عروبة الإخباري – عاد الهدوء امس الى شوارع مدينة طرابلس الليبية، بعد ان توقفت المعارك التي استمرت قرابة شهر بين ميليشيات متناحرة وأسفرت عن مقتل 117 شخص واصابة 404 اخرين، وفتح ذلك الباب لعودة النازحين وإعادة فتح المطار الوحيد العامل في العاصمة الليبية.
وكانت فرنسا دعت المجتمع الدولي إلى ممارسة أقصى ما يمكن من الضغوط، مع فرض عقوبات، ضد أولئك الذين يمارسون العنف في ليبيا، وخصوصا المليشيات في طرابلس. لكن هذه الميليشيات تجاهلت بشكل واضح هذه التهديدات وشنت هجوما مضادا صباح الثلاثاء، استهدف مجموعات مسلحة منافسة وصلت من مدينتي ترهونة ومصراتة خصوصا، وفقا لصحفيين من وكالة الصحافة الفرنسية. وأكد الصحفيون أن الميليشيات الطرابلسية استعادت السيطرة على ثكنة استراتيجية تقع جنوب العاصمة على الطريق المؤدي إلى مطار طرابلس الذي دمّر عام 2014 نتيجة اعمال عنف مماثلة. كما استعادت هذه الميليشيات العديد من المواقع في أحياء أخرى تقع جنوب العاصمة، بعدما انسحبت منها الميليشيات المناوئة متراجعة كيلومترات عدة باتجاه الجنوب، بحسب المصادر نفسها. وقالت إحدى هذه الميليشيات المتراجعة وتدعى “كتيبة الصمود” عبر صفحتها على موقع فيسبوك انها اضطرت للانسحاب بسبب نقص الذخيرة، من دون مزيد من التفاصيل. وأزيلت العديد من السواتر الترابية وفتُحت طرقات مغلقة في بعض مناطق الاشتباك بنواحي “صلاح الدين” و”خلّة الفرجان” و”طريق المطار” بالعاصمة.
إلى ذلك، أعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها من الأسرة الدولية، توقيع اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بين الفصائل المتحاربة في جنوب العاصمة طرابلس. وأفادت وزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني في بيان أن هذا الاتفاق الذي سبقه وقف المعارك أمس الاول، وُقع بين ممثلي مدينتي طرابلس وترهونة (غرب) اللتين تتحدر منهما المجموعات المسلحة الرئيسية المتناحرة.
من جانبها، قالت إدارة مطار معيتيقة في طرابلس إن المطار، وهو الوحيد العامل في العاصمة الليبية، أعيد فتح مجاله الجوي بعد ظهر امس الأربعاء بعدما أدت اشتباكات بين فصائل متناحرة إلى إغلاقه قبل أسبوعين. وأغلق مطار معيتيقة بعد إطلاق صواريخ صوبه. وجرى تحويل رحلات الطيران إلى مطار مصراتة على بعد نحو 190 كيلومترا شرق العاصمة طرابلس. وقالت الإدارة “من المتوقع أن تباشر الشركات الناقلة رحلاتها مع بداية الأسبوع القادم”. وأغلق المطار، وهو قاعدة عسكرية أمريكية سابقة، مرتين هذا الشهر بسبب القصف العشوائي لكن لم ترد أنباء عن تعرضه لأضرار جسيمة