عروبة الإخباري – يصادف اليوم الأحد الذكرى السادسة والخمسون لإنشاء الجامعة الأردنية.
ويستذكر الأردنيون بفخر في الثاني من أيلول العام 1962 عندما أصدر جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، مرسوما بإنشاء هذه المؤسسة التعليمية الكبرى لتشكل في جوهرها أحد المحركات المهمة لضمان مستقبل أردني واعد بالإنجاز والازدهار والعطاء الإنساني.
ويقول سجل أوراق تاريخ الجامعة، إنها بدأت بحرم يضم مبنيين صغيرين وهيئة تدريسية تتكون من ثمانية أشخاص، منهم ثلاثة متفرغون, في حين أنها استقبلت فوجها الأول بـ 149 طالبا و18 طالبة في كلية واحدة هي كلية الآداب, وميزانية متواضعة قدرت بـ 25 ألف دينار، زيدت في العام نفسه إلى 50 ألف دينار.
ويضيف السجل، بالرغم من التحديات والصعوبات المالية والبشرية التي كانت سائدة في البلاد منتصف القرن الماضي، إلا أن المنجز الوطني للجامعة يعد علامة فارقة في تطورها وسارت بوتيرة سريعة في التوسع في إنشاء الكليات والعمادات والمراكز العلمية والوحدات والدوائر الخدمية رافقها أيضاً إنشاء برامج تعليمية ومشاريع بحثية تستهدف خدمة قطاعات الإنتاج في المجتمعات المحلية.
وتتميز الجامعة بنظامها التعليمي المتنوع في طرح المواد الدراسية التي تلبي احتياجات السوقين الأردني والعربي؛ فقد وضعت بين أيدي طلبتها خيارات واسعة من البرامج الأكاديمية إذ أتاحت لهم الاختيار من بين أكثر من 250 برنامجاً أكاديمياً تقدمها 24 كلية في مختلف التخصصات الإنسانية والعلمية التطبيقية والطبية والصحية.
ومن أبرز إنجازات الجامعة الأردنية، إنشاء فرعها في مدينة العقبة العام 2009 التي تحتاج “العقبة” إلى نهضة تعليمية تساند التطورات التي يشهدها الثغر في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والصناعية والسياحية.
ويضم الفرع حالياً خمس كليات، هي: الإدارة والتمويل ونظم وتكنولوجيا المعلومات والعلوم البحرية واللغات الأجنبية والسياحة والفندقة، ولدى الفرع رؤية مستقبلية في التوسع بإنشاء كليات جديدة خصوصاً في العلوم الطبية.
وبوصفها ترعى وتقدر التفكير الإبداعي تمكنت الجامعة من تحقيق منجز فريد من نوعه في التوسع ببرامج الدراسات العليا والبحث العلمي المتخصص الذي يدعم جهود التنمية الوطنية حيث تشير الإحصائيات الى وجود 38 برنامجاً للدكتوراه و111 برنامجاً في الماجستير و16 برنامجاً في الاختصاص العالي بالطب وبرنامجاً للاختصاص العالي في طب الأسنان وثلاثة برامج في الدبلوم.
وفتحت الجامعة نوافذها على العالم الخارجي حيث أبرمت الاتفاقيات وبرامج مذكرات التفاهم مع كبرى الجامعات العالمية المتقدمة في مسعى لإتاحة الفرص أمام الأردنيين للاستفادة من الخبرات والتطورات العلمية التي تتمتع بها هذه الجامعات، فضلا عن استقبالها العام الجامعي الحالي قرابة 3200 طالب وطالبة من نحو 80 جنسية للدراسة في كلياتها المختلفة.
ووضعت الجامعة ضمن خططها، الاهتمام بجودة التعليم لمسايرة العالم الأول واحتلت الجامعة للمرة الأولى ترتيبا عالميا ضمن قائمة أفضل الجامعات في ثلاثة مجالات علمية وفي أربعة تخصصات دقيقة حسب تصنيف “كيو أس” العالمي للعام 2018، ويعد التصنيف، الذي تطلقه سنويا المؤسسة البريطانية “كيو أس”، الأكثر تأثيرا والأهم في مجال تصنيف التخصصات في العالم.
وحققت الجامعة التميز في تخصصات مهمة وهي الطب، والصيدلة، والهندسة الميكانيكية، وعلم الحاسوب وأنظمة المعلومات. وعلى مستوى المجالات أو عائلات التخصص الخمسة التي حددتها جهة التصنيف، حققت “الأردنية” تصنيفا عالميا في ثلاثة منها وهي مجالات: الهندسة والتكنولوجيا، والعلوم الاجتماعية والإدارية، ومجال الآداب والعلوم الإنسانية.
وأظهر تقرير “كيو أس”، “الأردنية” ضمن أفضل 500 جامعة في العالم في مجال الهندسة والتكنولوجيا حيث حصلت “الأردنية” على علامات منافسة في تخصصات علم الحاسوب وأنظمة المعلومات، وتخصصات الهندسة المختلفة، وضمن أفضل 500 جامعة في العالم في مجال العلوم الاجتماعية والإدارية حيث حصلت “الأردنية” على علامات منافسة في تخصصات إدارة الأعمال والإدارة العامة، والاقتصاد، والعلوم التربوية، والإحصاء، وعلوم السياحة، وعلم الاجتماع والعمل الاجتماعي، وعلوم الرياضة، وكذلك ضمن أفضل 500 جامعة في العالم في مجال الآداب والعلوم الإنسانية حيث حصلت “الأردنية” على علامات منافسة في تخصصات علم الآثار، وعلوم الفنون والتصميم، واللغة الإنجليزية وآدابها، اللغويات، واللغات الحديثة.
وعلى مستوى التخصصات الدقيقة، تميّزت الأردنية عالميا في تخصص الطب حيث احتلت المرتبة 451-500 عالميا، وفي تخصص الصيدلة بتبوئها المركز 251-300، وفي تخصص الهندسة الميكانيكية باحتلالها الموقع 301-350، وفي تخصص علم الحاسوب وأنظمة المعلومات حيث أتت في المركز 401-450.
وتحفل الجامعة وأعضاء هيئتها التدريسية في الحصول على الأوسمة والجوائز التقديرية للأداء المتميز والكفاءة العالية المستوى, أبرزها حصول الجامعة على وسام الحسين للعطاء المتميز من الدرجة الأولى في الذكرى الخمسين لتأسيسها العام 2012.