عروبة الإخباري – تبادلت عدة جهات رسمية اتهامات بالمسؤولية عن إنشاء أحد الميادين (دوار) على الطريق الدولي إربد – المفرق وإزالته خلال 24 ساعة، بعد أن أشعلت صور وتعليقات ساخرة متداولة للميدان على مواقع التواصل الاجتماعي، تنتقد تصميم الدوار وموقعه وعدم الحاجة له وتسببه بأزمة مروريه بدلا من تخفيفها.
ففي حين، اعتبر مدير دائرة المرور في بلدية إربد الكبرى المهندس حسان العكور إنشاء الميدان من قبل البلدية استجابة لقرار اتخذته اللجنة الفنية في المحافظة، التي تضم عدة جهات مسؤولة، نفى مصدر مسؤول في المحافظة اتخاذ مثل هذا القرار وتحدى البلدية أن تبرز أي وثيقة تثبت ما تدعي.
وأكد العكور أن البلدية جهة تنفيذية وهي أحد أعضاء لجنة السير المركزية في المحافظة، المشكلة من 6 جهات وهي (الأشغال، السير، جميعة الطرق، البلديات، المحافظة والنقل) ويرأسها مساعد المحافظ، مؤكدا أن أي قرار بإنشاء ميدان يكون بقرار من لجنة السير المركزية.
ولفت الى ان إنشاء الدوار الجديد على طريق بغداد الدولي ببلدة حوارة جاء بقرار من اللجنة الفنية للجنة السير اثناء جولة لها في البلدة قبل عام، والالتقاء مع المواطنين، الذين طالبوا بانشاء ميدان في تلك المنطقة، للحد من دخول صهاريج المياه للأحياء السكنية، والتي تسببت بحوادث دهس.
واكد العكور ان البلدية اجلت التنفيذ لغاية أمس الأول، لحين استكمال فتح احد الشوارع في المنطقة والذي ما زال قيد الإنشاء، مؤكدا ان كوادر البلدية هي التي نفذت انشاء الدوار والدواوير الاخرى في المدنية، ولم يتم طرح أي عطاء على أي مقاول وبالتالي فان كلفة انشاء الميدان وإزالته بسيطة.
وقرر أمين عام وزارة الأشغال العامة والاسكان المهندس عمار الغرايبة إزالة الدوار الجديد الذي انشأته بلدية اربد الكبرى على طريق بغداد الدولي في بلدة حوارة، وتشكيل لجنة فنية لاعادة دراسة ما إذا كانت المنطقة بحاجة الى ميدان او إشارة ضوئية، كون الطريق هو من مسؤولية وزارة الاشغال، وفق محافظ اربد رضوان العتوم.
وأكد العتوم انه قبل اكثر من عام تم زيارة المنطقة برفقة مدراء الدوائر المعنية في المحافظة، وكان من ضمن مطالب المواطنين إنشاء ميدان في المنطقة لمنع دخول صهاريج المياه الى الاحياء السكنية، لافتا ان لجنة السير المركزية في المحافظة، لم تتخذ اي قرار بانشاء دوار في المنطقة.
واكد ان اي قرار بانشاء ميدان بحاجة الى دراسات مرورية من قبل اصحاب الاختصاص حتى لا يتم وضعه بشكل عشوائي.
غير ان، رئيس بلدية اربد الكبرى المهندس حسين بني هاني اكد ان انشاء اي ميدان ضرورة اقتضته الحاجة، في ظل عدم قدرة البلدية على انشاء جسور وانفاق للتخفيف من الازمات المرورية الخانقة، التي تشهدها شوارع مدينة اربد، مشيرا الى ان تكلفة انشاء الجسور والانفاق بحاجة الى مبلغ يزيد على 50 مليون دينار لحل المشكلة.
وقال بني هاني ان البلدية انشأت في مدينة اربد العديد من الميادين والتي اسهمت بشكل كبير بحل الأزمة المرورية، مؤكدا ان البلدية من خلال كوادرها هي التي تقوم بانشاء الميادين بكلفة مالية بسيطة.
من جانبة، اكد مصدر في لجنة السير المركزية ان البلدية نفذت العديد من الميادين في شوارع مدينة اربد، من دون الرجوع الى اللجنة المختصة، مؤكدا ان لجنة السير تفاجأت كما تفاجأ المواطنون بالدوار.
واكد ان اللجنة قامت أكثر من مرة بإزالة ميادين انشأت بشكل عشوائي من قبل البلدية وفاقمت من مشكلة الاختناقات المرورية، بدلا من حلها.
وكانت اللجنة الفنية المرورية في محافظة إربد قررت العام الماضي إزالة دوار حياة إربد، ودوار زاخو والدوار الواقع جنوب دوار الشهداء، التي انشأتها بلدية اربد الكبرى، بعد ان تسبب بأزمات مرورية خانقة.
وطالب مواطنون الجهات المعنية بالاستعانة بخبراء من مؤسسات المجتمع المدني، في حال اقتضت الضرورة تعديلات على بعض الشوارع وإنشاء ميادين جديدة.
وقال المواطن احمد جرادات ان السائق بات يتفاجأ بوجود دواوير في شوارع رئيسية دون اي سابق انذار، مشيرا الى ان هذه الميادين من شأنها التسبب بحوادث سير واختناقات مرورية، وخصوصا في ظل غياب اللوحات الارشادية والتحذيرية لوجود ميدان.
واضاف ان البلدية عمدت خلال الشهور الماضية الى انشاء عشرات الميادين في مدينة اربد في شوارع رئيسية دون اي دراسات هندسية، مشيرا الى ان الميادين التي تقيمها البلدية تكون بالعادة بشكل بدائي، وهي عبارة عن حجر كندرين فقط، الامر الذي يهدد حياة وسلامة السائقين وخصوصا في ساعات المساء.
وانشأت بلدية اربد الكبرى خلال الاسابيع الماضية العديد من الميادين في شوارع اربد، كان آخرها إنشاء ميدانين اثنين في شارع راتب البطاينة بالقرب من غرفة تجارة اربد بطريق مماثلة، في منتصف الشارع دون أي لوحات ارشادية، الأمر الذي تسبب بإرباكات مرورية.
واشار سائقون ان الميادين في اربد تنشأ بطريقة عشوائية دون مراعاة لاجراءات السلامة العامة، مؤكدا ان مدينة اربد مرشحة للدخول لموسوعة جنيس للأرقام القياسية، نظرا للأعداد الكبيرة في الميادين، التي انشأتها البلدية خلال السنوات الماضية.
وأكد سائق تكسي محمد العمرات أنه لا يكاد يخلو شارع في إربد إلا ويوجد فيه ميدان، الأمر الذي تسبب باختناقات مرورية بدلا من معالجة المشكلة، مشيرا الى ان الحل يكمن بدلا من انشاء الميادين بانشاء جسور وأنفاق للتخفيف من الأزمات المرورية، التي تشهدها مدينة اربد والوسط التجاري.
ودعا العمرات الجهات المعنية الى ضرورة عمل دراسات مرورية، قبل الاقدام على انشاء ميدان بشكل عشوائي ويتم ازالته في اليوم التالي بناء على شكاوى المواطنين، مشيرا الى ان انشاء الميادين يكلف موازنة البلدية مبالغ مالية كبيرة كان الاولى استغلالها لتحسين الواقع المروري المتردي في شوارع المدنية.