عروبة الإخباري – التقى جلالة الملك عبدالله الثاني، في الديوان الملكي الهاشمي ،الأحد، وجهاء وممثلين عن البادية الشمالية والوسطى والجنوبية، في إطار تواصل جلالته المستمر مع أبناء الوطن.
وأكد جلالة الملك اعتزازه بالأهل والعزوة والعشيرة من أبناء البادية، وقال “أرحب بأهلي واخواني ببيت كل الأردنيين، وأنا فخور جدا أن أجلس معكم وأسمع منكم، ونتبادل الآراء والحديث لنعمل بروح الفريق الواحد، ونخفف من الأعباء عن المواطنين”.
وأعرب جلالة الملك عن تعازيه لكل الأردنيين بشهداء الواجب، الذين قدموا أرواحهم دفاعا عن الأردن مؤخرا، مشيرا جلالته إلى “أننا على اتصال مستمر مع أهالي الشهداء للاطمئنان على أوضاعهم ومستقبلهم”. وعبر جلالته عن فخره واعتزازه الكبيرين بشجاعة الأردنيين ووعيهم والتي تشكل الركيزة الأساسية في مواجهة التطرف.
وأكد جلالته ثقته الكبيرة بقدرة نشامى قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية على مواجهة المخاطر والتصدي للإرهابيين، وكل من يحاول المساس بوطننا الغالي.
وتابع جلالته “أبشر الجميع أننا قادرون على حماية حدودنا من الداخل ومن الخارج، وكلي ثقة بمؤسساتنا العسكرية والأمنية”.
وأشاد جلالة الملك بكفاءة ومهنية الأجهزة الأمنية وبسرعة الإنجاز في كشف الخلية الإرهابية المتورطة في العمل الإرهابي بمدينة الفحيص خلال ساعات، لافتا جلالته إلى أن هذه الإجراءات السريعة يعجز عنها الكثير من الدول. وأكد جلالته أن الأردنيين يزدادون قوة وشجاعة في الظروف الصعبة، مشيدا بشجاعة منتسبي القوات المسلحة الأردنية– الجيش العربي المصطفوي، والأجهزة الأمنية على ما قدموه من بطولات وتضحيات.
وقال جلالته “لمست خلال زياراتي إلى المصابين في الأحداث الأخيرة الذين يرقدون على أسرة الشفاء أو الوحدات العسكرية، الاستعداد التام للقيام بالواجب مرة أخرى وأن يقدموا أرواحهم لحماية الأردن”.
وأضاف جلالة الملك “عندما تحدث أزمات، النشامى يرفعون معنوياتي ومعنويات كل الأردنيين، فكثر الله خيرهم”.
وفيما يتعلق بتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، أشار جلالته إلى أنه وجه الحكومة لتكثيف الزيارات الميدانية والتواصل الدائم مع الجميع لمتابعة احتياجاتهم والارتقاء بنوعية وسرعة الخدمات والتسهيل على المواطن.
وبين جلالته أن أبواب الديوان الملكي الهاشمي مفتوحة لكل الأردنيين، وقال “هذا التواصل الذي نريده من الديوان الملكي وجميع مؤسساتنا، للاستماع إلى احتياجات المواطنين، والعمل على اتخاذ الإجراءات المناسبة حيالها”.
وشدد جلالة الملك على ضرورة احترام سيادة القانون وتطبيقه على الجميع بحزم وشفافية، لافتا جلالته إلى ما يقوم به البعض من تجاوزات على القانون داخل الأردن، وهي ممارسات لا يقومون بها عندما يتواجدون في دول أخرى.
وعن جهود محاربة الفساد، أكد جلالته أن محاربة الفساد على رأس الأولويات، وهي مسؤولية الجميع، فلا تهاون أو تراجع عن هذا الأمر أبدا.
ودعا جلالته إلى ضرورة أن يكون هناك حوار وطني حول الفساد وأنواعه وحجمه.
وقال جلالته إنه وعند الحديث عن الفساد، يجب الابتعاد عن اغتيال الشخصية والفوضى، لأن ذلك يؤثر بشكل سلبي على سمعة الأردن.
وحول التحديات الاقتصادية، لفت جلالته إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الوطن، وقال إن الأردن سيتجاوز هذه المرحلة بتعاون الجميع، بإذن الله.
وعلى صعيد القضية الفلسطينية والقدس، أكد جلالة الملك أن الأردن لم ولن يغير مواقفه تجاه القضية الفلسطينية والقدس، وتابع جلالته قائلا “نحن الأردنيون، عندما نكون مقتنعين بشيء لا نغير مواقفنا أبدا”.
وأضاف جلالته “بالنسبة لحماية القدس ومستقبل فلسطين، أسمع إشاعات ولا أعرف من أين يأتون بها، لكن نحن كأردنيين نعرف ما هو المطلوب، وبالنسبة لنا مستقبل الأردن أهم شيء، وأيضا كيف نساعد إخواننا في الضفة والقدس”.
وأكد جلالته موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية، الذي يستند إلى ضرورة تحقيق المطالب العادلة للشعب الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لحل الدولتين.
وفيما يتعلق بجنوب سوريا، أشار جلالته إلى أن الأردن على تنسيق مع الأطراف المعنية لتحقيق التهدئة والاستقرار في جنوب سوريا، مشيدا جلالته بالجهود التي بذلتها وزارة الخارجية وشؤون المغتربين والقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والأجهزة الأمنية، بهذا الخصوص.
بدوره، بين رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي أن الديوان الملكي، قام خلال الفترة الماضية، بالتنسيق مع الحكومة، بحصر مجموعة من الأولويات التي تم تنفيذها من خلال المبادرات الملكية السامية في البادية الشمالية والوسطى والجنوبية.
وأشار إلى أن هذه الأولويات تأتي استمرارا للمبادرات التي تم تنفيذها في مناطق البادية الثلاث خلال السنوات 2006- 2017، وتمثلت في إنشاء 767 وحدة سكنية للأسر العفيفة، و23 مركزا للشباب والشابات، و26 مدرسة و36 روضة أطفال، و37 مركزا صحيا، إضافة إلى دعم عدد من البلديات بالآليات اللازمة، مبينا أن هذه المبادرات ليست بديلا عن الموازنة الرأسمالية للحكومة.
وأوضح العيسوي أن هذه المبادرات كانت تركز في السابق على تحسين الخدمات الأساسية لتلبية بعض الأولويات المُلحة كالصحة والتعليم والتنمية الاجتماعية، فيما ستركز خلال المرحلة المقبلة وبناء على التوجيهات الملكية على المشاريع الإنتاجية في جميع المحافظات، وتمكين الأسر من إنشاء مشاريع إنتاجية صغيرة ومتوسطة توفر لهم فرص عمل وتحسن دخلهم، وذلك بالتنسيق مع الجمعيات والمؤسسات الأهلية.
من جهته، أكد وزير الداخلية سمير المبيضين، دور أبناء البادية إلى جانب الأردنيين جميعا في بناء الدولة الأردنية والحفاظ على أمن الأردن واستقراره.
وتحدث، خلال اللقاء، عدد من وجهاء وممثلي البادية الشمالية والوسطى والجنوبية، الذين أكدوا أن الأردن، بقيادة جلالة الملك، ووعي شعبه ويقظة القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والأجهزة الأمنية قادر على مواجهة كل التحديات، والمضي قدما في بناء الأردن القوي.
وفي كلمة نيابة عن أبناء البادية الشمالية، قال الشيخ طلال الماضي، إن أبناء البادية كغيرهم من أبناء الوطن يتابعون بفخر المواقف السياسية التي يتبناها جلالة الملك عبدالله الثاني، والتي تؤكد دوما على ثوابت لا يمكن التخلي عنها مهما كانت الظروف.
وأضاف أن القضية الفلسطينية ستبقى قضيتنا المركزية المصيرية، والدور الهاشمي فيها لا ينكره إلا حاقد، ولن نتخلى عن دعم ثبات أشقائنا حتى يتحقق الحلم في إقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس.
وقدم الشيخ الماضي الشكر للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي والأجهزة الأمنية على جهودهم الكبيرة في الحفاظ على أمن الأردن من كل أشكال التطرف والفتن والفكر الظلامي.
وقدم عددا من مطالب أهل البادية الشمالية والتي تمثلت في توفير فرص عمل والتوسع بالعمل الزراعي في البادية، وزيادة مكاسب التنمية للبادية وأبنائها.
من جهته، قال الدكتور فياض القضاة، في كلمته نيابة عن أبناء البادية الوسطى، إننا ندرك حجم التحديات الداخلية والخارجية، ونؤكد لكم يا جلالة الملك أن العشائر الأردنية قاطبة، ومنها قبيلة بني صخر، تدرك حجم هذه التحديات وتقف كما وقفت منذ تأسيس إمارة شرق الأردن إلى جانب الوطن وإلى جانب قيادته الهاشمية.
وأكد أن الأردنيين يقفون صفا واحدا خلف قيادة جلالة الملك في مواجهة الإرهاب، لافتا إلى البطولات والتضحيات التي يقدمها منتسبو القوات المسلحة والأجهزة الأمنية دفاعا عن الوطن.
ولفت إلى جهود جلالة الملك في مكافحة الفساد، داعيا إلى ضرورة بذل الجهود لمحاربة الفقر والبطالة والظواهر الاجتماعية السلبية التي تؤثر على الوطن والمواطن، إضافة إلى تعزيز وتدعيم العدالة الاجتماعية، والاستفادة من طاقات أبناء البادية بدور تنموي فعال في مناطقهم.
وأكد الدكتور القضاة اعتزاز الأردنيين بمواقف جلالة الملك فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والقدس، وحماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، ودعم الأشقاء الفلسطينيين في نيل حقوقهم المشروعة.
وفي كلمة نيابة عن البادية الجنوبية، قال الوزير الأسبق محمد عودة نجادات، إننا نقف خلف قيادة جلالة الملك في الدفاع عن الوطن ومحاربة الإرهاب، وإدامة الأمن والاستقرار.
وأضاف “أهلك في البادية الجنوبية، بكل عشائرها الأوفياء للوطن والعرش، لم يتبدلوا، وصانوا الوعد والعهد منذ بدايات النهضة والتأسيس، وما زالوا على شرف العهد والوعد، يحافظون ولا يتنكرون، ونحن جنود للحق والوطن، ولفلسطين وقضيتها العادلة والقدس الشريف ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وهي أمانة لن نتخلى عنها”.
وأوجز مطالب أبناء البادية الجنوبية بالاستفادة من أصحاب الكفاءات من أبناء البادية، وإيجاد إدارة تنموية لتطوير البادية.
وقال نجادات “نحن معك سيدي وخلفك ومن حولك كما عهدتنا دائما وابدا، ولا تأخذنا في هذا الواجب والحق لومة لائم، نصون وحدتنا الوطنية من كل عبث، ونساند جيشنا العربي المصطفوي الباسل وأجهزتنا الأمنية، وندعو بالرحمة لشهدائنا الأبرار، والشفاء لجرحانا الأبطال، والعار لكل يد تحاول أن تمتد إلى الأردن بسوء، أيا كان صاحبها”.
وفي مداخلات لعدد من المتحدثين، قال الوزير الأسبق ،عيد الفايز، “أمام هذا الزحف التكفيري، لا بد لهذه الأمة، وخاصة الأردن، أن تركز على العقل والفكر ومنظومة الأخلاق، وأن نركز على الأطفال والشباب في المدارس والجامعات”.
وأكد اعتزازه بقيادة جلالة الملك وبكفاءة وقدرة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، في الدفاع عن الوطن وصون مقدراته.
وقال “ليعلم كل من لا يعلم، أن فلسطين والقدس محور تفكير جلالة الملك ومواقفه ثابتة، ولا يساوم عليها أحدا”.
وشدد على نبذ العنف والتطرف، وقال “لا نريد لشبابنا أن يكونوا سلعة استهلاكية لقوى الشر الظلامية”.
وأكد الوزير الأسبق ،سلامة حماد، اعتزاز أبناء البادية بقيادة جلالة الملك في الدفاع عن الأردن والأمتين العربية والإسلامية وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وهي جهود تشكل فخرا واعتزازا لكل الأردنيين.
وقال إن جلالة الملك خير من يسهم في تسليط الضوء، أمام قادة العالم، على المشكلات التي تعاني منها دول الإقليم، وإيصال رسالة المحبة والسلام وضرورة نبذ التطرف والغلو.
ولفت النائب السابق ،ضيف الله الكعيبر، إلى مخاطر التشويش الإعلامي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، داعيا إلى وضع حد لهذه المخاطر وضمان عدم اغتيال الشخصية في إطار الحفاظ على حرية الإعلام.
ودعا إلى أهمية الحد من العادات والأعراف العشائرية، التي لا تواكب متطلبات العصر وتضر بالمجتمع واستقراره.
وأكد المهندس حمزة الحجايا، وقوف الأردنيين جميعا ضد الفكر الظلامي ومحاربة آفة الإرهاب التي تمس حاضرنا ومستقبلنا، مشيدا في هذا الصدد بجهود قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية التي تلعب الدور الفاعل بالتصدي للإرهاب والتطرف.
ودعا إلى تبني استراتيجية للعمل الإعلامي تكون واضحة وتفصيلية، وتعزز دور الإعلام الرسمي، وتحاسب مطلقي الشائعات.
وألقى العميد المتقاعد عناد الركيبات، قصيدة تغنت بالوطن وبقيادة جلالة الملك في إرساء الأمن والاستقرار ووصف عهد جلالته بــ “عهد البناء”.
وفي كلمته، قال إن الأهل والعشيرة على العهد باقون، ويسيرون خلف قيادة جلالة الملك لمواصلة مسيرة البناء والتقدم للأردن الغالي.
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومستشار جلالة الملك مدير مكتب جلالته، ومستشار جلالة الملك لشؤون العشائر.