عروبة الإخباري – أظهر تقرير حقوقي “أن نحو 34 % من الاطفال يشعرون بالقلق من تعرضهم للتنمر من أطفال ويافعين في سنهم، بينما يشعر 38 % من الأطفال بالقلق من التعرض الى العنف من شخص بالغ”.
وبحسب نتائج التقرير، الذي جاء تحت عنوان “أصوات شابة” وأطلقته أمس مؤسسة انقاذ الطفل بحضور وزيرة التنمية الاجتماعية هالة لطوف، فإن “43 % من الأطفال لا يعرفون إلى من يلجأون عندما يتعرضون للمضايقة، و17 % منهم يشعرون بالقلق من إيذاء أنفسهم”.
وتضمن التقرير تسجيلا لآراء 1500 فتى وفتاة تتراوح أعمارهم بين 12 – 15 عاما، يمثلون كل محافظات المملكة فضلًا عن مخيمين للاجئين السوريين والفلسطينيين، فيما شكل الأطفال الأردنيون 85 % من العينة، والسوريون 8 % والفلسطينيون 7 %.
وقالت المديرة التنفيذية للمؤسسة رانيا مالكي إن “التقرير يأتي كجزء من جهود “انقاذ الطفل” للتعرف على وجهات نظر الاطفال بشأن القضايا المؤثرة عليهم في مجال التعليم والحماية وغيرها، بما في ذلك قدرتهم على نقل أفكارهم وآرائهم، اضافة الى قياس مستوى المعرفة لديهم بالاتفاقية الدولية لحقوق الطفل”.
واضافت ان “الأرقام التي خرج بها التقرير مقلقة، ومهمتنا أن نفكر بشكل جماعي حول كيفية الاستجابة بالشكل الامثل لأطفالنا ومطالبهم”.
إلى ذلك، يظهر التقرير “أن تردي الاوضاع المالية لأسر الأطفال ذات أهمية بالنسبة لهم، إذ افاد 20 % منهم أنهم لم يتمكنوا من الانضمام الى أي نشاط مدرسي بسبب العوائق المالية، فيما عبر 30 % من طرد عائلاتهم من منازلهم”، في حين “أكد 87 % اهمية تنفيذ الدولة لمزيد من الاجراءات لمساعدة الاطفال الذين يعيشون حياة فقيرة، واضعين التعليم ضمن الأولويات التي يرغب الأطفال بالتأثير فيها”.
وأشار إلى “أن نحو نصف الاطفال يشعرون بالتوتر بسبب العلامات المدرسية، و15 % لا يحصلون على مساعدة في واجباتهم من قبل العاملين بالمدرسة”، بينما “يشعر 44 % بالضغط النفسي من الواجبات المدرسية، وعبر 56 % عن قلقهم من عدم قدرتهم على تدبر أمورهم في المدرسة”.
ويرى الأطفال “أن للمعلمين الدور الأهم في الحد من التنمر والاستقواء، اذ ترى 78 % من الفتيات أن المعلمين قادرون على ايقاف التنمر مقابل 74 % من الفتيان يرون أن الاساتذة قادرون على ايقاف التنمر”، وفقا للتقرير الذي أوضح “أن 13 % أقروا بتعرضهم لـ “التنمر” خلال آخر فصل دراسي انتظموا به في المدرسة، بينما أفاد نسبة من الذكور بأنهم تلقوا فيها رسائل بها تهديد وشتائم من أطفال بالغين آخرين”.
ويظهر التقرير “اختلافا في الاتجاهات بين الاناث والذكور في التعامل مع مشكلة التنمر، ففي حين تلجأ الفتيات لطلب المساعدة من المعلمات أو موظفي المدرسة، فإن الفتيان في سن 14 – 17 عاما يلجأون الى الرد مباشرة عند التعرض للتنمر وعدم طلب المساعدة”.
ويرى الأطفال “أن على السلطات أن تبذل جهودا أكبر وتتوصل لطرق جديدة لمعالجة مشكلة التنمر، كما أفاد 76 % بضرورة اتخاذ اجراء لايقاف التنمر عبر الانترنت”.
وبخصوص التحرش والاستغلال الإلكتروني، قال التقرير “إن 4 % تعرضوا للاستغلال على الانترنت من شخص بالغ، وكانت النسبة أعلى بين الاناث مقارنة بالذكور، بواقع 6 % من الفتيات و2 % من الفتيان”، في حين “يعاني 11 % من الشعور بعدم الأمان على الاطلاق خلال استخدامهم وسائل النقل العام”.
كما “يشعر الأطفال أنهم غير قادرين على التعبير عن وجهات نظرهم، فـ 38 % فقط قالوا بأن الفرصة للتعبير عن الرأي متاحة لهم بشكل وفير”.
وذكر التقرير “بدت الفتيات أقل تفاؤلا بإمكانية حصولهن على فرص عمل في المستقبل، إذ قال 64 % منهن إنهن لا يعتقدن أنهن سيجدن عملا بعد التخرج”، مقابل 44 % من الذكور قالوا إنهم لن يحصلوا على فرصة عمل بعد التخرج”، مؤكدا “أن 11 % من الذكور أفادوا بأنهم هربوا أو طردوا من المنزل، مقابل 3 % للفتيات”.
وفيما يخص الرفاه النفسي والاجتماعي للأطفال، أظهر التقرير “أن 29 % من المشاركين يشعرون بالتعاسة في بعض الاحيان، و11 % يشعرون بالتعاسة لفترات أطول”.
ورغم ما عكسته الأرقام من تحديات حقيقية يشعر بها الأطفال، لكنهم أبدوا تفاؤلا بمستقبلهم، إذ قال 95 % منهم أنهم “ينظرون للمستقبل بايجابية”.
وبحسب التقرير فإنه “يوجد شعور عام بين الأطفال بأن أصواتهم مهمة وينبغي الاستماع اليهم، رغم أن غالبيتهم لا يعرفون تحديدا على ماذا تنص اتفاقية حقوق الطفل”.
وأوصى التقرير بضرورة بذل مزيد من الجهود للحد من التمييز ضد الأطفال وبخاصة الذين يعانون من اعاقات والمولودين في بيئة فقيرة، واحترام آراء الطفل وبخاصة الفتيات ضمن العائلة والمجتمع ككل، التشجيع على التشاركية الايجابية وغير العنيفة في تربية الأطفال وتعليمهم الانضباط، التأكيد على شمول الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في أنشطة اوقات الفراغ والانشطة الثقافية وتحسين صحة اليافعين”.