عروبة الإخباري – سأل القيادي في حركة حماس، وعضو المجلس التشريعي عاطف عدوان، ضمن استطلاع رأي عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) الفلسطينيين، حول إمكانية انتخابهم للرئيس محمود عباس، كرئيس للشعب الفلسطيني من جديد؟ وكانت المفاجأة التي أشعلت الأجواء، أن ( 71% ) من المشاركين، أجابوا بـ (نعم) سأنتخبه، بينما (29%) أجابوا بـ (لا) لن أنتخبه.
ذلك الاستطلاع البسيط لاقى تفاعلاً كبيراً جداً، وغير متوقع، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكان مادة دسمة لمنشورات المواطنين والساسة، مما دفع بعض الأحزاب والشخصيات الاعتبارية لأخذ الأمور بجدية، ليتحول الأمر من استطلاع رأي إلكتروني شخصي، لتحدٍ بين مناصري حركتي حماس وفتح؛ وبالتالي دفع ذلك لتكثيف التصويت المنظم، وتقريب النتائح لتصبح (54%) نعم سأنتخبه و(46%) لن أنتخبه، حيث قرر 15 ألف مواطن، انتخاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بينما رفض 12 ألفاً آخرين ذلك.
التعطش للانتخابات، مَرَدُّه لتأخرها لأكثر من عشر سنوات، بسبب انقسام شقي الوطن، إضافة إلى أوضاع اقتصادية واجتماعية وسياسية متردية في الساحة الغزية، علاوة على محاولات وجولات مصالحة فلسطينية، ما إن تحبل بالأمل في دولة من الدول العربية، حتى تُجْهَضْ بمجرد الوصول لأرض الوطن، كل تلك العوامل مجتمعة، دفعت الناس ليتفاعلوا بشكل كبير ومبالغ به مع استطلاع رأي إلكتروني.
أما عن النتيجة، وفوز الرئيس محمود عباس حتى اللحظة، فكانت مُفاجِئة للكثيرين، وبالأخص لحركة حماس، التي اعتقدت أن شعبية الرئيس، قد انخفضت بالتزامن مع الإجراءات التي فرضت على قطاع غزة، وعلى رأسها تقليص الرواتب.
فكتب القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطيني ذو الفقار سويرجو: “الرئيس حاصل حتى هذه اللحظة على 72% من الأصوات.. هذا مؤشر على أنه رغم كل الانتقادات الموجهة لسياسة الرئيس، ورغم عقوباته على غزة إلا أن الجمهور لا يزال يدعم الرئيس.
وأضاف: “وهذا يضع الجميع أمام حالة من المراجعة، والتساؤل عن حجم هذا التناقض الغريب، ويؤكد بأن الشارع، أصبح ناقماً على كل معارضي الرئيس وأنا منهم.
فأين السر في ذلك ؟”
أما على النقيض، فكان المحلل السياسي المقرب من حركة حماس إبراهيم المدهون، والذي اعتبر الاستفتاء غير حقيقي وسخيف، فقال: شُغل (فيسبوك) باستطلاع د. عاطف عدوان، واعتُبر دليل إرادة شعبية لصالح الرئيس عباس، وهذا أمر وتفكير سخيف، فهذه الاستطلاعات لا تعبر عن حقيقة الموقف، ولا تمنح توجهات حقيقية.
وأضاف: “اللعب الإعلامية كالاستطلاعات لا تغني عن الواقع والحق شيئاً، والفيصل صندوق الانتخاب، فهل يجرؤ الرئيس عباس على الذهاب إليه؟ أم سنبقى في دائرة المناكفات!”.
أما الكاتب والمحلل يونس الزريعي فقال: “عدوان بيقول: فتح عممت على قاعدتها تخريب نتائج الاستفتاء بالتوجه للتصويت على صفحته.. وهذا اعتراف منه بأن فتح هي صاحبة سيطرة وتوجيه منظم لكل قواعدها، وهي أغلبية كاسحة حتي في غزة، التي يعتبرها عدوان عقر دار حماس وموقع قوتها.. علماً بأنني والكثيرين لا يشرفهم زيارة صفحته”.
واستنكر أحمد سرحان التجريح في شخص الرئيس محمود عباس قائلاً: شخصياً لا يهمنا شخص عاطف عدوان ولا بوستاته ولا استفتائه على (فيسبوك) ولكن ما يهمني كمية التجريح الشخصي لشخص الرئيس أبو مازن، من أشخاص يدرسون في كليات الإعلام، ويعتبرون أنفسهم مثقفين، ومنهم أطباء أغلبهم من الاتجاه الإسلامي، لقد تربوا على الاختلاف الفكري والعقائدي، وأن ما دونهم كافر، ولا يستحق الحياة، حتى لو ضحكوا في وجهك، وهنا أنا لا أعمم؛ لكن المعظم منهم كذلك.
وأضاف: “شخصياً لو اَي شخص يجرح في بوستاته، أحمد ياسين، أو الرنتيسي، أو حتى هنية، والسنوار، بطريقة همجية، بمزعوا بلوك، لأن طريقة النقد والانتقاد معروفة، والاختلاف موجود؛ لكن يجب أن تحكم العقلانية البشر عند نقد الآخرين، وتجنب التعصب الفكري عند انتقادهم”.
والدكتور حسام الجزار، المحاضر في جامعة الأقصى، فقال د. عاطف عدوان، كتب منشور استفتاء عن “هل ستنتخب أبو مازن”، 73% قالوا نعم، الأصل بقيادات حماس، أن يكونوا على قدر المسؤولية، وأن يزنوا كل حرف بميزان الذهب، فلا مجال لأي كلمة أو تصرف خطأ.
وأضاف: “طيب حبيابنا في حركة فتح اللي قابضين استطلاع د. عاطف عدوان جد.. انتوا عارفين أنو الاستطلاع سيستمر لأسبوع، و ما مر إلا يوم فقط، يعني تعميم من حماس بصير نتيجة الاستطلاع ضد أبو مازن.. هل وقتها ستعترفون بالنتيجة، كما تعترفون بها الآن؟ أنا بس بسال؟”.