عروبة الإخباري – استشهد فلسطينيان، أمس، منهما طفل خلال مواجهات عنيفة اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء اقتحامها مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين، في بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، مما أدى إلى إصابة عشرات المواطنين الفلسطينيين، تزامنا مع شن حملة مداهمات واعتقالات واسعة بالأراضي المحتلة.
يأتي ذلك على وقع انهيار حجر من سور المسجد الأقصى المبارك الغربي بسبب الحفريات الإسرائيلية المتكررة أسفل الأقصى وبمحيطه، بينما يصل وفد رفيع من حركة “فتح”، برئاسة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عزام الأحمد، إلى القاهرة، للقاء المسؤولين المصريين حول موضوع المصالحة.
ميدانيا؛ قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن “الطفل أركان ثائر مزهر (15 عاما) استشهد برصاص قوات الاحتلال، عند اقتحامها لمخيم الدهيشة، فيما أصيب العشرات بالرصاص الحي وبحالات الاختناق الشديد”.
وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع بشكل كثيف ضد الشبان الفلسطينيين الذين ردوا برشق الحجارة عليها، خلال اقتحامها مخيم الدهيشة، مما أسفر عن اندلاع مواجهات عنيفة أدت إلى شهيد وعشرات الإصابات البليغة بين صفوف المواطنين.
وقالت المصادر الطبية أن الشهيد مزهر استشهد إثر إصابته بعيار ناري في الصدر، خلال المواجهات التي اندلعت مع قوات الاحتلال، التي اقتحمت المخيم وإنتشرت بكثافة بين أزقته وشوارعه الداخلية من جميع المحاور، قبل أن تداهم العديد من المنازل وتعتقل عددا من الشبان الفلسطينيين.
وأفادت صفحة “مخيم الدهيشة” عبر الفيسبوك بأن “مواجهات عنيفة دارت بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال الذين أطلقوا الرصاص الحي والكاتم للصوت تجاه الشبان الذين رشقوا الجنود بالحجارة والزجاجات الحارقة .”
وقالت إن مسيرة شعبية حاشدة جابت أزقة المخيم باتجاه منزل الشهيد مزهر، حيث أعلت النداءات المطالبة بالرد على عدوان الاحتلال وجرائمه المتوالية ضد الشعب الفلسطيني، وبتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية لمجابهة الاحتلال الإسرائيلي.
كما استشهد الشاب الفلسطيني كرم إبراهيم عرفات (26 عاما)، من منطقة عبسان شرق مدينة خان يونس في قطاع غزة، متأثرا بجراحه التي أصيب بها برصاص قوات الاحتلال أثناء مشاركته في “مسيرات العودة”، التي انطلقت منذ 30 آذار (مارس) الماضي.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن “الشهيد عرفات أصيب بقنبلة غاز أطلقها جنود الاحتلال صوبه، خلال مشاركته في مسيرة العودة وكسر الحصار في 8 حزيران (يونيو) الماضي شرق المدينة”.
وفي الأثناء؛ سقط حجر صخري ضخم من حجارة سور المسجد الأقصى من جهته الجنوبية الغربية أرضا، أمس، ما أثار امتعاض وحفيظة الأوقاف الإسلامية المسؤولة عن إدارة المسجد الأقصى، وخشيتها من أن تتبعه انهيارات أخرى، نتيجة الحفريات الإسرائيلية الجارية في محيطه.
وقالت الأنباء الفلسطينية إن الحجر سقط من الجهة التي شهدت هدم “الخانقاة” الفخرية بجرافات الاحتلال العام 1969، كما شهدت العدوان على تلة المغاربة لإزالتها منذ العام 2007، فيما تنشط تحتها حفريات لجمعية “إلعاد” الاستيطانية، والتي تحاول وصل حفرية “الطريق الهيرودياني” في سلوان جنوب المسجد الأقصى بشبكة “أنفاق حائط البراق” تحت سور الأقصى الغربي.
وأظهر توثيق كاميرات المراقبة المثبتة في منطقة البراق انهيار أحد الحجارة الضخمة من حائط البراق، وهو جزء من الجدار الغربي للمسجد، وتحديدا في الجهة الجنوبية للساحة.
وقال مفتي القدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، إن “الحجر لا يمكن أن يسقط لوحده، بل توجد أسباب قد تتعلق بالحفريات”، معتبرا أن “سقوط الحجر ينذر بوجود عبث في محيط المسجد الأقصى من جانب الاحتلال الإسرائيلي”.
وأضاف أن “الأوقاف الإسلامية تقوم بفحص الموقع من أجل أن تتضح الأمور”، موضحاً بأن “الحجر سقط نتيجة الحفريات والعبث في المنطقة بشكل عام”.
من جانبه، صرح مدير عام دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عزام الخطيب، بأنه توارد إليه معلومات خطيرة جداً من مختصين عن حفريات تجري أسفل القسم الشمالي من منطقة المتحف الإسلامي الواقعة في الجزء الغربي من المسجد الأقصى المبارك، قرب باب المغاربة، ما يدلل على نشاطات سرية وجهود لربط الأنفاق المتعددة أسفل محيط الأقصى، خاصة في منطقة القصور الأموية أسفل منطقة مبنى المتحف الإسلامي.
وأضاف الشيخ الخطيب إن “ما يجري ننظر إليه ببالغ الاهتمام والقلق، خاصة أن قوات الاحتلال تقوم بالتصوير اليومي والمستمر لهذا المكان، حيث لوحظ وجود حفريات في الطبقات التاريخية والفراغات التي في أسفل محيطه، حسب المعلومات التي حصل عليها من المختصين، وكذلك اختفاء المياه التي وضعت في أماكن مختلفة في حديقة المتحف لفحص إذا ما كان هناك احتمال تجمعها أو تسريبها وتغلغلها إلى العمق”.
وطالب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” بالتدخل لإرسال بعثة رسمية للكشف عن هذا الموقع، وغيره من المواقع التي تجري فيها الحفريات في محيط المسجد الأقصى المبارك”.
وطالب “قوات الاحتلال السماح للجنة خاصة تعينها الحكومة الأردنية بالدخول إلى هذه المواقع لمعرفة ما يجري فيها من حفريات قد تضر بالمسجد، شريطة أن تعمل بحرية تامة بدون قيود إسرائيلية في عملها”.
وقال الخطيب إن قوات الاحتلال “ما تزال تمنع دائرة الأوقاف الإسلامية من استكمال مشاريعها، وتعيقها في كافة الأمور، وكذلك تسمح للمتطرفين اليهود بأداء الصلوات التلمودية وتحارب حراس المسجد الأقصى في عملهم، وكذلك تمنع إدخال الموظفين الجدد الذين تم تعيينهم في المسجد الأقصى المبارك”.
وقال إن “الاقتحامات اليومية التي تزايدت وتيرتها وأعدادها أصبحت هاجسا مقلقا للأقصى، والتي كان آخرها السماح لأعضاء “الكنيست” والمسؤولين الإسرائيليين باقتحام المسجد، وبعد اقتحامهم تم إطلاق تصريحات متطرفة ضد المسجد كبناء الهيكل وإطلاق أناشيد سياسية مستفزة لمشاعر المسلمين”.
شهيدان فلسطينيان ومواجهات مع الاحتلال في مخيم الدهيشة ببيت لحم
8
المقالة السابقة