عروبة الإخباري – كتب الناقد محمد المشايخ
شارع الثقافة أحد الشوارع المخصصة للمشاة في عمّان، جاء تأسيسه نتيجة لاختيار عمان عاصمة للثقافة العربية عام 2002، يقع في منطقة الشميساني، ويُعد الأول من نوعه في المنطقة، وتصل مساحته إلى 5000 متر مربع وبطول 310 امتار وعرض 15 مترا، وتم تنفيذة بكلفه بلغت 700 ألف دينار اردني،ويضم مسرحين لتقديم العروض المسرحية والندوات الثقافية، ويضم إلى جانب منطقة الاكشاك ساحة تضم معرضا للأعمال الفنية، وتتوافر فيه جلسات على شكل مقاعد خشبية معلقة على الجدران ومظللة بمظلات صغيرة ذات طابع حديث، ويحتوي على مقاهٍ ومطاعم ومراكز إنترنت كثيرة، ويقع في منطقة نشطة سياحيا وتجاريا، عند إنشائه كان ثمة زخم كبير في الفعاليات الثقافية والفنية، كالامسيات الموسيقية والشعرية، وعروض الفرق الشعبية والتراثية المحلية والعربية،مع حضور للمعارض الفنية.
أما شارع الثقافة في الزرقاء، فقد أنشئ بمناسبة اختيار الزرقاء مدينة للثقافة الأردنية عام2010إلى جانب المحافظة، ومجمع النقابات، ومديرية ثقافة الزرقاء،وقد قامت بلدية الزرقاء بتعبيده، وتشذيب أرصفته وأطاريفه وجزره الوسطية،وزرعتها بالأشجار، وفي عيد ميلاد جلالة الملك عبد الله الثاني الأخير، قامت البلدية بزراعة الدوار الذي يتوسطه بورود جميلة، واشتال أضفت لمسة خضراء على المنطقة، أما الأنشطة الثقافية والفنية فلم تـُقم به على الإطلاق، لأن البنية الثقافية الحقيقية موجودة في مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي الملاصق لهذا الشارع.
أما الرصيفة، فقد كان شارع الثقافة فيها حلما راود الشاعر والفنان التشكيلي والناشط النقابي والرياضي عمر قاسم اسعد رئيس جمعية ابناء الرصيفة الثقافية:صالون الرصيفة الثقافي، الذي دعا منذ أكثر من عام العشرات من نشطاء الحراك الثقافي والفني والاعلامي والنقابي إلى اجتماع في مدينة ارض الفرح في الرصيفة، يومها طرح عمر افكاره الرامية إلى تكليف لجان من الحاضرين لتنفيذ مشاريع مسرحية وتشكيلية وأمسيات أدبية وموسيقية وتنظيم بازرات أرباحها للجهات التي ستنظمها، إلى جانب أنشطة أخرى أذهلت الحاضرين وجعلت بعضهم ينظر لصعوبة التنفيذ، فتم غض النظر عن الموضوع ..حتى فترة وجيزة،قامت خلالها الهيئة الإدارية لصالون الرصيفة الثقافي برئاسة أ.عمر قاسم اسعد بزيارة لمعالي وزيرة الثقافة أ.بسمة النسور، ولعطوفة أمين عام الوزارة أ.هزاع البراري، ولمدير مديرية ثقافة الزرقاء عطوفة الدكتور منصور الزيود، ثم عطوفة رئيس بلدية الرصيفة أ.اسامة حيمور، وبعد أن ضمنت الهيئة ورئيسها أ.عمر قاسم اسعد تأييد ودعم الجانب الرسمي، عاد عمر للجانب الشعبي، وشكل لجنة تحضيرية، تألفت منه ومن الأعزاء: مازن عجاوي، صلاح سليم، عبد الكريم الملاح، محمد استيتية، محمد الحايك، إبراهيم استيتي، وجدان فحماوي، ميعاد خاطر،صباح ابو العز، ثائر العرقاوي، مصطفى أبو خديجة، محمد رمضان الجبور، جهاد عودة، أحمد أبو حليوة، رياض الجولاني، أحمد عابورة، رائد بن قطيفان، سمر العطاونة، محمد المحاميد، عبدالله القاسم، محمد المشايخ.
عقدت هذه اللجنة اجتماعات كثيرة وطويلة، درست خلالها شارع الثقافة من جوانبه المختلفة، وتوصلت إلى نشر الخبر التالي الذي يُجمل معطيات مشروع شارع الثقافة في الرصيفة كاملة:(برعاية وزارة الثقافة، وبالتعاون مع بلدية الرصيفة، تفتتح جمعية أبناء الرصيفة الثقافية:صالون الرصيفة الثقافي:شارع الثقافة 2018، في حديقة الملك عبدالله الثاني في الرصيفة،وسيتضمن: بازارات وأشغال يدوية،معارض للكتاب، فن تشكيلي،رسم علي الوجوه،شعر ونثر، مسرح هادف، محاضرات عن الحقوق والحريات،الحكواتي،عروض رياضية مختلفة،مواهب أطفال مبدعين، موسيقى وعزف وغناء،المايك المفتوح، مسابقات وجوائز، خلال الفترة من 30/8 ولغاية 1/9/2018 من الساعة الخامسة ولغاية الحادية عشرة مساء..وسيكون البرنامج الشعري على النحو التالي: الخميس 30/8/2018تقديم الدكتور عبد الكريم علي الملاح، قراءات شعرية للشعراء:محمد رمضان الجبور، ريما الدغرة البرغوثي، خليل حسين اطرير، سناء وادي الرمحي، قاسم الشرقاوي، هالة عمرو، نور الهدى ابو سته،فاطمة الخالدي،الزجالان مجدي وهيثم فتوح، مواهب الاطفال، الجمعة 31/8/2018 تقديم الشاعرة ختام القلاب، وقراءات للشعراء:احمد الحسن أبو الأثير، منى الغلاييني، حنان خليل السقا، احمد المحاميد، كفاية عوجان، فوزي العابد، مازن الفارس، خليل قطيش، فراس جود، مواهب الاطفال، السبت 1/9/2018 تقديم الشاعرخليل اطرير،وقراءات للشعراء:محمود ذياب العرابي، صبحي الشيشتاوي، عدنان عصفور، ناصر الحنطي، محمد القاسم الشيخ، وجدي التميمي، مواهب الاطفال.
يتضح من هذا الخبر، أن مشروع شارع الثقافة في الرصيفة يقوم على التنوّع والتعدد في الاختصاصات والاهتمامات، ويعتمد في تنفيذه على مختلف الأعمار ومن الجنسين، وهو بحاجة لهمة وجهد كل المعنيين بالشأن العام أفرادا وهيئات، وهو مشروع حضاري جمالي، ستعيش أم البساتين خلاله اياما من الفرح والنشاط والحراك الثقافي والفني والاجتماعي.
ولأن الرصيفة واسطة العقد بين الزرقاء وعمان، فإن مشروعها هذا بحاجة لتضافر جهود القائمين على الثقافة في العاصمة عمان وفي ثاني محافظات المملكة”الزرقاء”، وهو بحاجة لأن نضع الخلافات بين الهيئات والشخصيات المعنية بالثقافة والفن جانبا، لكي تتضافر الجهود وتتكامل ويتحوّل الحلم إلى الحقيقة.
أما المواقع الإخبارية والصحافة الورقية ووكالة الأنباء الأردنية والإذاعة والتلفزيون فعليها أيضا مسؤولية إعلامية لإبراز هذا الحدث بما يليق به..
شارع الثقافة..أو هايدبارك الرصيفة..وقلبها النابض بالأدب الرفيع والفن الراقي والنشاط الإنساني الديمقراطي يدعونا جميعا لأن نحضر أولا ولنشارك ثانيا ولنكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتق كل منا.
عندما أنشأت أمانة عمان شارع الثقافة في الشميساني، وضعت البنية التحتية الدائمة لأي فعل ثقافي أو فني مهما تباعدت السنوات، نأمل من بلدية الرصيفة تخليد شارع الثقافة بها عبر إقامة البنية التحتية التي تحفظ الديمومة والشمول لأنشطته.
***
حكايتان شعبيتان من الأديبة عيده الزعبي(عضو رابطة الكتاب الأردنيين، عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب)
الحكاية الأولى: أم اليتامى
ربت امرأة أرملة، فقيرة الحال، ثلاثة أولاد، بجهد جهيد وعمل شاقٍ، كبر الأولاد، وأصبحوا رجالاً، تزوج الأكبر، ذهبت الأم لزيارة ابنها، صبيحة يوم العرس وقفت تطرق الباب، فسمعت كلاما جارحاً فحزنت وعادت إلى بيتها .
وبعد سنوات زوجت الثاني، فسمعت القصة نفسها من الابن الثاني، كلاماً جارحاً وتحريضاً عليها .
ومرت السنوات، وزوجت الأخير،أرسلت الطعام إليهم، جلست وحيدة وقالت : إن تربيتي باولادي لم تثمر، فحزنت أمهم ورحلت إلى بلاد الله الواسعة .
وفي أثناء الطريق، عثرت على طفل صغير يبكي، سألته: ما بك ؟ قال أمي ماتت، ولا معيل لي ولا صديق .
قالت المرأة : ألا ترغب أن أكون أما لك ؟ قال: أجل، رعت المرأة الطفل وربته، كبر، فأحترمها وشاورها في كل الأمور، قالت الأم: ماذا سنأكل في هذا اليوم ؟ قال الولد: سأحضر معي سمكة، نظفت الأم السمكة وتركتها لتحضر المقلى، فسرقتها قطة.
حضر الولد فوجد أمه حزينة تبكي، قال لها: ما بك؟ قالت:سرقت قطة السمكة ولا يوجد طعام لهذا اليوم، قال الأبن: سأحضر غداً بدلاً منها، وتكرر ما حصل بالامس، ثم احضر في اليوم التالي بدلاً منها، فسرقتها القطة مرة ثانية، قال الابن لا تحزني سأحضر بدلاً منها .
في اليوم الثالث نظفت السمكة وطبختها ووضعتها على الطبق، فهجمت القطة وسرقتها .
قررت المرأة في هذه المرة اللحاق بالسمكة أينما ذهبت واتجهت، فدخلت القطة سرداباً تحت الشارع، دخلت المرأة وراءها، كانت الكوّة مظلمة، فبدأت المرأة تتلمس الأشياء لتمسك بالقطة، ارتطمت يدها بجرة حركتها فإذ بها ثقيلة، أدخلت يدها فإذ بها مملوءة بالذهب، أخذت منها ما تقدر على حمله، وخبأته بثوبها،وعادت إلى بيتها، حضر ابنها أبلغته النبا، كيف لحقت بالقطة وكيف عثرت على الذهب، وعرضت عليه ما أحضرت، قالت له:هذا نصيبنا بالحياة، فرحوا فرحاً جماً، أخبرته أنهم سيذهبون في الليل لإحضار جرة الذهب.
قال الابن هذا ذهب كثير ماذا سنفعل به، قالت الأم:سنبني بيتا، قال الابن: سنبني قصراً جميلاً طالما حلمنا به. قالت الأم بعد أن نبني هذا البيت لا بد من الزوجة الصالحة لك. تزوج ابنها وانجب ولداً وبنتاً .
وفي أحد الأيام وقفت الأم مطرقة ساهمة، قال الابن: ما بك يا أمي؟ قالت : سأخبرك حقيقة طالما أخفيتها عنك، لي ثلاثة أولاد هجرتهم من زمن طويل، لسؤ معاملتهم، اشتقت إليهم، أريد البحث عنهم لعل حالهم اصطلح، قال لها: ابحثي ونحن سننتظرك بهذا المكان، فلن نعيش بدونك، هل نذهب معك للبحث، قالت لا
وصلت الأرملة بعد عناء إلى بلدتها وقالت: سأطرق أولاً باب ابني الأكبر. التقت بزوجته، قالت لها : كنت أعرف قبل زمن طويل امرأة أرملة فقيرة الحال، كانت تعيش بهذا المكان، ماذا جرى لها؟ قالت زوجة ابنها الاكبر: أنها امرأة فاجرة تركت أبناءها وتزوجت، وصلت إلى زوجة الثاني، دار الحديث نفسه وقالت فيها الكلام نفسه.
قالت المرأة:لم يبقَ إلا ابني الثالث، ودخلت على زوجته،رحبت بها وأكرمتها، سألتها عن والدة زوجها فقالت: لم أشاهدها ولم اعرفها، لكني اسمع إنها امرأة صالحة، وزوجي يبحث عنها باستمرار، ويبكي لفراقها، حضر الابن الثالث، تلثمت المرأة، وقالت لهم إنها تعرف امرأة أرملة كانت تقيم قبل زمن طويل قرب هذا المكان، لديها ثلاثة أبناء ماذا جرى لها؟ بكى الابن الأصغر وقال: إنها أمي هجرتنا ولا نعرف السبب، قالت له:هل تعرف أمك إن شاهدتها، قال: أجل فلم تغب عن ذهني لحظة .
كشفت المرأة عن وجهها وأبلغته حكايتها مع ابنها الأكبر والأوسط، وأنها هجرت هذه البلاد وعوضها الله عنهم بابن صالح، رزقه الله الغنى لحسن نيته وانه بانتظارها في مكان قريب من هنا، من اجل العودة معه، ذهبوا إليه، قالت الأم: نريد جزءاً من المال لأخيك فهو فقير الحال، قال ابنها: المال لك خذي منه ما شئت، وقررت أخيرا أن تبقى مع ابنها الغريب.سافر ابنها الثالث إلى أهله وبنى بيتا، وكسى أهله وظهرت النعمة عليه، وتساءل الناس: من أين له هذا الغنى المفاجىء ؟ قال الابن الغريب لامه : نريد منك حكمة لحياتنا، قالت الأم : افعل خيرا وارم بالبحر.
الحكاية الثانية من الأديبة عيده الزعبي:الرزق لصاحبه
يحكى أنه عاش في قديم الزمان، غني ذو مال ورزق كثير، لكنه بخيل على نفسه وعلى اهله وعلى جيرانه .
وذات يوم، طلبت إليه زوجته أن يذبح خروفاً، لعلهم يأكلون ويوزعون منه، قال صاحب الدار : هاتوا السكينة واستعدوا للطبخ والنفخ، لكن المفاجأة اذهلت الجميع عندما أبت السكينة الذبح، وقالت : الرزق ليس لك، الرزق لصاحبه فلان ابن فلان في احدى البلاد المجاورة ، وتكرر مثل هذا الحدث عدة مرات، فضاق الرجل ذرعا بهذه المشكلة، فباع جميع الأغنام و المواشي لديه وجمع الذهب بدلها .
احضر قطعة خشب كبيرة من جذع شجرة، حفرها من الداخل ووضع لها باباً محكماً موشى بالذهب والفضة، فأصبحت كجرن القهوة، وضع جميع الذهب بداخلها، اغلقها فبدت كالصندوق الجميل ورماها بالبحر .
وبعد مرور عدة أشهر، قرر الرجل السفر للبلدة حيث يوجد الشيخ الذي إدعت السكينة ان الرزق له .
وبعد سفر شاق وصل البلدة وسأل عن الشيخ، فقيل له انه رجل غني كريم ذائع الصيت، واصطحبوه الى صاحب الثروة العظيمة، قال البخيل : جئت إليكم، وقد سمعت بصيتكم الذائع راجياً منكم جرناً للقهوة ، قال الشيخ : نعم، لدينا جرن جميل، احضره الصيادون وما زال هناك، واشار للخادم لإحضاره ، تأمل الرجل الجرن وقال : حقاً الرزق لك ايها الشيخ الجليل، وافرغ ما بداخله من الذهب الكثير ، تساءل الشيخ بدهشة : ما هذا ! ؟ مستحيل انها لك ، لكن البخيل رفض حملها وروى لهم حكايته مع السكينة ومع هذا المال .
قال الشيخ لأهل بيته : ادخلوا هذا الذهب، وطلب من زوجته ان تخبر سبعة ارغفة وتضع الذهب بداخلها ، ثم اردف : ضعوا معها زوادة اخرى لأعطيها للغريب حين يرحل .
جهز الغريب نفسه للرحيل، ومنحه الشيخ مجموعة الأرغفة لتعينه على مشاق السفر، واثناء سيره قال : لماذا احمل هذا الخبز معي وأعطاه لمخبز مر بجانبه، ثم تابع : بع هذا الخبز انا لست بحاجة له فأينما أسير سأجدخبزا .
وحل رهط من الضيوف على ديار الشيخ، فقال لزوجته : أعدي العشاء، وطلب إليها إحضار الخبز، قالت : لقد منحناه جميعه للغريب المسافر، كلف احدهم بشراء الخبز، فذهب واحضر سبعة ارغفة، من الفرن المجاور .
أعدت مائدة العشاء، وتناولوا الخبز، فاذا بالذهب يظهر مع الخبز، فقال الشيخ : الحقوا بالرجل صاحب الذهب، كيف حصل هذا ! ؟ لنعيد إليه امواله، عثروا على الرجل المسافر وأعادوه الى الشيخ، سأل الشيخ كيف اضعت الخبز ؟ رد الرجل : هذه حكايتي القديمة، فالرزق ليس لي، فأخذ من المال اجرة الطريق، وشكر الشيخ وقال له : المال لك، خذه، وامسك بلقمة الخبز وردد هذا نصيبي من الدنيا .
****
الوجع اللذيذ
شعر: مصطفى حسن أبو الرز
(إلى أبنائي المغتربين للعلم والعمل في نجد- السعودية وفينا- النمسا ونورث كارولين -أميركا وتوتنجهام – بريطانيا)
سلاماً أيها القلب ُالمعنّى
لقد أسرفتَ ترحالاً وظعنا
فنبضٌ منكَ في (نجدٍ) مقيمٌ
وآخر راح يسكن في ” فينا “
(ونرث كارولينَ) فيها اليوم بضعٌ
“وتوتنجهامُ ” للأحشاء سكنى
فما أدري أمن ألمٍ قريضي
أم الآمالُ تَسقي الشعر لحنا
نجاحاتٌ لها وجعٌ لذيذٌ
وبشرى أثخنت في النفس طعنا
فإمَا لاحَ في الآفاق طيفٌ
وفي كفيه يحملُ ماتمنى
على شفتيه آمالي ابتسامٌ
وأَنْشَد َكلّ ما أرجو وغنى
نسيتُ الهجرَ والآلام طُراً
وطولُ البعد صار اليومَ أدنى
ويختصرُ الزمانَ مدى اشتياقي
ثوان صار ما قد كان قرنا
هي الهممُ الكبارُ تظلُ تسعى
ولا ترجو سوى الرحمن عونا
وفي صمتٍ تسيرُ لمبتغاها
وليس تودُّ جعجعة ًوطحنا
تمد ذراعها للنجم تجني
ثماراً أينعت بالصبر تُجنى
وتُهديها إلى سهر الليالي
لترفع باذلاً للجهد شأنا
فيطفىءُ نورُ هذا الطيف شوقي
وفي روحي تفتحَ ألفُ مغنى
ويُنعش ُخاطري زهرَ اصطباري
وطيفٌ زارني لغدٍ تأنى
ليرسمَ لوحةً بعدَ انتظارٍ
وقد حاكت جنانَ الخلد فنا
بها من كل إبداع ٍنصيبٌ
تكاملَ صنعُها رسماً ولونا
إذا ما البدرُ كان ضياءَ كونٍٍ
فكوني فيه أربعةٌ أضأنا
ثلاثةُ أنجمٍ بعثت شعاعا
من الأمِّ الرؤوم عليَّ أحنى
ولو نَبَعَ الحنانُ من الصبايا
ومهما قد كفيْنَ وقد وفيْنا
من “الحسنِ ” الحبيبِ يُشعُّ نورٌ
“محمدُ” من ضياء الضوء أغنى
و”عبودٌ ” تنفَّس منه صبحٌ
فأصبح ثَمَّ وجهُ الصبح أسنى
وأما آخرُ العنقود ” عَمرٌو”
وإني بتُّ من فرقاهُ مُضنى
سأحضُنُهُ وأُسرفُ في عناقي
إذا ماالقلبُ أدرك ماتمنى
هناك لرحلةِ العمرِ اختتامٌ
رسالتها تُسطِّرُ ألف معنى
ويغمض راضيا سهر الليالي
يقر مسهدٌ نفساً وعينا
ويحمد ربه أن نال قصداً
وأن لاقى من الرحمن عونا