عروبة الإخباري – أكدت القيادة الفلسطينية رفضها الابتزاز الأميركي، المتمثل بقرار الرئيس دونالد ترامب، توجيه ضربات إضافية لوكالة غوث اللاجئين الأونروا. في المقابل رحب ساسة في حكومة الاحتلال بنهج الإدارة الأميركية ضد الشعب الفلسطيني وقضيته. إلا قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الذين عبروا عن قلقهم من الإجراءات الأميركية، التي ستزيد من الاحتقان والبؤس الاقتصادي لدى الفلسطينيين، والتي ستؤدي إلى خلق حالة من الغضب في الشارع الفلسطيني سرعان ما تتحول إلى انفجار كبير.
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، قد أكد رفض القيادة الفلسطينية، “الخضوع للابتزاز الأميركي، والقرارات التي اتخذتها وستتخذها إدارة ترامب، وأنها لن تقايض الحقوق الوطنية الثابتة بأي مال سياسي”. وقال الحمد الله في بيت لحم أمس، إن “الإدارة الأميركية لم تعد شريكا في تحقيق السلام، وهي الآن شريكة في الاحتلال، وزعزعة الاستقرار ليس فقط في فلسطين، بل في المنطقة بأكملها”.
ودعا الحمد الله، “الكل الفلسطيني إلى الالتفاف حول القيادة وعلى رأسها الرئيس عباس” لمواجهة كافة التحديات التي تعصف بقضيتنا، خاصة ما تسمى “صفقة القرن”، وقال، إن “المرحلة تتطلب من الجميع التحلي بالمسؤولية الوطنية تجاه قضيتنا ومقدساتنا”.
وجدد الحمد الله الدعوة لحركة حماس إلى تغليب المصلحة الوطنية، ومصلحة المواطنين واحتياجاتهم، وتمكين الحكومة من الاضطلاع بمسؤولياتها والقيام بعملها في قطاع غزة”.
وفي المقابل فقد رحب ساسة حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقرار ترامب، توجيه ضربات مالية أشد ضد وكالة غوث اللاجئين الأونروا، ونقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” عن مصادر في الحكومة قولها، إن “هذا ينسجم والسياسة الإسرائيلية في ضرورة اغلاق المنظمة” وقال الوزير زئيف الكين، “أحيي الرئيس ترامب والادارة الأميركية على القرار العادل الذي يقول أخيرا الحقيقة بشأن الكذبة العربية التي سوقت لكل العالم على مدى عشرات السنين. فالحل لأولئك الذين يتواجدون اليوم في الدول العربية المختلفة هو في هذه الدول وليس لهم ما يحلمون به بتحقيق حق العودة”. واضاف الكين بان “أرض اسرائيل كانت، وستكون الوطن القومي للشعب اليهودي، بفضل آلاف السنين من التاريخ وبفضل تعريفها على هذا النحو منذ تصريح بلفور”.
واضاف إلكين ، انه”على مدى سنوات عديدة، خلدت الأونروا المشكلة العربية بشكل مصطنع لتكون أداة مناكفة ضد دولة إسرائيل، وبالتالي كان ينبغي أن تنتهي من الوجود منذ زمن بعيد. هذا المكان يثبت بان اسرائيل تؤمن بعدالة طريقها وانه عندما يكون الجمهور الإسرائيلي موحدا حول مصلحتنا القومية – سيعترف العالم في النهاية بالحقيقة ويقبل موقفنا. هكذا يحصل الآن مع حق العودة، هكذا حصل في قرار نقل السفارة وهكذا سيحصل في مواضيع اخرى اذا ما أبدينا ما يكفي من التصميم”.
من جهته قال الوزير اوفير اكونيس انه “بعد عشرات السنين، تضع إدارة ترامب حدا للكذبة العربية. فأموال المساعدات الدولية لا تساعد عرب يهودا والسامرة بل القيادة الفاسدة وتساعد عائلات المخربين. وكشف خطة الإدارة لالغاء مطلب حق العودة هو مرحلة مهمة وتاريخية في كشف الكذبة التي كانت شائعة على مدى عشرات السنين”.
وقالت “يسرائيل هيوم، عن مصادر الحكومة الإسرائيلية انتقدت تقديرات وتحذيرات أجهزة الأمن الإسرائيلية التي حذرت من تبعات إجراءات ترامب ضد الفلسطينيين. وقالت صحيفة “هآرتس” ، إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تحذر من تداعيات قرارات ترامب. ونقلت عن قادة في جيش الاحتلال والمخابرات قولهم، إنه “منذ بدأ ترامب ومستشاروه في ارسال اشارات علنية حول نواياهم. الضفة الغربية وأكثر منها قطاع غزة، مرتبطة بمعيشتها بالمساعدات الخارجية بشكل عام وبالأموال المقدمة لمخيمات اللاجئين بشكل خاص. التقليص الظاهر في الميزانية من شأنه أن يدهور اقتصاد المنطقتين خاصة اقتصاد القطاع الى شفا الهاوية. خطوات كهذه يمكنها أن تبث الروح مجددا في العنف على طول حدود القطاع، بالتحديد في الوقت الذي يتم فيه بذل الجهود لكبحه. وتبدو احتمالات لوقف اطلاق النار بين اسرائيل وحماس”.
وقال المحلل العسكري في “هآرتس” عاموس هارئيل، إنه “ربما أن هذه هي الخلفية لصمت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الغريب بخصوص خطوات ترامب حول مسألة اللاجئين. في ظروف عادية من المعقول أن نتنياهو كان سيسارع للتفاخر بتأثيره على خطوات الرئيس الأميركي. هكذا تصرف في موضوع نقل السفارة وموضوع القرار الدراماتيكي الثاني لترامب الذي مس بإسرائيل وهو الإعلان عن انسحاب أميركا من الاتفاق النووي مع إيران. هذه المرة وضع نتنياهو أكثر تعقيدا بسبب الخوف من التصعيد في المناطق والتحذيرات المعروفة لكل اذرع الأمن. مع ذلك، من المعقول أنه سيأتي يوم سيقولون فيه في اليمين الإسرائيلي إن ترامب ورجاله يرون الضوء فقط بسبب الشروحات المفصلة التي تلقوها مسبقا من إسرائيل”.
وقال هارئيل، إن “الصورة التي يرسمها رجال الاستخبارات في إسرائيل غير مشجعة. الاونروا تستعد لاقالة آلاف المعلمين في جهازها التعليمي على ضوء الخطوات الأميركية. اذا حدثت صعوبات في بداية السنة الدراسية في الضفة فان هذا الأمر يمكنه أن يؤثر على سلوك الشباب في مخيمات اللاجئين ويزيد الاحتكاك مع قوات الجيش الإسرائيلي، في فترة فيها التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة وثيق وعدد العمليات الارهابية قليل نسبيا”.
وحسب هارئيل، هناك “في جهاز الأمن الإسرائيلي من يخشون يذهب ترامب بعيدا أكثر من اللازم ومس العصب المكشوف للفلسطينيين في كل ما يتعلق بالعملية السياسية. كل ذلك يحدث، وفي الخلفية يتم الرفض المرة تلو الاخرى لعرض “صفقة القرن”، وهو الاقتراح للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين الذي يصعب معرفة هل ومتى سيتم نشره”.
رفض فلسطيني واسع لإجراءات ترامب ضد ‘‘الأونروا‘‘
9