عروبة الإخباري – استهدفت غارات جديدة دوما السبت واسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص بعد يوم من استئناف قوات النظام هجوما عسكريا مباغتا على آخر جيب لمقاتلي المعارضة السورية في الغوطة الشرقية راح ضحيته 40 مدنيا على الأقل في محاولة للضغط على المعارضة للانسحاب.
ولم يتمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أعلن عن الحصيلة بعد من تأكيد إن كانت طائرات النظام السوري الحربية هي التي نفذت الغارات أم تلك التابعة لحليفتها روسيا.
ووصلت تداعيات العملية إلى دمشق حيث قتل ستة مدنيين وأصيب العشرات السبت اثر قصف فصائل المعارضة في دوما للعاصمة، بحسب ما أعلنت وسائل إعلام سورية رسمية. وبدعم من موسكو، نجحت قوات نظام الرئيس بشار الأسد في إخراج فصائل المعارضة المسلحة من الغوطة بأكملها تقريبا والتي كانت معقلهم قرب دمشق.
ونتيجة القصف العنيف لقوات النظام واتفاقين تم التوصل إليهما منذ 18 شباط/فبراير لانسحاب المعارضة، سيطر النظام على 95 بالمئة من الغوطة الشرقية في حين لا تزال المعارضة متمترسة في دوما، كبرى مدنها.
ومع انخراط موسكو في محادثات مع جيش الإسلام الذي يسيطر على دوما، تراجعت حدة القصف وبدت العمليات العسكرية متوقفة لنحو عشرة أيام.
لكن المفاوضات انهارت هذا الأسبوع وعادت الغارات الجوية فجأة بعد ظهر الجمعة ما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اربعين مدنيا على الأقل لقوا حتفهم الجمعة بينهم ثمانية أطفال فيما أصيب عدد آخر بجروح.
وشهدت المدينة مزيدا من الغارات السبت، وفق المرصد وأحد العاملين في الدفاع المدني.
وقال فراس الدومي من الدفاع المدني في دوما “لم يتوقف القصف حتى الآن. هناك ثلاث طائرات حربية وطائرتين مروحيتين” تحلق فوق المدينة.
وبث التلفزيون الرسمي السوري مشاهد مباشرة للغارات على دوما أظهرت أعمدة الدخان تتصاعد من فوق المدينة المدمرة.
وسمع مراسل وكالة فرانس برس في دمشق السبت أصوات دوي المدفعية على مدينة دوما كما لاحظ تحليق الطيران الحربي المكثّف.
ويسعى الأسد لاستعادة الغوطة للقضاء على المعارضة في محيط دمشق ووضع حد لإطلاق القذائف على العاصمة المستمر منذ سنوات.
ومنذ 18 شباط/فبراير، أسفرت عملية النظام عن مقتل أكثر من 1600 مدني ودفعت السكان إلى الاختباء في ملاجئ تحت الأرض لأسابيع. وقسمت عملية برية بعد ذلك الغوطة إلى ثلاثة جيوب معزولة سيطرت فصائل مختلفة من المعارضة على كل منها.
تم إخلاء أول جيبين بموجب اتفاقات رعتها روسيا أبرمت الشهر الماضي ونقل بموجبها 46 ألف مدنيا ومقاتلا إلى محافظة ادلب الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب البلاد.
وفر عشرات الآلاف إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة عبر ممرات آمنة فتحتها قوات روسية وسورية.
وتدخلت موسكو للتفاوض على اتفاق لإخلاء دوما، الجيب الثالث والأخير حيث يسعى جيش الإسلام للتوصل إلى اتفاق مصالحة يسمح له بالبقاء كقوة شرطة.
وبعد اتفاق مبدئي أعلنته روسيا الأحد، تم إخلاء نحو 3000 مقاتل ومدني من دوما إلى الشمال السوري.
لكن أمد المحادثات طال فهددت سوريا وروسيا جيش الإسلام بعملية عسكرية جديدة في حال رفض الانسحاب.
ولم يتضح بعد سبب انهيار المفاوضات هذا الأسبوع.
وأفادت وكالة الانباء السورية (سانا) أنها فشلت اثر رفض جيش الإسلام إطلاق سراح المعتقلين الذين كان يحتجزهم في دوما مشيرة إلى أن العملية العسكرية لن تتوقف حتى يتم الإفراج عنهم.
وفي هذا السياق، اتهم القيادي في جيش الإسلام محمد علوش الجمعة أنصار الحكومة السورية الدوليين بإعاقة المحادثات. وقال “كانت المفاوضات تسير بمنحى إيجابي لكن على ما يبدو الصراعات الدولية” بين حلفاء النظام تسببت بإفشالها.
وأضاف في تغريدة عبر موقع تويتر انه “لم تتقاطع مصالحهم إلا على دماء المدنيين”.
وفاجأ استئناف الغارات المدنيين.
وقال طبيب في مدينة دوما يدعى محمد لوكالة فرانس برس الجمعة “فجأة ودون سابق انذار بدأ القصف. نُفذت 20 غارة خلال ربع ساعة”.
وأضاف أن المصابين الذين وصلوا كانوا يعانون من كسور وغيرها من الإصابات وتم اجراء ثلاث عمليات بتر أطراف يوم الجمعة.
وبالتوازي، أطلقت قوات النظام عملية برية في البساتين المحيطة بالمدينة حيث أفاد المرصد أن مدفعية النظام استهدفت حقولا زراعية. وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن “النظام يحاول تضييق الخناق (على دوما) من الجهة الشرقية والجنوبية والغربية”