عروبة الإخباري – تمكن طلبة من كلية العلوم بجامعة السلطان قابوس من إثبات واستخلاص علاجات جديدة للحروق من جلد سمك البلطي، حيث أثبت الفريق المكون من زامطة بنت حمد الجحافي تخصص التقنية الحيوية وسعيد بن محمد الربخي، ويوسف بن يعقوب البوسعيدي أن الكولاجين والبروتين الموجود في جلد سمك البلطي مطابق تماما لكولاجين والبروتين الموجود في جلد جسم الإنسان، وبالتالي قدرة جلد السمك على شفاء الحروق التي يتعرض لها الإنسان من مختلف الدرجات، ويعود جلد الشخص المصاب إلى حالته الطبيعية دون الحاجة إلى إجراء عمليات تجميل ودون حدوث أية مضاعفات قد تتسبب لشخص المصاب.
واستهدف الفريق الأشخاص المصابين بحروق في الجلد من درجة ثانية وثالثه، حيث إن أكثر من 95% من الحروق المرتبطة بالنار تحدث في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، مع أكثر من 195000 حالة وفاة سنويا من جراء الحروق المرتبطة بالنار وحدها في الشرق الأوسط وفي السلطنة ما يقارب 500 حالة سنويا، و200 من هذه الحالات تنوّم في وحدة الحروق المركزية بمستشفى خولة. حيث إن العلاجات الطبية المستخدمة تستغرق الوقت إلى أن يتم العلاج والمضاعفات الجانبية التي يتعرض إليها المريض بالإضافة إلى الحالة النفسية التي تصاحب المريض في فترة العلاج . طوّرت تقنية جديدة لعلاج الحروق باستخدام جلد سمك البلطي الموجود في المياه العذبة، حيث اثبت فعاليتها في شفاء الحروق من الدرجة الثانية والثالثة حيث يعمل كغطاء للجروح ويساعد على شفاء الأنسجة بما يحمله من مواد طبيعية وباحتوائه على كميات عالية من البروتين والكولاجين والرطوبة وقد تم استخدامها فعليا على مرضى مصابين بحروق بالغة في البرازيل بعد إدخالها لعمليات تعقيم عالية وأثبتت فعاليتها في العلاج وتقليص مدة العلاج.
وفي هذه الدراسة أثبت فريق العمل أن كمية الكولاجين الموجودة في جلد سمك البلطي مشابه للكولاجين الموجود في الإنسان وتم قياسه باستخدام جهاز (MALDI-TOF mass spectrum).
ولقد شارك فريق الدراسة في تحليل عينة الجلد وفصله عن اللحم كليا بعدها قاموا بإضافة المحاليل اللازمة لفصل الكولاجين عن غير الكولاجين ومن ثم إضافة المحاليل اللازمة لفصل الدهون من الجلد وإبقاء الكولاجين فقط بعدها تتم عملية فصل العينة الكولاجين عن المحاليل وإبقاء الكولاجين فقط لتمم عملية استخدام جهاز (TOF-TOF specterum)
ولقد وصلوا في نهاية الدراسة إلى استخراج بودرة من جلد سمك البلطي يمكنها حل محل الجلد في معالجة الحروق.
ويعمل الفريق القائم بالدراسة على معرفة الكمية المناسبة التي يحتاجها الجسم الذي تعرض للحروق من السمك البلطي لتغطية مكان الحرق، كما يعمل الفريق حاليا على تحويل مكونات جلد سمك البلطي إلى مسحوق «بودرة» وتجفيفها من أجل سهولة وسرعة استخدامها.
يذكر أن سمك البلطي أو سمك المشط هو الاسم الشائع لجنس من الأسماك يضم ما يقرب من مائة نوع، ولأسماك البلطي أهمية كبيرة في مناطق متعددة من العالم خصوصا المناطق المدارية، إذ تمتاز هذه الأسماك بمجموعة من الصفات تجعلها مناسبة للتربية في المزارع، وأهم هذه الصفات قدرتها على مقاومة زيادة الكثافة وقدرتها على البقاء في تراكيز منخفضة للأكسجين الذائب في الماء.
وتنضج أسماك البلطي جنسيا بعمر عدة أشهر فقط وتتكاثر في أحواض لتربية قبل وصولها إلى الوزن التسويقي مما يؤثر سلبا على إنتاجها، وذلك بسبب زيادة الكثافة وانخفاض معدلات النمو.
وتتواجد أسماك البلطي في المياه العذبة أو قليلة الملوحة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في إفريقيا وأمريكا الجنوبية، وانتقل بعدها إلى جنوبي آسيا والهند وقد نمت تربيتها الصناعية لأول مرة في أحواض اصطناعية في كينيا في بداية الربع الثاني من القرن العشرين.
وكان النوع المربى هو البلطي الأسود T.Nigra ثم استؤنس البلطي الموزامبيقي T.Mosamica في أواخر الثلاثينات من هذا القرن وكانت النتائج تشير إلى إمكانية تربيته الصناعية وسرعة نموه ضمن أحواض التربية، وبعد ذلك انتشرت تربية البلطي تدريجيا عبر آسيا وأقاليم أخرى من العالم استخدمت أسماك البلطي في كينيا لمكافحة البعوض الناقل لمرض الملاريا، حيث تلتهم يرقات البعوض، وبالتالي تخفض عدد إناث البعوض ناقل المرض البالغات، لكن كثيرا ما طغت الجوانب السلبية للبلطي كمدمر لتوازن البيئة المحلية على هذه الفوائد.
طلبة عُمانيون يثبتون فائدة جلد سمك البلطي لعلاج الحروق بمختلف درجاتها
34
المقالة السابقة