عروبة الإخباري – يتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني مساء اليوم الثلاثاء في العاصمة الأميركية واشنطن جائزة تمبلتون، التي فاز بها عن العام الحالي 2018، وسيلقي جلالته كلمة خاصة حول الجائزة في حفل يقام في كاتدرائية واشنطن الوطنية، بحضور 600 شخصية سياسية واجتماعية وإنسانية.
وسيلقي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس كلمة خاصة في الحفل، كما سيتحدث باحثان مشهوران، يستعرضان أهمية دور وجهود جلالة الملك بايجاد الانسجام الديني داخل الإسلام، وبين الإسلام والأديان الأخرى، وهما الشيخ حمزة يوسف، الباحث الإسلامي ومؤسس كلية الزيتونة في بيركلي، وهي أول كلية أميركية ليبرالية إسلامية معتمدة، والبروفيسور ميروسلاف فولف، مؤسس ومدير مركز ييل للإيمان والثقافة، وهو المؤلف الرئيسي للاستجابة المسيحية، والذي أصبح يعرف باسم “استجابة ييل”، إلى “كلمة سواء بيننا وبينكم” في 2007، بحسب بيان من مؤسسة “تمبلتون” تلقته “الغد”.
من جانبها، اشارت رئيسة مؤسسة جون تمبلتون، هيذر تمبلتون ديل، إلى أن الملك عبدالله الثاني ومنذ توليه المسؤولية في العام 1999، “مستمر ببذل جهود لتحقيق الوئام داخل الإسلام وبين الإسلام وغيره من الأديان”، واعتبرت انه “الزعيم الرائد والوحيد الذي هو على قيد الحياة والذي حقق ذلك”، وقالت إن أحدا لم يسبقه بهذا المضمار. كما أشارت إلى “تحمله كثيرا من المخاطر والتبعات جراء جهوده في هذا المجال، وانه رغم هذا كله استمر بجهوده بكل تفان وتواضع”.
وفيما عبرت ديل عن سعادتها وتشرفها بأن يكون الفائز بالجائزة للعام الحالي هو الملك عبدالله الثاني، وذلك في فيديو خاص بالمؤسسة، لإعلان فوز جلالته بالجائزة قبل أشهر، تحدثت عن جهود الملك الملهمة التي تمثلت بتأكيده على “التعددية في الإسلام بمواجهة وفرض تنميط زائف”.
وقالت إن جلالته قام بتعزيز القوة الرمزية لمبدأ التعددية الدينية التي تحترم الاختلاف، وذلك في مسعى لنشر الوئام الديني والاحترام بين 1.8 مليار مسلم، بحيث يعترفون ببعضهم البعض كمسلمين ويتطلعون إلى بعضهم البعض بوئام وانسجام.
وفيما يصف مؤسس هذه الجائزة السير جون تمبلتون الفائزين بها بأنهم “رواد روحانيون”، قالت رئيسة المؤسسة إن الملك عبدالله الثاني هو مثال حقيقي أمام العالم اجمع لما يعنيه أن يكون رائدا روحيا، وأنه شخص صقلته المسؤوليات السياسية في الزمن الراهن، وانه رغم ذلك يعتبر حرية التعبير الديني من أهم مسؤوليات وغايات البشر.
وحول اسهامات جلالته في هذا المجال، أشارت إلى “رسالة عمان” التي أطلقها جلالته العام 2004، والتي قالت ديل بأنها “أوضحت حقيقة الإسلام وبينت الأعمال التي تمثله، وتلك التي لا تمت له بصلة”.
ونوهت أيضا الى إطلاق جلالته العام 2006 لمبادرة “كلمة سواء”، وهي رسالة مفتوحة من قيادات دينية إسلامية لقيادات مسيحية تنشد السلام والوئام على أساس وصيتين متلازمتين، تشكلان جزءا من صميم المبادئ التأسيسية لهذين الدينين، وهما “حب الله” و”حب الجار”.
كما أن حصول جلالته على الجائزة يأتي تقديرا لالتزامه الراسخ بحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس خاصة المسجد الأقصى، الحرم القدسي الشريف وكنيسة القيامة التي تحتضن قبر السيد المسيح عليه السلام، وليس هذا فقط، بل أن جلالته حصل على الجائزة تقديرا لقيادته التي توفر ملاذا آمنا للمجموعات الدينية والعرقية المختلفة في الأردن، بما يكفل حرية العبادة، كما يكفلها أيضا لملايين اللاجئين الذين احتضنهم الأردن على مدار العقود الخمسة الأخيرة بحسب مؤسسة الجائزة.
وعبرت رئيسة المؤسسة عن سعادتها ومجلس المؤسسة للتقدير الذي عبر عنه حكام الجائزة للأعمال الاستثنائية التي يبذلها الملك عبدالله الثاني، والتي تمثل ذات القيم التي ألهمت مؤسس الجائزة لتأسيسها قبل عشرات الأعوام، كما هنأت باسمها وباسم جميع أعضاء مجلس أمناء المؤسسة جلالته بفوزه بالجائزة.
وتأتي فكرة تصميم الجائزة لغايات تسليط الضوء على الأعمال التي يقوم بها الفائزون بالجائزة وليس لغايات تسليط الضوء على الفائزين بها، أو تحقيق فائدة لهم، ولكن لتحقيق فائدة أكبر للأشخاص الذين سيمثل لهم الفائز الهاما ليحذوا حذوه.
يذكر أن جائزة تمبلتون تمنح منذ العام 1972 في كل عام لشخص قدم “مساهمات وأعمالا استثنائية لخدمة وإثراء الجانب الروحي لحياة البشر” بحسب تعريف المؤسسة.
الملك يتسلم جائزة تمبلتون في واشنطن اليوم
11
المقالة السابقة