عروبة الإخباري – قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، الأربعاء، “إن الوضع الاقتصادي للبلاد بدأ يتحسن اعتبارا من يوم أمس، ونتوقع استمرار ذلك”.
وأضاف قالن، في مؤتمر صحفي بأنقرة: “نتوقع استمرار تعافي الوضع الاقتصادي خلال الأيام المقبلة، بالتزامن مع التدابير التي ستتخذها مؤسساتنا المعنية”.
وأشار إلى أن بلاده تنتظر حل المشاكل العالقة بأسرع وقت ممكن، مؤكدا على ضرورة احترام الولايات المتحدة عمل القضاء التركي لتحقيق ذلك.
وتشهد تركيا في الآونة الأخيرة حربا اقتصادية من جانب قوى دولية في مقدمتها الولايات المتحدة؛ ما تسبب في تقلبات بسعر صرف الليرة.
وتابع قالن: “تركيا لا ترغب في خوض حرب اقتصادية، غير أنها لن تقف مكتوفة الأيدي في حال وقوع أي هجوم ضدها”.
وأكد أن التقلبات الأخيرة في سعر صرف الليرة مقابل العملات الأجنبية، لا علاقة لها ببنية الاقتصاد التركي وهيكليته؛ فما حصل ناجم عن “التدابير والمواقف الأمريكية غير المنطقية”.
وأضاف أن “تلك التقلبات ما هي إلا حرب اقتصادية وحملة نفسية ومحاولة تشويه صورة الاقتصاد التركي”.
وعن تأجيل تسليم الولايات المتحدة مقاتلات إف 35 لتركيا، قال قالن: “تركيا ليست مجرد بلدٍ يشتري طائرات إف- 35 وإنما شريك في مشروع صناعتها، وقد سددت بعض المدفوعات في إطار التزاماتها بالمشروع”.
ولفت إلى أنه بفضل التدابير التي اتخذتها مؤسسات الدولة التركية ووزارة الخزانة المالية والبنك المركزي ومن ورائهم حكمة المواطنين الأتراك، بدأت الأوضاع الاقتصادية في البلاد بالتحسن اعتبارا من الثلاثاء.
وأكّد أن بنية الاقتصاد التركي قويةً، والبنية التحتية لقطاع البنوك صلبة ومتينة، وأن تركيا واحدة من أفضل بلدان العالم في هذا القطاع.
وأضاف: “حققنا هدف تخفيض نسبة البطالة إلى ما دون الـ 10% لسن الـ 15 عام وما فوق، وهذا مؤشر على سير الاقتصاد باتجاه إيجابي في هذا المجال”.
وأوضح أيضاً أن تركيا تمتلك البيئة المناسبة للاستثمار، وأنّ كافة الأوساط الاقتصادية تؤكد بأن نتائج الحرب الاقتصادية المعلنة ضد تركيا ستلحق الضرر بالاقتصاد العالمي.
وتابع قائلا: “تركيا على وشك تحويل الأزمة الراهنة إلى فرصة يمكن الاستفادة منها، والخطوات التي اتخذت في هذا الاتجاه مؤشر على ذلك، سنظل ملتزمين بقواعد السوق الحرة”.
وعن الوضع الأمني في شمال سوريا، قال قالن إن عناصر “ب ي د/ي ب ك” بدأوا بالانسحاب من منطقة منبج السورية ومحيطها، وما ننتظره هو انسحابهم إلى شرقي نهر الفرات بشكل كامل.
وذكر أنه من المقرر عقد الاجتماع الثالث (لمباحثات أستانة بين تركيا وروسيا وإيران) في طهران خلال الأسبوع الأول من سبتمبر/أيلول المقبل، بحضور رؤساء الدول الثلاثة.
وقال قالن إن تركيا تولي اهتماما كبيراً لمحادثات أستانة، من أجل إنهاء الأزمة السورية المستمرة منذ 7 أعوام بالطرق السلمية والدبلوماسية.
ولفت إلى أن الاجتماع المرتقب سيتناول آخر المستجدات على الساحة السورية، وخاصة الأوضاع في محافظة إدلب شمالي البلاد.
وتابع قائلاً: “في الأونة الأخيرة تشهد إدلب نوعا من التحركات، وتركيا كونها دولة ضامنة لا تريد أن تحدث في هذه المدينة أحداثاً مماثلة لتلك التي حدثت في حماة ودرعا والقنيطرة، ونعمل عبر كافة مؤسساتنا المعنية لمنع حدوث أي تصعيد في إدلب”.
ووجه قالن نداءً بخصوص ضرورة وقف النظام السوري هجماته على محافظة إدلب وباقي المناطق السورية على الفور.
وفي سياق آخر، أعلن قالن أن الرئيس رجب طيب أردوغان سيجري اليوم اتصالا هاتفيا مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وغدا مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأوضح قالن أن طلب اللقاء الهاتفي جاء من الطرفين الألماني والفرنسي، وأنه من المتوقع أن يتم مناقشة العلاقات الثنائية والتطورات الاقتصادية الحاصلة في الأونة الأخيرة.
وتطرق قالن إلى مكافحة منظمة “بي كا كا” الإرهابية قائلاً: “اقتصر الالتحاق بصفوف المنظمة الإرهاربية (بي كا كا) على 61 شخصا خلال 2018، وهو أدنى رقم على مدار 30 عامًا”.
وأكد متحدث الرئاسة التركية استمرار قوات الأمن في مكافحة عناصر المنظمات الإرهابية التي تشكل خطراً وتهديداً على أمن البلاد وسلامة المواطنين، وستواصل مطاردة الإرهابيين داخل وخارج تركيا.
وعن زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس إلى أنقرة، قال قالن إن الجانب التركي تناول مع الضيوف العراقيين مسألة مكافحة عناصر “بي كا كا” المتمركزين في شمالي العراق.
وذكر أن الرئيس أردوغان ورئيس الوزراء العراقي أكدا إصرارهما على منع تواجد أي منظمة تهدد الأمن القومي التركي، داخل الأراضي العراقية، وشددا على أهمية التعاون لتطهير الأراضي العراقية من “بي كا كا”.
وفيما يخص زيارة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى أنقرة اليوم الأربعاء، أوضح قالن أنه الأخير سيلتقي مع الرئيس أردوغان وسيتناول مع العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين والمسائل الاقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وأكّد قالن أن أنقرة تولي اهتماما كبيراً لزيارة أمير دولة قطر، مبيناً أن هذه الزيارة تشير إلى وقوف قطر بجانب تركيا.
الجالية العربية في تركيا .. مواقف اخوية مشرفة
دعا ممثلون عن الجالية العربية بمدينة إسطنبول، الأربعاء، إلى دعم الليرة التركية، من خلال تحويل المدخرات من الدولار والذهب، إلى الليرة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي لقيادات بالجالية العربية وتجار عرب في إسطنبول، نظمته الجمعية العربية (غير حكومية مقرها إسطنبول)، وبرعاية جمعية رجال أعمال الأناضول “أسكون”.
وحضر المؤتمر الذي عقد في مقر “أسكون” بمنطقة بيرام باشا، العشرات من رجال الأعمال العرب، بالإضافة إلى مسؤولي منظمات عربية وممثلين عن الجاليات العربية.
وقال “خضر السوطري”، في كلمة له نيابة عن الجالية العربية والتجار العرب بتركيا، إن “دعم الليرة التركية واجب ديني وأخلاقي على كل الشعوب العربية والإسلامية ولذلك سنقوم بكل ما في وسعنا لتصريف مدخراتنا من الدولار إلى الليرة”.
ودعا “جميع المؤسسات الاقتصادية العربية، ومنظمات المجتمع المدني والأفراد إلى الاستمرار بالوقوف لدعم الليرة التركية وتصريف الدولار والذهب إلى الليرة التركية”.
وأكد أن “الأزمة التي نعيشها مفتعلة من قبل بعض الدول والقوى العالمية والإقليمية، والتي تقوم بحرب اقتصادية خطيرة على بلد الإنسانية والحريّة والديمقراطية، وذلك بعد أن فشل الانقلاب (يوليو/تموز 2016) أمام وحدة وقوة وتماسك الشعب التركي، وذلك لوقوف تركيا مع المظلومين والمضطهدين وثورات الربيع العربي”.
بدوره قال “حسين الصوابي”، في كلمة له عن الجالة العراقية، إن “التفاعل مع الأزمة التركية في كل دول العالم الإسلامي، كشفت المعدن الحقيقي للأمة الإسلامية”.
ورأى الصوابي أن “جميع الحروب التي يشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هي للدفاع عن الصهاينة، ولن يستفيد الشعب الأمريكي منها”.
وأضاف أنه “رغم ما يثار من زوبعة إعلامية عن الوضع الاقتصادية إلا أن الأوضاع العامة والاستقرار وثبات الأسعار دون زيادة، يعكس عمق القوة الاقتصادية لتركيا، وكذلك ما نراه من موسم سياحي هذا الصيف لعله الأقوى ازدحاماً وحراكاً وتنوعاً”.
وفي السياق، قال بيان صادر عن الجالية العربية وتم توزيعه على هامش المؤتمر: “لعل الفترة الحالية تشكل فرصة كبيرة لزيادة السياحة وزيادة الاستثمارات العربية، فهذه الموجة طارئة وسيعقبها نمو كبير واستثمارات أكبر وآفاق تصديرية مع عملات وقارات أخرى تعطي تنوعاً وقوة للاقتصاد التركي”.
ودعا البيان “الدول العربية والإسلامية وكذلك الشعوب العربية والإسلامية في كل مكان، إلى بذل الجهد والاستثمار وتصريف الدولار إلى العملة التركية”.
وتشهد تركيا في الآونة الأخيرة حربا اقتصادية من جانب قوى دولية؛ ما تسببت في تراجع سعر صرف الليرة، وارتفاع نسب التضخم في البلاد.