(قصة قصيرة جداً)
الممرض الشّاب الذي فقد أمّه قبل عام، يسير بيأس غير معهود فيه إلى عمله هذه الأيّام، تسترعي انتباهه فتاة ظاهرة الجمال، فتحت للتوّ نافذة غرفتها، تنظر غروب الشّمس بذبول من خلالها، بعد أن استعادت ما انتاب خطيبها من موجة حزن نتيجة مرض أمّه، أخته الوحيدة طوال اللّيالي الثّلاث الماضية، لم تكف عن البكاء منذ هذه الأزمة العاتية، كلما وضعت رأسها على الوسادة كمداً على والدتها الرّاقدة في غرفة العناية المرّكزة، حيث ذاك الممرض الشّاب الذي أثار اهتمامه بأمّها انتباهها، فظنّت أنّه بذلك يريد أن يتقرّب منها، إلّا أنّها لم تلحظ شيئاً من هذا القبيل، فقط هو وحده من كان قرب رأسها في تلك اللّيلة التي توقفت فيها الأجهزة عن العمل معلنة موتها، حيث وجد نفسه أمام دموعه التي سقطت بطلاقة على تفاصيل ملامحه، بسبب وفاة امرأة لا يعرفها، لكن وجهها ذكّره مذ رآها بوجه أمّه.
أحمد أبو حليوة