عروبة الإخباري – فك فريق الوحدات خصامه مع لقب كأس الكؤوس الذي عانده في الموسمين 2015-2016 و2016-2017، وأضاف اللقب رقم 13 إلى خزائنه، بعد أن طوى عناد الجزيرة “العنيد”، وقلب تأخره بهدف، إلى فوز 2-1، في المباراة التي شهدها ستاد عمان الدولي أمس، معلنة إنطلاق الموسم الكروي 2018-2019.
وجرت مراسم التتويج بحضور ممثل اتحاد الكرة مروان جمعة، والأمين العام سيزار سوبر، وممثل مجموعة المناصير، وتم تسليم كأس الكؤوس لقائد فريق الوحدات أحمد الياس.
وفور انتهاء المباراة، أعلن رئيس نادي الجزيرة محمد المحارمة، انسحاب الفريق من مسابقة الدوري للموسم الجديد، احتجاجا على الظلم التحكيمي الذي لحق بفريقه، خصوصا في لقطة الهدف الأول للوحدات الذي تم تسجيله بعدما اجتازت الكرة الخط قبل أن تصل إلى مسجل الهدف سعيد مرجان، واحتجاجه على هذا الأمر، لم يحضر المحارمة مراسم التتويج.
الوحدات 2-1 الجزيرة
“لسعة الدبور”، تلك التي وجهها “الشياطين الحمر” للوحدات مبكرا، وبالتحديد عند الدقيقة الثانية، وهو الذي امتد إلى الهجوم بثقل رجال العمليات وكثافتهم العددية وحيويتهم، وإن ازعجتهم أولى الكرات الحمراء، إلا أن تصويبة أحمد سمير لم تخيب وهزت شباك صالح، عندما استلم كرة الماكر البطران الذي تلاعب بأحمد الياس ومرر إلى سمير الذي أنهاها في الشباك.
تكتيكيا، الجزيرة بدا على خلاف مع ما تم تناقله بشأن معاناته من الغيابات، وهي التي حولها الماكر نزار محروس الى نقطة قوة، وفق دراسته العميقة لأوراق الوحدات، ملاحظا الخلل بالطرفين، فرمى السوري عواطة بالميمنة والفلسطيني البطران بالميسرة، متسلحين بذكاء وسرعة الانتقال من الدفاع الى الهجوم ونقل الكرة لطنوس وأحمد سمير والروابدة، وسرعة ايصال الكرة صوب العطار، وهو الأمر الذي فسر سهولة تفوق الجزيرة من الميسرة بمهارة البطران، ومواجهة سمير لصالح في مشهدين، وخطورة أخرى بتسديدة طنوس التي طار وراءها صالح وحولها إلى ركنية.
فرض الجزيرة اغلاق البوابة من منتصف الملعب بتواجد الروابدة وطنوس، أمام رباعي الدفاع خير الله، المناصرة، الناطور وفراس شلباية، حيث ترابط رجال عمليات الوحدات بتواجد السمارنة، سعيد مرجان، أنس العوضات ويزن ثلجي، من انسجام فعلي في أفكارهم، وصناعة الألعاب صوب الدردور وبهاء فيصل، فجاءت التحركات غزيرة بالطرفين لكن دون خطورة فعلية على مرمى أحمد عبد الستار، إلا في كرة الدردور الذي اخترق نحو كرة احمد الياس بالميسرة، وحول الأخير كرة عرضية خلصها خير الله قبل وصول المتربص كارلوس.
ومرت الدقائق بحلول وحداتية لكسر القيد الدفاعي الذي فرضه الجزيرة من منتصف الملعب، والضغط على اللاعب المستحوذ على الكرة، لكنها لم ترق إلى فعل الخطورة المطلوبة، ليظهر الجزيرة بحلول طنوس وتسديداته المرعبة وأطلق “صاروخا” رده صالح على دفعتين من دون أن يجد المتابعة المطلوبة، ورد عليه بهاء فيصل بتسديدة مباغتة علت مرمى عبد الستار، ومرّت الدقائق صوب نهاية الشوط الأول بتقدم الجزيرة بنتيجة 1-0.
إنقلاب وحداتي
حوار المدربين تحدث فيه المدير الفني للوحدات جمال محمود أولا، عندما اشرك رجائي عايد بدلا من العوضات، وثبته بالإرتكاز ودفع سعيد مرجان خلف المهاجمين، بهدف زيادة الكثافة الهجومية في مناورة الطوق الدفاعي الجزراوي، وكان مرجان يختبر حارس مرمى الجزيرة عبد الستار بتسديدة بعيدة، أوقفها الأخير بحضور تام، فيما أخر المدير الفني للجزيرة محروس اجراءاته التكتيكية، وابقى على انضباط لاعبيه وطالب بزيادة قوة الطوق الدفاعي والاعتماد على الهجوم السريع المرتد.
ونفذ المدير الفني للوحدات جمال محمود إجراءه الثاني باشراك صالح راتب بدلا من يزن ثلجي “المصاب”، ودفع به الى جانب سعيد تاركا له حرية الحركة للأمام وحرّك فيصل نحو الطرف الأيمن، واختبر بعدها رجائي عايد عبد الستار بتسديدة قوية، ومرت الدقائق بين تمرد الوحدات على دفاعات الجزيرة بحلول هجومية، حتى أدرك الفريق الأخضر التعادل عندما خطف الدردور الكرة من الدفاع وتجاوز الحارس وأعادها صوب مرجان الذي زرعها بالمرمى معلنا التعديل للوحدات في الدقيقة 65.
وبدأ المدير الفني محروس إجراءاته التكتيكية للجزيرة، مشركا محمود مرضي بدلا من المهاجم العطار، بهدف زيادة قوة الحلول الهجومية على رؤيته الدفاعية من وسط الملعب، ليعطي اوامر التحرر نوعا ما من الشكل الدفاعي، فيما وسع الوحدات دائرة حلوله نحو الأطراف، ليخترق فيصل حدود منطقة الجزاء الجزراوية، وراء كرة السمارنة ويسدد كرة بقوة علت مرمى عبد الستار بقليل، ليطرح محمود ورقة المحترف السوري ورد السلامة بدلا من مرجان.
عاد الجزيرة بجرأة إلى ممارسة هوايته في الإختراق من الطرفين، وهو ما فعله عواطة عندما تبادل الكرة مع احمد سمير، ووضعها عرضية أمام البطران البعيد عن عين الرقابة الدفاعية الوحداتية، وغمزها برأسية متقنة تعذّب صالح في تحويلها إلى ركنية، مستمرا بإزعاجاته التي أعلن عنها مطلع الحصّة الأولى باحثا عن التقدم، فيما رد الوحدات بهجمة منسقة وصلت السوري السلامة الذي تجاوز المدافع بحرفنة ووضعها كما يجب، من دون أن تجد المتابعة أمام مرمى عبد الستار، وفي الوقت الذي رضي فيه الفريقان باللجوء إلى الوقت الإضافي، كان الياس يتبادل الكرة، ويهيأها لصالح راتب الذي أطلقها صاروخية ملأت شباك الجزيرة في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع، معلنا هدف الفوز الثمين للوحدات.
خطأ تحكيمي
وفي المباراة التي جمعت الوحدات والجزيرة في كأس السوبر، إيذانا بافتتاح الموسم الكروي 2018-2019، جاءت البداية صادمة على الصعيد التحكيمي، بعد أن قادها طاقم محلي.
وقرر الجزيرة، الانسحاب من مراسم التتويج لتقلد الميداليات الفضية، بعدما خسر من الوحدات (1-2)، وذلك بعدما شعر بمرارة الظلم التحكيمي.
والسبب في الانسحاب يعود إلى الاعتراض على هدف التعادل الذي أحرزه الوحدات في الدقيقة 65، وسجله اللاعب سعيد مرجان.
وأثبتت الإعادات التلفزيونية، أن مهاجم الوحدات حمزة الدردور، مرر لزميله سعيد مرجان الكرة بعدما تجاوزت خط الملعب إلى الخارج بكامل استدارتها، لكن أياً من الحكام لم ينتبه، ليتواصل اللعب ويحرز الوحدات التعادل وسط اعتراض لاعبي الجزيرة.
خطأ غريب
ولعل ما يثير الدهشة، أن الخطأ التحكيمي المؤثر وقع رغم اعتماد حكمين إضافيين عند كل مرمى، ومع ذلك جاء الخطأ كارثيا.
وينذر هذا الخطأ التحكيمي الساذج في بداية الموسم الجديد، بانطلاقة عصيبة، تتطلب من الاتحاد الأردني التدخل، من خلال عملية تبادل الحكام مع أي من الاتحادات في الدول العربية.
وسيزيد الخطأ التحكيمي في كأس السوبر الأردني، من أزمة قلة الثقة في قدرات الحكم المحلي، حيث ستتتسابق الأندية، للمطالبة بالحكام الأجانب لإدارة لقاءاتها المهمة والحاسمة.
شذرات
– زحفت الجماهير مبكرا إلى ستاد عمان الدولي، واصطحبت معها تقليعاتها من حيث الأعلام والقمصان، وإن طغى عليها اللون الأخضر على الأحمر.
– ترتيبات أنيقة من قبل اتحاد الكرة ساهمت في انسيابية الدخول الجماهيري الى المدرجات، وكذلك تسهيل دخول مختلف ممثلي وسائل الإعلام.
– “تيفو” وطني رفعته جماهير نادي الوحدات، تجلى بعلم الوطن وبجانبه جندي يؤدي تحية الواجب للوطن، “للبلد سواعد تحميها، وهبت أرواحها لتفديها (رحم الله شهداء الوطن)، في تأكيد على رفضها للعمل الإرهابي الذي خدث في الفحيص والسلط، وتصدت له الأجهزة الأمنية ببسالة.
– سبق دخول الفريقين، استقبال وسط الملعب لشعار مجموعة المناصير -الراعي الرسمي لبطولات اتحاد الكرة-، وشعار ناديي الوحدات والجزيرة.
– تم عزف السلام الملكي بعد دخول لاعبي الفريقين وحكام المباراة إلى الملعب، وتبادلا مصافحة بعضهما البعض تأكيدا على أن الروح الرياضية تسود لغة المنافسة.
-وقف الفريقان والحكام واللاعبين دقيقة صمت وقرأوا الفاتحة على أرواح شهداء الوطن، وسط هتافات الجماهير: “لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله”.
– ابدعت جماهير الوحدات برسم تيفو آخر، يشير إلى أن الوحدات متعة الرياضات وكل البطولات.
– الجماهير الجزراوية رغم قلتهم، هتفت لفريقها طوال المباراة.
– انتفضت مدرجات الوحدات بعد هدف التعديل لسعيد مرجان مطالبة زيادة الغلة، وسط تقليعات وهتافات تحفيزية للاعبين.
– حضور جماهيري مقبول يقدر بـ10 آلاف متفرج.
– فرحة كبيرة لجماهير ولاعبي الوحدات عقب إعلان الحكم صافرة النهاية، في الوقت الذي حمل فيه اللاعبون المدير الفني للوحدات جمال محمود على الأكتاف.
– زف الوحدات كأس الكؤوس إلى عرينه في موكب فرح.
المباراة في سطور
النتيجة: الوحدات 2 الجزيرة 1
الأهداف: سجل للجزيرة أحمد سمير د.2 وسجل للوحدات سعيد مرجان د.65 وصالح راتب 90+1
الحكام: أدهم المخادمة، أحمد مؤنس، محمد بكار، أحمد فيصل، مراد الزواهرة وومحمود ظاهر.
البطاقات الصفراء: أدهم القريشي وبهاء فيصل (الوحدات) وعبد الله العطار وأحمد سمير (الجزيرة)
الملعب: ستاد عمان الدولي.
مثل الفريقين:
-الوحدات: تامر صالح، احمد الياس، هادي المصري، كارلوس، ادهم القريشي، عبيدة السمرية، سعيد مرجان (ورد السلامة)، انس العوضات (رجائي عايد)، حمزة الدردور، يزن ثلجي (صالح راتب)، وبهاء فيصل.
الجزيرة: احمد عبد الستار، فادي الناطور، مهند خيرالله، عمر مناصرة، فراس شلباية، محمد طنوس، نور الدين الروابدة، اسلام البطران، احمد سمير، محمد عواطة وعبدالله العطار(محمود مرضي).