عروبة الإخباري – خطف النجم الأوروجوائي لويس سواريز الأنظار من الجميع بعد أن سجل ثلاثة أهداف “هاتريك” قاد بها فريقه برشلونة لتلقين الغريم التقليدي ريال مدريد درسا في فنون الكرة في “كلاسيكو الأرض” وهزيمته (5-1) أمس الأحد على ملعب “كامب نو” في قمة مواجهات الجولة الـ10 بدوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم “الليغا”.
حملت خماسية الفريق الكاتالوني توقيع كل من فيليبي كوتينيو (11)، ولويس سواريز، ثلاثية “هاتريك”، في الدقائق 30 و75 و83 ، وأرتورو فيدال (87).
فيما سجل هدف الشرف للملكيين البرازيلي مارسيلو في الدقيقة 50.
وبهذا يضرب الفريق الكاتالوني أكثر من عصفور بهذا الانتصار المهم، حيث حقق انتصارا طال انتظاره للفريق على ملعب “كامب نو”، وتحديدا منذ مواجهة الدور الثاني بينهما في الموسم (2014-15) والتي انتهت بفوز “برسا” بهدفين لواحد.
كما أن رجال إرنستو فالفيردي استعادوا صدارة الترتيب من أتلتيكو مدريد بعد أن ارتفع رصيد الفريق لـ21 نقطة، بفارق نقطتين.
على الجانب الآخر، استمر مسلسل الترنح الملكي في الليغا بعد أن تجرع الفريق خسارته الثالثة على التوالي، الرابعة هذا الموسم، ليزداد وضع المدرب جولين لوبيتيغي سوءا ويقترب بقوة من مغادرة مقعد المدير الفني لـ”سانتياغو برنابيو”. وتجمد رصيد الريال بهذه الخسارة عند 14 نقطة يستقر بها في المرتبة التاسعة.
كان برشلونة هو الطرف الأفضل على كل الوجوه خلال بداية اللقاء، وضع تركيز لاعبيه الكبير وهو ما أثمر عن هدف مبكر بعد 11 دقيقة بقدم النجم البرازيلي فيليبي كوتينيو الذي استغل تمريرة أرضية من الجناح الطائر يوردي ألبا داخل المنطقة ليسكن الكرة في شباك البلجيكي تيبو كورتوا.
وضح اعتماد لاعبو البلاوغرانا على الناحية اليسرى مع ضعف واضح في الجانب الأيمن للفريق الملكي الذي يشغله ناتشو فرنانديز، حيث شن الفريق أكثر من هجمة من خلال هذا الجانب.
وفي الدقيقة 19 كاد لاعب الوسط البرازيلي أرثر ميلو أن يضيف هدفا ثانيا للبرسا بتسديدة رائعة من خارج المنطقة كانت في طريقها للشباك لولا تألق كورتوا الذي أبعد الكرة بيد واحدة.
وشهدت الدقيقة 29 لقطة “تاريخية” بعد أن سجلت تقنية حكم الفيديو المساعد “VAR” ظهورها الأول في مواجهات “الكلاسيكو” بعد سقوط الأوروغوياني لويس سواريز داخل منطقة جزاء الملكي إثر احتكاك مع المدافع الفرنسي رفاييل فاران.
وخرج الحكم لمشاهدة اللقطة في الشاشة خارج الملعب، قبل أن يقرر احتساب ركلة جزاء، انبرى لها سواريز بنفسه وحولها على يمين كورتوا.
استمر الطوفان الكاتالوني على مرمى الريال وفي الدقيقة 41 لعب سواريز تمريرة بينية رائعة داخل المنطقة لم يتمكن منها جيرارد بيكيه وهو في مواجهة المرمى ليحولها بالرأس ضعيفة في يد كورتوا.
مرت الدقائق الأخيرة وسط هيمنة أصحاب الأرض ليعلن الحكم عن نهاية الـ45 دقيقة الأولى بتفوق كاتالوني واضح.
مع بداية الشوط الثاني، أجرى جولين لوبيتيغي، المدير الفني لريال، التغيير الأول بدخول لوكاس فاسكيز بدلا من فاران.
واستطاع الميرينغي مع أول خطورة حقيقية على مرمى تير شتيغن تقريبا من تقليص الفارق في الدقيقة 51 بقدم البرازيلي مارسيلو بعد أن استغل عرضية من إيسكو ألاركون داخل المنطقة لتصل عند مارسيلو الذي راوغ جيرارد بيكيه ثم سدد الكرو بيمينه داخل الشباك.
منح الهدف دفعة معنوية للاعبي ريال وسط حالة من انعدام الوزن والاسترخاء بين لاعبي برسا وهو ما كاد أن يكلف الفريق هدفا ثانيا في الدقيقة 55 بعد أن سدد الكرواتي لوكا مودريتش تسديدة من على حدود المنطقة وقف لها القائم الأيسر بالمرصاد وسط مشاهدة من تير شتيغن.
بدأ لاعبو “برسا” في استعادة توازنهم مع مرور والوقت وكاد سواريز أن يوسع الفارق مجددا في الدقيقة 60 بعد تمريرة بينية رائعة من راكيتيتش للمنطلق من الخلف سيرجي روبرتو ليلعب كرة عرضية جاءت خلف سواريز قليلا ولكنه لعبها بكعب القدم، إلا أن القائم الأيسر لكورتوا تصدى للكرة.
وفي الدقيقة 64 لعب كوتينيو تمريرة رائعة لألبا داخل المنطقة ليسدد كرة يسارية كانت في طريقها لشباك ريال لولا تدخل راموس معه ويحول مسار الكرة لركنية.
وأهدر كريم بنزيمة فرصة التعادل على ريال بعد أن ارتقى لعرضية لوكاس فاسكيز من اليمين ولكنه وضع الكرة بغرابة فوق المرمى.
وفي الدقيقة 75 واصل سواريز تألقه وهز شباك كورتوا بهدف شخصي ثاني ثالث للبلاوغرانا بعد كرة مرتدة سريعة انتهت عند سيرجي روبرتو على حدود المنطقة ليسرسل كرة متوسطة الارتفاع أحياها سواريز برأسه في شباك كورتوا.
هيمن لاعبو برشلونة تماما على مجريات اللقاء بعد الهدف الثالث، لتسفر الدقيقة 83 عن هدف رابع للفريق بعد خطأ فادح من سرخيو راموس في استقبال كرة طويلة على صدره لتسقط أمام روبرتو الذي مرر مباشرة لسواريز الذي انفرد بكورتوا ليضع الكرة بهدوء من فوقه داخل الشباك، ليضيف هدفه السابع في الليجا هذا الموسم، ليجاور النجم الغائب ليونيل ميسي في المركز الثاني خلف ثنائي الصدارة كريستياتن ستواني وياجو اسباس، صاحبي الـ8 أهداف.
لم يكتف لاعبو برشلونة بالأهداف الأربعة تمكنوا من إضافة هدفا خامسا قبل النهاية بثلاث دقائق برأس لاعب الوسط البديل التشيلي أرتورو فيدال بعد عرضية من ألبا.
وفي الوقت المحتسب بدلا من الضائع واصل بنزيمة مسلسل إهدار الفرص السهلة بعد انفراد بمرمى تير شتيغن من اليسار ولكن وضع الكرة بغرابة خارج المرمى.
ووضع سواريز، نفسه مكان لاعبي ريال مدريد -الذين يعانون من أزمات في اللعب والنتائج السيئة وخصوصا بعد خسارتهم أمس، وأوضح أنه يتفهم جيدا موقف الفريق الملكي.
وقال المهاجم الأوروغوياني في تصريحات تليفزيونية عقب اللقاء “من الصعب أن تكون لاعبا، وأن تتعايش وتتواجد داخل مواقف غير جيدة بالنسبة للفريق، وأن هذا يؤدي إلى تحقيق نتائج سيئة، فلاعب الكرة ينتقد نفسه بنفسه دائما ولكن هناك مواقف يجب أن نتفهم فيها أنهم زملاؤنا”.
وأوضح سواريز أن الفريق الكاتالوني قدم مباراة جيدة باستثناء بعض الدقائق في بداية الشوط الثاني حيث تمكن الميرينغي من تسجيل هدف تقليص الفارق لتصبح النتيجة (2-1) ولاحت له بعض الفرص المهمة التي كادت أن تأتي بهدف التعادل.
وحول غياب النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي عن الكلاسيكو، أكد سواريز “ميسي هو الأفضل في العالم، وعلى مستوى الفريق يجب أن نكون فخورين، فقد أظهرنا أننا فريق كبير يمتلك مدربا كبيرا وهذا هو الأهم”.
في الناحية المقابلة، قال لاعب وسط ريال مدريد كاسيميرو، أن هزيمة فريقه تعد “كارثة”، واصفا إياها بأنها “انعكاس لما يحدث هذا الموسم”.
وقال كاسيميرو إن كل اللاعبين “في حالة سيئة”، مشيرا إلى أن “الذنب ليس ذنب المدرب”. وصرح اللاعب “هذه النتيجة انعكاس للموسم الذي نقدمه. هذا هو ما نفعله. لا يمكننا أن نحمل المدرب الذنب، هو ذنب اللاعبين وذنب طريقة لعبنا”.
واعتبر كاسيميرو أن الفريق يقوم بكل الأمور بصورة سيئة “ليس شيئا واحدا. لا يتعلق الأمر بالنوايا أو باللعب، بل باللاعبين. اللاعبون عليهم أن يبذلوا جهدا أكبر، أن يركضوا أكثر. في هذا النادي يجب أن تقدم كل ما لديك. هذه النتيجة انعكاس لما عليه هذا الموسم”.
ورغم ذلك، دعا اللاعب إلى التحلي بالهدوء والصبر إذ قال “نعرف أننا لا نلعب بشكل جيد، لكن يجب أن نتحلى بالهدوء”.
وتابع كاسيميرو “لا يمكن الحديث عن المدرب الآن. نحن كلاعبين مسؤولين عما يحدث. يجب أن نعمل للتحسن لأن هذا هو ما يتطلبه هذا النادي”.
إلى ذلك، قال مدير العلاقات المؤسسية بنادي ريال مدريد، إيميليو بوتراغينيو إن الوقت ليس “مناسبا” للحديث عن استمرار لوبيتيغي من عدمه، وقال في تصريحات صحفية عقب المباراة “ليست لحظة مناسبة للحديث عن المسألة. هي نتيجة قاسية. هذه هي الحقيقة”.
وبخصوص المباراة والفرص التي أهدرها الريال في بداية الشوط الثاني، حينما لعب الفريق بأفضل مستوى له في اللقاء، قال “الأمر غريب. كانوا أفضل منا في الشوط الأول، لكن في هذا النوع من المباريات توجد لحظات حاسمة. لاحت لنا فرصنا في بداية الشوط الثاني ولم نستغلها، بعدها سجلوا هدفهم الثالث الحاسم وشعروا بالراحة وجاء الهدفين التاليين. هي عقوبة مفرطة، لكن الفاعلية هي كلمة السر”.
واعترف بوتراغينيو بتفوق برشلونة خصوصا في الشوط الأول “كانوا أفضل. نحن فريق يعتاد على امتلاك الكرة لكنهم سيطروا على اللعب تماما في الشوط الأول. بداية الشوط الثاني كانت مغايرة، إذ لاحت لنا فرص مثل رأسية سرجيو راموس وخصوصا كرة مودريتش التي ارتطمت بالقائم وكانت لتعني التعادل، لكن جاء هدفهم الثالث وتعقدت الأمور كثيرا”.
وأضاف المسؤول “لسنا سعداء ونأسف لجماهير ريال مدريد. حينما نخسر، نخسر جميعا وهو نفس ما يحدث حينما نفوز. يجب أن نقدم التهنئة لبرشلونة ونمضي قدما”.
خماسية برشلونية قاسية على ريال مدريد
14
المقالة السابقة