بلغ غضبنا وسخطنا واحتقارنا اقصى مدى، خوفًا على وطننا الأردن الأول والأخير، من مقارفات عصابة الفاسدين السّلّابة الأشرار، التي تمعن تقطيعا وتمزيقا في لحم الوطن وعظمه، وتمعن في افقارنا واضعافنا وتحويلنا الى دولة تنتظر المساعدات وتضطر من اجلها الى المجاملة واتخاذ مواقف وإصدار بيانات ودخول تحالفات، كل ذلك من اجل ان يتمكن ملكنا النبيل، من تأمين الدعم والمساندة المالية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، التي لولا إفقارنا ونهب مقدراتنا وسلبها، لما اضطررنا الى اتخاذها كلها او بعضها.
في هذا الظرف الذي جعله الفاسدون خانقا، والذي دفع المواطن الى الخروج من ثيابه ومن يقينه بالمستقبل، وهو يرى بلاده ينخرها النهب والسلب، تبرق في سمائنا فجة النور والضوء الذي أعاد وضع كل العناصر في سياقها ونسقها ومعادلاتها الطبيعية، يتقدم الضوء على العتمة، وتجرف تضحياتُ أبنائنا كلَّ الإفك الذي حاولوا ان يغرسوه في عقولنا وان يقنعوا الناس به، من خلال اطلاق عبارات اليأس والقنوط مثل: «البلد واقعة». و «غطيني يا صفية ما فيش فايدة» !!
انقلبت مواقع التواصل الاجتماعي الأردنية التي كان السواد يغطيها واليأس يفتك بها الى معلقات وجداريات ولوحات جميلة مليئة بصور الجنود والرايات والآيات، نابضة بالوطنية والثقة والعزم والاعتزاز والامل بهذا الوطن الذي ظل على الدوام، يتلقى الهجرات ويفرد للّائذين به جناح الرحمة والحماية والسقاية والرفادة دون ان يتلقى نظير ذلك الا المزيد من الوعود وتحويل تلك الاعمال الإنسانية العظيمة الى وسائل ضغط على ماليته واقتصاده ومدارسه وشوارعه وعلى موقفه السياسي من اجل تقديم التنازلات!!
لقد رد لنا الروحَ، فتيةُ المخابرات العامة والدرك والأمن العام والدفاع المدني، بتصديهم العاجل لعصابة الأشرار الإرهابية، وخوض غمار مواجهة استشهادية ماحقة معهم، دون ان يبخلوا بأرواحهم ودمائهم الزكية التي جادوا بها بسخاء، فلوّنت عالمنا بأزهى الألوان وأعظم الأضواء وأعطر ما يضوع من بني البشر.
وطننا – قضيتنا، يستحق ان نفتديه بأرواحنا، لم تثننا السلّابةُ والنهّابةُ عن الثقة بنهوضه من وهدة الفساد، ولم يزعزعوا يقيننا بقدرتنا على تصويب المسيرة وتطهير صفوفنا من الفاسدين والمرتشين الأنذال. وسيضع بلدنا، بهدي الجملة الملكية الحاسمة «كسر ظهر الفساد»، الضوابط والحدود التي تكفل عدم قدرة الفاسدين على التكرار. فتضحيات أبنائنا واقتحامهم برزخ الرصاص والدم واستشهادهم، هي تضحيات عزيزة عزيزة على قلوبنا ولن نسمح ان تضيع او تذهب سدى.
إن أبناءنا الذين ارتقوا شهداء في سبيلنا ومن اجل ان نأمن ونطمئن وتستقر حياتنا، حالوا دون ان تنتقل جرائم وفظائع ووحشية الإرهابيين المدحورين المهزومين، من «الفسطاط» السوري الى بلادنا.
ليس للإرهاب والوحشية أية فرصة للعيش في بلادنا على الاطلاق. فقد جرّب الإرهاب قدرته وقدرتنا مئات المرات. وظل مذهونوه يخرّون صرعى امام جبروت الجندية الأردنية الصارمة القاصمة، وامام عمق إيمانها بالله وانتمائها الى الوطن وولائها الى الملك.
المدحورون في سوريا، مدحورون في الأردن!! /محمد داودية
14
المقالة السابقة