عروبة الإخباري – أصدرت الكنيسة الأرثوذكسية في مصر، الخميس، 12 قرارًا تهدف إلى ضبط الحياة الرهبانية داخل الأديرة، أبرزها وقف «الرهبنة» لمدة عام.
ويدخل قرار وقف الرهبنة لمدة عام، حيز التنفيذ من أغسطس/آب الجاري.
ويأتي القرار على خلفية مقتل الأنبا «إبيفانيوس»، رئيس دير «أبومقار» بوادي النطرون محافظة البحيرة (شمال)، والذي عثر على جثته أمام مسكنه بالدير، في واقعة نادرة يشوبها الغموض.
والرهبنة، حركة اجتماعية كنسية تفرض على الأشخاص (المسيحيين) عزلة عن العالم بغرض التعبد.
ووفق بيان للكنيسة الأرثوذكسية، جاء القرار عقب اجتماع بـ«المجمع المقدس (أعلى هيئة إدارية لإدارة الكنيسة)»، برئاسة بابا أقباط مصر «تواضروس الثاني»، وقادة كنسيين.
وأقر الاجتماع الكنسي، بجانب وقف الرهبنة، 11 قرارًا آخرين، تهدف إلى ضبط الحياة الرهبانية داخل الأديرة.
وشملت القرارات، حظر الظهور الإعلامي والتواجد خارج الأديرة بدون مبرر، وعدم الظهور الإعلامي، وإغلاق صفحات التواصل الاجتماعي بالنسبة للرهبان، بحسب صحف مصرية.
وتضمنت القرارات الجديدة، تجريد من قام الرهبنة والكهنوت في الأماكن التى لم توافق البطريركية على إنشائها كأديرة، وتحديد عدد الرهبان في كل دير، وإيقاف ترقية ترسيم الرهبان في الدرجات الكهنوتية (القسيسية والقمصية) لمدة 3 سنوات.
ونصت قرارات «تواضروس» على الالتزام بعدم حضور علمانيين على الإطلاق في الرسامات الرهبانية لحفظ الوقار والأصول الرهبانية الأصيلة، والاهتمام والتدقيق بحياة الراهب والتزامه الرهباني داخل الدير، وعدم جواز حضور الأكاليل والجنازات للرهبان إلا بتكليف وإذن رئيس الدير، ومناشدة جموع الأقباط بعدم الدخول في أي معاملات مادية أو مشروعات مع الرهبان أو الراهبات، وتفعيل دليل الرهبنة الصادر من المجمع المقدس في يونيو/حزيران 2013.
ويميط مقتل «إبيفانيوس»، اللثام عن خلافات داخل الدير منذ عام 2013، بين أبناء الراهب الراحل «متى المسكين»، وأبناء البطريرك الراحل «شنودة الثالث»، وسط تصريحات وتسريبات بأن رئيس الدير القتيل (ينتمي لأبناء متى المسكين) قد قتل على يد خصومه من داخل الدير.
وتواصل النيابة العامة تحقيقاتها لكشف غموض الحادث الذي يعد نادرًا، وأمرت بفحص الكاميرات المتواجدة في الدير، وفق وسائل إعلام محلية.
وعثر على «إبيفانيوس» غارقا في بركة من الدماء أمام حجرته داخل الدير، وتبين وجود إصابة وتهشم بمؤخر الرأس ووجود شبهة جنائية، فيما كشفت المعاينة الأولية استخدام مرتكب الجريمة أداة حادة لقتل المجني عليه أثناء خروجه من حجرته.
وبينما ينتمي دير الأنبا مقار تاريخيا إلى القمص «متى المسكين»، فإن كثيرا من رهبانه أعلنوا ولاءهم لمدرسة «شنودة» بعد رحيل «متى المسكين» 2006، وهو ما أوجد صراعا متناميا بين الفريقين منذ عام 2009، تاريخ ظهور ذلك الخلاف للعلن، عقب زيارة «شنودة» ورسامته لبعض الرهبان وإلباسهم القلنسوة التي أدخلها على رهبان الأديرة، بينما رفض البعض الآخر ذلك.
ويقدر عدد الأقباط في مصر بنحو 15 مليون نسمة، وفق تقديرات كنسية، من إجمالي عدد سكان البلاد البالغ قرابة 104 ملايين داخل وخارج البلاد.