عروبة الإخباري – قنبلة من طراز “MK 82” موجهة بالليزر، وزنها 227 كيلوغراماً، مصنّعة من قبل شركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية.. هذا ما كشفه خبراء عن القنبلة التي استخدمها التحالف العربي الذي تقوده السعودية، في مجزرة صعدة، قبل أيام، وقتلت 51 شخصاً، بينهم 40 طفلاً.
خبراء الذخيرة الذين تحدثوا لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، قالوا إنّ القنبلة تم بيعها كجزء من صفقة أسلحة أقرّتها وزارة الخارجية الأمريكية مع السعودية.
وأدى الهجوم الذي وقع في 9 أغسطس/آب الجاري، على محافظة صعدة، أحد معاقل الحوثيين والمحاذية للحدود مع السعودية، إلى جرح 79 شخصا بينهم 56 طفلا، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأعلن التحالف، فتح تحقيق في القصف الجوي، بينما دعا مجلس الأمن الدولي إلى إجراء تحقيق “موثوق به وشفّاف.
والقنبلة، وفق التقرير، مشابهة جداً لتلك التي استُخدمت في قصف قاعة عزاء في اليمن، في أكتوبر/تشرين الأول 2016، والتي أدت إلى مقتل 155 شخصاً وجرح المئات، وحينها اعترف التحالف الذي تقوده السعودية، بالخطأ والمسؤولية عن تلك الضربة، ملقياً باللوم حينها على استناده إلى “معلومات غير صحيحة”.
وحينها، وجه الرئيس الأمريكي السابق “باراك أوباما” بحظر بيع السعودية أسلحة موجهة إلى السعودية، غير أن الرئيس “دونالد ترامب” ألغى الحظر بعد توليه مهامه في 2017.
وأشارت “سي إن إن”، إلى أنّها تلقّت من مصدر في صعدة، صورا لشظايا القنبلة، تم تصويرها في أعقاب الغارة مباشرة، لافتة إلى أن مصوراً يعمل لصالحها، صور في وقت لاحق، لقطات للشظايا، بعد بدء عملية التنظيف.
وأكد خبراء ذخائر، أنّ الأرقام الموجودة على حطام القنبلة، تعرّف بأنّ شركة “لوكهيد مارتن”، وهي من أكبر متعهّدي شركات الدفاع الأمريكية، مصنّع لها، وأنّ هذه القنبلة من طراز “MK 82” بالتحديد، وهي عبارة عن قنبلة “Paveway” موجهة بالليزر.
رفض التعليق
من جهتها، رفضت متحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، “اللفتنانت ريبيكا ريباريتش”، تأكيد مصدر القنبلة، وقالت إنّ “الولايات المتحدة عملت مع التحالف الذي تقوده السعودية، لمساعدته على تحسين الإجراءات، وآليات الرقابة للحد من الخسائر في صفوف المدنيين”.
وأضافت: “في حين أننا لا نحقق بشكل مستقل في ادعاءات سقوط ضحايا مدنيين، في عمليات لا نشارك فيها بشكل مباشر، فإنّنا ندعو جميع الأطراف إلى الحد من هذه الخسائر، بما في ذلك تلك الناجمة عن الهجمات الصاروخية الباليستية، على مراكز السكان المدنيين، في المملكة العربية السعودية”.
ودعت الأمم المتحدة، إلى إجراء تحقيق منفصل في الغارة على صعدة، إحدى أكثر الهجمات دموية منذ بدء حرب اليمن في أوائل عام 2015.
كما رفض المتحدث باسم التحالف العقيد “تركي المالكي”، التعليق على الحادثة، في ظل تحقيق يجرى النظر فيه حاليا.
إلا أنه قال: “لقد تم استبدال حكومة اليمن المنتخبة ديمقراطياً، بتمرد مدعوم من إيران من قبل أقلية ميليشيات الحوثي”.
وتابع أنّ “التحالف موجود في اليمن بدعم من مجلس الأمن الدولي لاستعادة الحكومة الشرعية. التحالف يعمل وفقاً للقانون الدولي الإنساني، ويتخذ جميع التدابير العملية لتقليل الإصابات بين المدنيين. كل ضحية مدنية هي مأساة”.
وسبق أن اتهم الحوثيون، أمريكا بالمسؤولة عن جریمة السعودية في قتل الأطفال الیمنیین، وقال رئیس اللجنة السياسية في الجماعة “محمد علي الحوثي”، إن “المجزرة القبيحة بحق الأطفال في الیمن، هي تكرار للجرائم التي ارتكبها الأمريكيون في الیابان وغيرها”.
وتقدم الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى، السلاح ومعلومات المخابرات للتحالف، وانتقدتها منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان، بسبب الضربات الجوية للتحالف التي قتلت مئات المدنيين في مستشفيات ومدارس وأسواق.
يشار إلى أن أول رد فعل من التحالف، أكد أن الغارات كانت “عملا عسكريا مشروعا”، استهدف مقاتلين حوثيين أطلقوا في وقت سابق صاروخا على مدينة جازان جنوبي المملكة، ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة آخرين.
لكن التحالف تراجع بعد ذلك، بعد المواقف الدولية المنددة بالمجزرة والصور المروعة التي تداولتها وسائل الإعلام للأطفال القتلى والجرحى، وأعلن فتح تحقيق في الحادث، لافتا إلى أنه سيعرض تفاصيل التحقيق فور اكتمالها.
ويشهد اليمن، منذ قرابة 4 أعوام، حربا بين القوات الحكومية و”الحوثيين”، المتهمين بتلقي دعم إيراني، ويسيطرون على محافظات، بينها صنعاء، منذ 2014.
وتزايدت في الآونة الأخيرة، الغارات الجوية لتحالف السعودية التي تستهدف مدنيين، وأسفرت عن سقوط العشرات بينهم نساء وأطفال، وسط انتقادات أممية ودولية لتكرار الغارات ضد المدنيين.
وخلفت الحرب أوضاعا معيشية وصحية متردية للغاية، وبات معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
وحسب تقارير حقوقية دولية، فإن أكثر من 61% من ضحايا الحرب في اليمن، سقطوا جراء غارات الطيران التابع للتحالف العربي.