عروبة الإخباري – يتواصل الخلاف والجدل والانشقاق داخل المستويات الإسرائيلية على وقع حالة الاستمرار والتفاعل غير المسبوق للفلسطينيين على الحد الفاصل لحدود غزة، استجابة لدعوات المنظمين لمسيرات العودة الكبرى، وما ترتب عليها من تداعيات سياسية وامنية وعسكرية، اعادت للواجهة حصار غزة والوضع الإنساني الكارثي فيها على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وعاشت إسرائيل في الساعات الأخيرة على وقع أزمة ما زالت متفاعلة بين منظمة بيتسيلم لحقوق الإنسان والحكومة الإسرائيلية، بسبب دعوة الأولى للجنود الإسرائيليين بعدم إطلاق النار على المتظاهرين الفلسطينيين على حدود قطاع غزة. ومنذ اندلاع مسيرة العودة والجدل يحتدم داخل إسرائيل حول آليات التعامل معها وما تم استجلابه من انتقادات دولية وإقليمية جراء سياسة القتل الممنهج للمتظاهرين.
فقد ذكر أليئور ليفي مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت أن بيتسيلم أطلقت حملة دعائية لتحريض الجنود على رفض الأوامر التي يصدرها قادتهم بإطلاق النار على الفلسطينيين المشاركين في مسيرات العودة، لأنها تعليمات غير قانونية، “وهناك واجب أخلاقي على الجنود بعدم الانصياع لهذه الأوامر”.
وأوضح في تقرير أن المنظمة ستطلق الحملة بعنوان “آسف يا قائدي.. لن أطلق النار”، وسيتم نشر هذه الحملة في الصحف الإسرائيلية، وتأتي في أعقاب أحداث الجمعة الماضية التي قتل فيها الجنود الإسرائيليون 17 فلسطينيا وأصابوا المئات.
بيتسيلم حملت المسئولية المباشرة عن سقوط الفلسطينيين بين قتيل وجريح لدوائر صنع القرار السياسي: رئيس الحكومة ووزير الحرب وقائد هيئة الأركان، وطالبتهم بإصدار أوامر جديدة قبيل دخول يوم غد الجمعة، كي لا يتكرر سقوط قتلى وجرحى فلسطينيين جدد.
دعوة بيتسلم أثارت ردود فعل إسرائيلية غاضبة بدأها وزير الحرب أفيغدور ليبرمان الذي طالب رئيس المنظمة بالتوجه يوم الجمعة لإقناع المتظاهرين الفلسطينيين للتوقف عما وصفها انتهاك السيادة الإسرائيلية، والعودة لبيوتهم.
عضو الكنيست عوديد فورار من حزب يسرائيل بيتنا طلب من المستشار القضائي للحكومة أفيخاي مندلبليت باستدعاء قادة بيتسليم، لأنهم يحرضون على رفض الالتزام بالأوامر العسكرية، وهي دعوة للتمرد العسكري، تستحق العقوبة.
فقد نقلت القناة الإسرائيلية الثانية عن زعم عضو الكنيست من الليكود أورن حزان أن أعضاء بيتسيلم يطلقون دعوة للتمرد ضد الجيش، مطالبا إياهم بالانتقال للجانب الثاني من الحدود نحو قطاع غزة.
أما عضوة الكنيست ريفتال سويد من المعسكر الصهيوني فقالت أنه لا يجب إصدار دعوات بتمرد الجنود على قرارات القادة في الميدان، لأن في ذلك تجاوزا لكثير من الحدود. في حين دعا الجنرال احتياط عميرام ليفين جميع منظمات اليسار الإسرائيلي لعدم المشاركة في هذه الحملة، ومطالبة بيتسليم بالانسحاب منها.
أريك بندر المراسل السياسي لصحيفة معاريف نقل عن آفي غاباي زعيم حزب العمل أنه يدين كل دعوة لرفض تنفيذ الأوامر العسكرية، لأن الجيش الإسرائيلي لكل الشعب، ويدافع عنه خلال هذه الأعياد.
عضو الكنيست نحمان شاي المتحدث العسكري الأسبق باسم الجيش الإسرائيلي قال أن الجيش ليس محتاجا لمنظمة بيتسيلم لتعريف جنوده بالمسموح والمحظور، فكل جندي وضابط يعلمون الأوامر التي تصلهم، وكيف يمكن أن يعترضون عليها.
القناة السابعة التابعة للمستوطنين نقلت عن غلعاد أردان وزير الأمن الداخلي وصف عناصر بيتسيلم بأنهم ينشرون الأكاذيب ويدعمون المجموعات المسلحة، وطالبهم بالتوقف عن إصدار ما وصفها بالتعليمات الأخلاقية للمجتمع الإسرائيلي، لأنه لن يشتري بضاعتهم، متهما المنظمة بتوجيه طعنة في الظهر للإسرائيليين القاطنين في غلاف غزة.