عروبة الإخباري – أكد وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس فلاح العموش أن الطريق المؤدية الى الجسر، الذي انهار أول من أمس قرب متنزه شاطئ البحر الميت، بمنطقة فاجعة وفاة 21 شخصا أغلبهم أطفال، هو طريق “مغلق منذ نحو عام من قبل الوزارة، وذلك لإعادة صيانته”.
وحسمت وزارة الاشغال العامة سريعا عدم مسؤولية الطرق والجسور العاملة رسميا والتابعة لها عن الحادثة الفاجعة، إلا أن الوزير العموش أشار إلى أن مجلس البناء الوطني والوزارة ستنظر بتقارير اللجان الفنية بموقع الحادثة لتقييم الأمور كاملة، في وقت أعلن نقيب المهندسين احمد سمارة الزعبي أن لجنة فنية من النقابة ستزور موقع الفاجعة اليوم السبت لتقديم تقييم فني لما جرى.
الوزير العموش نفى أمس، انهيار أي جسر آخر، “حيث أن الحديث عن انهيار جسر عين الزرقاء ماعين غير صحيح، واظهرت الصور والفيديوهات التي التقطها مواطنون بالمنطقة لحظة الحادث انهم كانوا يصورون من فوق هذا الجسر بوقت حدوث السيول”.
واوضح أن الجسر الذي انهار قرب متنزه شاطئ البحر الميت “مغلق منذ عام، وذلك إثر الكشف عليه من قبل لجان وزارة الاشغال، حيث بينت حينها انه في طور الهدم، لوجود تشققات ومواد مهترئة مع مرور الوقت”، وأشار إلى أن الوزارة لجات إلى “فتح طريق بديل للطريق المؤدي إلى هذا الجسر لحين إعادة تأهيله بالكامل”.
وأشار الى انه تم فتح الطريق المودي للجسر المنهار صباح أمس فقط لاستخدامه من فرق الإنقاذ للقيام بعمليات البحث والتمشيط من قبل الأجهزة المعنية.
وقال العموش أنّه كان من المفترض أن يتم فتح عطاء اعادة صيانة الجسر الذي انهار “يوم الثلاثاء المقبل، بعد أن تم إغلاقه لعام كامل”، مؤكداً أنه سيتم فتح عطاءات لجميع الجسور الموجودة في المنطقة، والتي بحاجة لإعادة تأهيل هذا العام، مشيرا إلى أن التحويلة المؤدية إلى الجسر المنهار “يتم إعادة صيانتها من قبل كوادر الوزارة منذ فجر أمس بعدما ادى انهيار الجسر لبعض الاضرار إلى التحويلة الموجودة وسيتم فتح المسير عبرها خلال 24 ساعة”.
من جهته، أكد مهندس الطرق ميسرة ملص انه “لم ينهر منذ يوم أمس أي جسر وان جسر زرقاء ماعين لم ينهر”، وبين ان الجسر الذي قرب متنزه شاطئ البحر الميت هو الذي انهار الخميس.
وأكد ملص أن الطريق المؤدية الى الجسر المنهار “مغلق اصلا منذ عام لإعادة تأهيله وطرح العطاءات بخصوصه”.
وأشار الى ان الجسر المنهار الخميس بفعل تدفق المياه هو “جسر مغلق أمام حركة السير، وهناك تحويلة اعلاه”، وبين أن المياه “انهمرت بكثافة في الوادي نفسه، المقام عليه الجسر فانهار”، موضحا ان هذا الجسر “كان في طور الهدم لاعادة بنائه من جديد”.
وبين ميسره ان اندفاع المياه من أعالي جبال مادبا، باتجاه الوادي وتدفقها بسرعة هائلة، جارفة الصخور والاتربة باتجاه الطلبة، لم يكن ليستطع اعاقتها أي عائق، حيث أن هناك فرقا في الارتفاع بين سطح البحر الميت ومرتفعات جبال مادبا بنحو 1200 متر، وهذا منح المياه والحجارة المتدفقة طاقة كامنة عالية، تستطيع جرف أكبر كتلة صخرية بكل سهولة”.
وقال انه بينما كانت المياه تجرف كل ما هو أمامها “كانت تتجه نحو الطلبة الذين يتنزهون في الوادي، فجرفتهم بثوان، وألقت بهم في البحر الميت”.
نقيب المهندسين الزعبي بين انه تم تشكيل لجنة منبثقة عن اللجنة العلمية للمناجم والتعدين ولجنة الازمات والكوارث ولجنة الرقابة والاشراف في النقابة برئاسة عضو المجلس سمير الشيخ، ستتوجه صباح اليوم السبت لموقع الحادث لتقييم الوضع، ووضع تقرير فني لمجلس نقابة المهندسين.
كما اشار الزعبي الى ان نقابة المهندسين هي عضو في لجنة الارشاد العليا ومجلس البناء الوطني الذي يرأسها وزير الاشغال العامة والاسكان، وستتابع هذه الحادث الاليم.
وطالب سمارة بان يتم منح نقابة المهندسين حق الرقابة والتدقيق على مشاريع الصرف الصحي، وبناء العبارات والجسور لدى وزارة الاشغال وأمانة عمان والدوائر الحكومية وشبه الحكومية والجامعات، لافتا إلى أن النقابة حاليا “غير مخولة بالتدقيق على مثل هذه المشاريع”.
وبين انه يجب ان يعاد للنقابة هذا الدور لتعزيز دور النقابة وضمان سلامة هذه المشاريع”.
‘‘الأشغال‘‘ تتبرأ من أية مسؤولية بالحادثة المأساوية
14