عروبة الإخباري – تشهد منازل في دمشق، يعود تاريخها إلى ما يزيد عن قرن من الزمان، أعمال تجديد وترميم على أيدي خبراء سوريين بعد توقف دام سبع سنوات بسبب الحرب على الإرهاب الذي ألحق أضرارا بالكثير من تراثها.
وتتركز أعمال الترميم الآن على ثلاثة من أشهر المنازل التاريخية في الحي القديم، وهي بيت نظام وبيت القوتلي وبيت السباعي.
وتتميز البيوت بمساحات واسعة مفتوحة وتتزين بأعمال فنية لافتة للنظر، لكن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به حتى تعود إلى سبق مجدها. وتقوم على تنفيذ مشروع الترميم شبكة أغا خان للتنمية التي تنفذ مئات من برامج التطوير والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في عشرات الدول بمختلف أنحاء العالم. وكانت الحكومة السورية اتفقت مع شبكة أغا خان على تجديد المنازل القديمة وترميمها في عام 2009، لكن العملية تعطلت عام 2011.
وقال علي إسماعيل المدير التنفيذي لشبكة أغا خان إنه بعد هروب الكثير من الخبراء الدوليين من سوريا، أصبح من الصعب للغاية الاستمرار في أعمال التجديد والترميم.
وأضاف إسماعيل “مثل هذا النوع من المشاريع هو لابد إنه يتم تنفيذه بموجب أرفع المعايير العالمية وليكون هذا الشيء محققا لابد أنه يكون في عندك خبرة معرفية بتجي من خبراء عالميين.
للأسف هدول انحرمنا منهم خلال فترة الأزمة لأسباب كتير بعضها شخصي يعني خافوا إنه يجوا وهذا الشي طبيعي منفهمه، ولكن في نهاية المطاف هذا الجانب نحن حرمنا منه هلأ الجانب الآخر إنه في كتير مثلاً من الشباب والصبايا بعد ما أتموا هذا النوع من الخبرة المعرفية يمكن أتيحت إلهم فرص بتسمحلن بأنه يكونوا بموقع أفضل فهذا كمان أثر”.
وأدت الحرب على الارهاب كذلك إلى نزوح العمال المهرة ونقص المواد المطلوبة بشدة. لكن الجيش السوري استعاد السيطرة على كل المناطق المحيطة بدمشق في مايو للمرة الأولى منذ 2011. وأضاف إسماعيل أن بعض الخبراء الدوليين أصبحوا يستسيغون فكرة المجيء إلى سوريا للمشاركة في أعمال الترميم.
وأوضح “هلأ نحن في بداية مراحل التحسن اللي نحن نشهده يعني في حماسة من بعض الخبرات العالمية اللي هلأ عم تقول حسنا (بالإنجليزية) ممكن اجي شوف ممكن الوضع تحسن ويمكن الظروف تكون مهيأة أكثر”.
من جهته قال شادي خليل وهو خبير ألوان “بالمشروع هاد كان يشدني أكتر إنه بعرف البيوت قبل والأكيد بشغل الاغا خان في كتير قوة لحتى تتفاعل مع خبراء جايين من برا في عندن تقنيات وفي عندن دراسات أقوى من عنا بتقدر تاخد منن وتعطيهن بنفس الوقت”.
وفي عام 2009، كانت عملية الترميم تهدف إلى تحويل البيوت إلى فنادق فخمة، لكن الخطط تغيرت الآن. ومن المزمع حاليا تحويل البيوت إلى مراكز للأنشطة الثقافية التي يمكن للجمهور دخولها.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في العام الماضي إن من الممكن إعادة بناء المدينة القديمة. ونددت شبكة أغا خان بالدمار في سوريا عام 2016، داعية إلى إنشاء “جزر استقرار” لضمان سلامة المدنيين. وخصصت المنظمة الدولية 50 مليون دولار لمشاريع في سوريا وتعهدت عام 2016 بتقديم 200 مليون دولار إضافية لهذه المشاريع.