء، لمناسبة مرور ثلاثين عاما على إصدار إعلان الاستقلال عن المجلس الوطني في الخامس عشر من نوفمبر – تشرين الثاني عام 1988، على تصميم شعبنا الفلسطيني وقيادته الوطنية على تثبيت مكانة فلسطين في القانون الدولي، وترسيخها في خارطة العالم السياسية، وتقديم نموذج تحرري ديمقراطي مدني يحتذى.
وجاء في البيان: “إن الوفاء لتضحيات شعبنا الفلسطيني، للشهداء والأسرى والجرحى والصابرين على معاناتهم وآلامهم، والصامدين، واللاجئين المؤمنين بحق العودة، يقتضي منا العمل بأعلى درجات الانتماء الوطني والالتزام لاستكمال تجسيد إعلان الاستقلال ليصبح حقيقة مادية واقعة، تتوج بالحرية والاستقلال وممارسة السيادة على حدود دولة فلسطين وعاصمتها الأبدية القدس الشرقية”.
وشددت “فتح” على إيمان الشعب الفلسطيني واعتزازه وفخره بهويته الوطنية، التي كانت قاعدة انطلاق قيادته لصياغة إعلان الاستقلال، وإصرار القيادة اليوم على تجسيد الإعلان بإنجاز الاستقلال الوطني بقيام دولة فلسطين وعاصمتها الأبدية القدس الشرقية، كعهد والتزام أمام الشعب الفلسطيني الحر الذي قدم التضحيات بلا حدود لتحقيق الحرية والاستقلال .
وأضافت “فتح”: “إن قيام دولة فلسطينية مستقلة يمارس فيها الشعب الفلسطيني سيادته كاملة والتحرر من المحتلين والمستعمرين وتجسيد حق العودة وتحرير الأسرى، ستبقى أهدافنا الوطنية الثابتة وحقوقنا غير القابلة للتصرف أو المساومة “.
وجددت الحركة التأكيد على شكل ومضمون الدولة التي يتم العمل على بناء ركائزها، وإعلاء بنيان مؤسساتها.
وأضاف البيان: “إننا ومن منطلق الوعي بالمسئولية التاريخية، وفي سياق التحدي مع المشروع الاستعماري الاحتلالي الاستيطاني الذي أنكر وجود شعبنا، فإننا مصممون على بناء مؤسسات دولة ديمقراطية مدنية حضارية، يتمتع فيها المواطنون بالمساواة والعدل وبالحقوق الأساسية التي كفلتها التشريعات والقوانين الدولية، بالارتكاز على روح وجوهر إعلان الاستقلال، وتطوير الرؤية الوطنية لمعنى التحرر والبناء بما يقتضيه التطور في قوانين وميادين الصراع مع المحتل الاستعماري الإسرائيلي”.
وأعربت “فتح” عن إيمانها وثقتها بالشعب الفلسطيني وبقدرته على إنجاز إعلان الاستقلال وتجسيده على أرض الواقع، والبناء على ما تحقق من إنجازات لفلسطين في المحافل الدولية، واعتراف الأمم بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية، وانضمام فلسطين كدولة إلى منظمات دولية هامة، وترؤسها لمجموعة الـ77 والصين التي تضم 134.
وقالت الحركة: “إن إيماننا وثقتنا بقدرات شعبنا وقيادته السياسية على الإبداع في كل مناحي الحياة السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية، سيبقى القاعدة الأساسية التي نبني عليها استراتيجيتنا في الصراع مع الاحتلال، وسنبقى نعمل على توظيف ذلك في نضالنا وإقناع العالم بجديتنا وإخلاصنا في التوجه في مسار السلام، باعتباره انعكاسا لقيمنا ومبادئنا، وحقا لشعبنا صاحب أرض فلسطين التاريخية والطبيعية منذ فجر التاريخ “.