عروبة الإخباري – قال دولة السيد طاهر المصري، رئيس الوزراء الأردني السابق، ورئيس سابق لمجلسي الأعيان والنواب، إن القدس روح القضية الفلسطينية، وهي جزء من العقيدة القومية والدينية، ويجب أن تأخذ اهتمامًا كبيرًا يناسب مكانتها، وخاصة في ظل المخاطر المتعاظمة التي تتهددها، لا سيما مضي إسرائيل في استكمال تهويدها وأسرلتها، والقيام بالحفريات أسفل المسجد الأقصى، حتى أصبحت هناك معابد يهودية أسفله.
ودعا إلى تعزيز صمود الفلسطينيين ووحدتهم، وتمسكهم بهويتهم وعناصر قوتهم، وخاصة أن الصمود من طبيعة الشعب الفلسطيني، لا سيما في ظل تراجع القضية الفلسطينية كلما مضى الوقت، في ضوء تراجع الموقف العربي، واستمرار إسرائيل في مخططاتها الاحتلالية ومطالبتها بالاعتراف بيهودية الدولة، وفي ظل اتساع الكلام الذي يعتبر إيران هي العدو الرئيسي وليس إسرائيل.
وطالب ببذل كل الجهود من أجل إنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة، وتقديم التنازلات المتبادلة في سبيل تحقيق الوحدة الوطنية، كما أبدى تخوفه من حالة الابتعاد والفصل ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة، موضحًا أن الكثير من التحركات التي جرت خدمة للقضية الفلسطينية كانت تواجه بمعيق أن الفلسطينيين في حالة انقسام.
كما نوّه إلى أهمية دعم الفلسطينيين في قطاع غزة، واهتمامه بذلك بصفته رئيسًا للهيئة العربية الدولية لإعمار غزة، التي قدمت مساعدات للقطاع بعشرات ملايين الدولارات.
وأشاد المصري بمسيرات العودة، ودعا إلى عدم اقتصارها على غزة، بحيث تشمل مختلف تجمعات الشعب الفلسطيني، واستذكر مسيرات العودة في الأردن تجاه الأرض الفلسطينية، مثل مسيرة العام 1995 التي شارك فيها 100 ألف فلسطيني، مبينًا أن الظرف الآن في الأردن أصعب وأدق لجهة تنظيم مسيرات تجنبًا للمشاكل في ظل الضغوط المتزايدة التي يتعرض لها الأردن.
ودعا المصري إلى عدم التقليل من خطر هجرة الفلسطينيين إلى الأردن بفعل إجراءات إسرائيلية، كما جرى تهجير الملايين في سوريا والعراق بسبب الحروب، وتحت مسميات عدة، منها الوطن البديل، كونها تشكل خطرًا على الأردن وفلسطين في نفس الوقت، مشيرًا إلى قناعته بأن الفلسطيني لن يترك أرضه.
وأكد على صوابية الموقف الفلسطيني من التعامل مع ما يسمى “صفقة القرن”، بما في ذلك رفض العودة إلى الصيغة التفاوضية السابقة تحت الرعاية الأميركية. ودعا إلى مراجعة معايير وسياسات المرحلة الماضية، والتفكير خارج الصندوق واتباع نهج جديد، انطلاقا من دراسة مختلف السيناريوهات وتحديد الخيارات الفلسطينية الأكثر جدوى، بما يتطلبه ذلك من وضع كل شيء على طاولة البحث، بما في ذلك حل السلطة أو استقالة الرئيس، وما اليوم التالي لذلك، أو إعطاء الأولوية للمواجهة السياسية مع الإدارة الأميركية أو المواجهة السياسية مع إسرائيل ومخططاتها، أو مع كليهما.
جاء ذلك خلال طاولة مستديرة بعنوان “ما العمل؟”، نظّمها مركز مسارات في مقريه بالبيرة وغزة عبر “الفيديو كونفرنس”، بمشاركة عشرات من السياسيين والأكاديميين والنشطاء. وقد أدار النقاش في البيرة، هاني المصري، مدير عام مركز مسارات، فيما أداره في غزة، صلاح عبد العاطي، مدير المكتب هناك.
وتلا ذلك حوار متنوع بين الحضور، ورأوا ضرورة تعزيز صمود المواطنين الفلسطينيين، لا سيما أن الخطر الأساسي يتمثل بالمشروع الصهيوني الاستيطاني، إضافة إلى مواجهة صفقة ترامب، وإحباط المخططات التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وكذلك تعزيز التنسيق الفلسطيني الأردني المشترك، مع الإشارة إلى أن العلاقة بين القيادتين الفلسطينية والأردنية في أعلى مستوى، وضرورة اعتماد إجراءات أكثر مرونة بشأن مرور أبناء قطاع غزة عبر الأردن.
ودعوا إلى مواصلة وتوسيع مسيرات العودة لتشمل مختلف تجمعات الشعب الفلسطيني، والعمل معًا على قضايا أخرى، مثل الأسرى والقدس والاستيطان، وفك الحصار.
كما طالب عدد من الحضور بالعمل على ألا يشكل عقد المجلس الوطني محطة تفضي إلى مزيد من الانقسام، داعين إلى عقد مجلس وطني توحيدي، ضمن الجهود لإنهاء الانقسام وإعادة بناء منظمة التحرير.