عروبة الإخباري – قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، في كلمته بمستهل اجتماع القيادة بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، مساء اليوم الاثنين، “بصفتي رئيسا للشعب الفلسطيني قررت اتخاذ الإجراءات الوطنية والقانونية والمالية كافة من أجل المحافظة على المشروع الوطني”.
وأضاف سيادته، خلال ترؤسه اجتماع القيادة، أن الاعتداء على رئيس الوزراء رامي الحمدالله ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج لن يمر، وأن “حماس” هي من تقف وراء هذا الاعتداء.
وهنأ سيادته رئيس الوزراء الحمدالله واللواء فرج بنجاتهما من الاعتداء، مؤكدا أن الذي حصل “لن يمر ولن نسمح له أن يمر”.
وأكد الرئيس حرص دولة فلسطين وحكومتها على مصالح شعبنا في قطاع غزة، قائلا “إما أن نتحمل مسؤولية كل شيء في قطاع غزة أو تتحمله سلطة الأمر الواقع”.
وشدد سيادته على أنه لا يوجد طرفي انقسام، بل هناك طرف واحد يكرس الانقسام ويفرض سلطة أمر واقع غير شرعية، مضيفا أن نتيجة مباحثات المصالحة مع “حماس” هي محاولة اغتيال الحمد الله وفرج.
وقال الرئيس إنه لو نجحت عملية اغتيال الحمدالله وفرج لكانت نتائجها كارثية على شعبنا وأدت لقيام حرب أهلية فلسطينية.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس:
بسم الله الرحمن الرحيم
باسم الشعب الفلسطيني كله، وباسمي وباسمكم جميعا نقدم التهاني بسلامة الأخوين الكبيرين الأخ رامي الحمدالله رئيس الوزراء والأخ ماجد فرج مدير المخابرات على سلامتهما وسلامة جميع الأخوة من ضباط وجنود وأفراد الذين تعرضوا إلى الحادث الآثم الحقير الذي قامت به حركة حماس ضدهم في قطاع غزة.
هذا الحادث ليس غريبا عليهم وليس خارجا عن تقاليدهم وعاداتهم، فهم أول من اخترع في العالم العربي والإسلامي هذا النمط من العمل، الاغتيالات والقتل التي بدأوها في الثلاثينات من القرن الماضي وفي الأربعينات إلى يومنا هذا ولم يغيروا هذا السلوك، هم أول من قتل الخزندار وأحمد ماهر ومحمود فهمي النقراشي باشا… وغيرهم وغيرهم، هذه السياسة ولدت معهم اخترعت من قبلهم، ولذلك نقول هذا الأمر لن يمر، وبالتالي إذا تحدثوا أو قالوا نحن نحقق أو لا نحقق نحن لا نريد منهم تحقيقا ولا نريد منهم معلومات ولا نريد منهم أي شيء، لأننا نعرف تماما أنهم هم حركة حماس التي وقفت وراء هذا الحادث وارتكبته، وسبق هذا الحدث كما تعلمون أن عددا من كهنتهم، من رجالهم الذين بدأوا التحريض وبدأوا الحديث في أماكنهم وخاصة في المجلس التشريعي عندما كانوا يحرضون تحريضا واضحا وأكيد سمعتم هذا التحريض وأكيد لمستم هذا التحريض عندما قال أحدهم نريد أن نستقبل هذه الحكومة “بالكنادر والصرامي” .. “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون” مكروا ومكر الله مكروا ومكر الله، والله كتب لأخوتنا السلامة لأنه لا يريد لنا الإيذاء لأن نوايانا طيبة، لأننا نريد فعلا مصالحة حقيقية نريد عودة لقطاع غزة للأم عودة كريمة وليس كما يريدون وليس كما يخططون هم وترمب وغيره، هذه كلها تخطيطات عرفناها منذ البداية وقلنا لكم كيف بدأت هذه المصالحة الأخيرة ومن الذي اخترعها، ومع ذلك نحن نقول هذا الذي حصل لن يمر ولن نسمح له أن يمر لأننا رجال ندافع عن قضيتنا، ندافع عن شهامتنا ندافع عن حقوقنا ولن نقبل الذل من أحد.
منذ تاريخ 2/10/2017 ولغاية الآن بذلنا كل ما نستطيع لإنجاح المصالحة وتذليل كل العقبات في طريقها وتحملنا ما تحملناه لكن للأسف صدمنا بنتيجة صفر تمكين للحكومة، والذي يقول غير هذا كذاب ومنافق لأننا جربنا 6 أشهر ونحن نعمل بكل جهد، نبعث كل المسؤولين ولم نحصل على شيء لا في الحكومة ولا في المعابر ولا في الأمن ولا في غيره، ويكفي نفاق لا نريد نفاقا بعد الآن هؤلاء لا يريدون المصالحة، هذا ما بذلناه إلى أن ارتكبوا تلك الجريمة الحمقاء التي ارتكبوها، وصفر تطبيق للقانون وللأسف حصلت كارثة وطنية هدفها فصل قطاع غزة وتنفيذ المخطط التآمري بإقامة دولة غزة، هذا الموضوع قلنا آلاف المرات، آلاف المرات، إن ما أطلق عليه الربيع العربي الذي يتغنى به بعض الأغبياء، بعض البسطاء، بعض الذين لا تفكير لهم، هذا الربيع اسمه الربيع الأميركي، بدأ عندنا في غزة وكلنا نعرف كيف دخلوا الانتخابات ثم كيف قاموا بعملية الانقلاب وحصلوا على تأييدات ضمنية وعلنية كثيرة بأن أميركا تريد فصل القطاع عن الضفة الغربية حتى لا يكون هناك دولة فلسطينية موحدة، هذا يجب أن نعرفه ويجب أن نقر بالحقيقة ويجب أن لا نتعامى عن الحقيقة بعد الآن، وتدمير المشروع الوطني الفلسطيني هذا المخطط الذي بدأت إدارة الرئيس ترمب بتنفيذه حين أعلنت القدس عاصمة لإسرائيل وقررت نقل سفارتها إليها وقطعت مخصصاتها عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين واعتبرت أن الاستيطان شرعي وهذا ما قاله أكثر من مسؤول أميركي أولهم سفيرهم في تل أبيب هذا ديفيد فريدمان، قال هم يبنون في أرضهم وهو مستوطن وعائلته مستوطنة وسفير أميركا في تل أبيب ماذا ننتظر منه؟ فعندما قامت أميركا بهذا قطعت كل سبل الوحدة الوطنية، القدس عاصمة ونقل السفارة، اللاجئين ثم المستوطنات، ثم انتظروا منا مشروعنا، ماذا ننتظر منهم؟ ماذا ننتظر منهم؟ في كثير قالوا لماذا لم تذهبوا إلى واشنطن؟ يريدوننا لنعمد هذا المشروع لنعطيه توقيعنا، لنعطيه موافقتنا، لن نقبل بهذا ولن نسمح لا لأميركا ولا لغيرها أن تمرر هذا المشروع، ومن ثم عقدت مؤتمر واشنطن للتباكي على الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، الآن صحوا أن غزة بحاجة، صحوا أن غزة تمر بحالة إنسانية، لماذا لم يصحوا منذ عشر سنوات، عشر سنوات ونحن نحاور والا نسينا، منذ عام 2007 عندما كلفت الجامعة العربية مصر بأن تقوم بواجب الوساطة قامت مصر بدورها ونشكرها على ما قامت به ونشكرها على جهودها، لكن النتيجة ماذا؟ أنا يهمني النتيجة، النتيجة ماذا إلى يومنا هذا؟ صفر. إذا لم يحصل شيء لكن عشر سنوات مرت، 11 سنة مرت من عمر شعبنا من أجل أن يمرر هذا المشروع وينتهي إلى ما يريدون أن ينتهي إليه، الأمر الذي يحتم علينا تحمل مسؤولياتنا كاملة هذه المسؤولية التي لا تجزأ وتتطلب سيطرة فعلية وحقيقية شاملة وكاملة، ودولة فلسطين وحكومتها تؤكد حرصها على شعبنا في قطاع غزة وتحملها المسؤولية الكاملة على أساس سلطة واحدة وقانون واحد سلاح واحد.
عندما جاؤوا إلى مصر وقالوا هناك مصالحة، ما هي هذه المصالحة؟ وما هي شروطكم للمصالحة؟ 3 نقاط، الأولى إلغاء هذه الحكومة التي ابتدعوها والثانية تمكين حكومة الوفاق الوطني من عملها، وثالثا دولة واحدة ونظام واحد وقانون واحد وأمن واحد، قالوا موافقين وجرى الحوار حول كلمة مستعدون أو جاهزون، وقبلوا كل شيء ثم عادوا إذا ربنا غير لهم رأيهم، إذا الله يعلم ماذا صار في عقلهم، قبلنا هذا وقلنا على بركة الله انزلوا يا ناس إلى غزة، اشتغلوا في غزة، نريد هذه الوحدة الوطنية، وماذا كانت النتيجة؟ كلامهم الذي قالوه في الاجتماعات فوق الأرض لكم تحت الأرض لنا، أين هو الأمن؟ السنوار قال إذا كان عندنا 4 أنفاق بدهم يصيروا 100 وإذا عندنا 1000 صاروخ بدهم يصيروا 10000 صاروخ، وهذا سيظل بأيدنا، إذا أين الأمن؟ ومع ذلك قلنا لا والشهود المصريين حاضرين ونريد فعلا أن نكمل الموضوع، ولا نريد أن نتوقف حتى لا يقال تراجعنا، نريد أن نستمر واستمرينا 6 أشهر ماذا كانت النتيجة؟ عملية اغتيال، هذه النتيجة.
ولذلك فإما حكومة تتحمل المسؤوليات الكاملة على القطاع كما في الضفة وإما سلطة الأمر الواقع، سلطة الانقلاب، في كثير ناس ما بدهم يقولوا انقلاب، والأخوة في حماس بطلوا هذا الكلام، عيب هذا الكلام، هذا كلام دونية، هذا انقلاب، الذي جرى انقلاب حقيقي قامت به أميركا وإسرائيل معها، وهذه هي الحقيقة، وإما سلطة الأمر الواقع الانقلاب والتمرد تتحمل المسؤولية الكاملة عن قطاع غزة.
هذا هو الرأي، احفظوه أرجوكم لا أريد أن أعيده، إما أن نتحمل نحن كل شيء كما اتفقنا، كما وقعوا، نحن لم نضرب أحدا على يده، بتوافق أهلا وسهلا ما بتوافق خليك قاعد محلك، الآن موقفنا هو هذا، كل شيء في أيدينا نتحمل المسؤولية كاملة، ليس كل شيء في أيدينا ليتحملوا المسؤولية كاملة، هذا هو الموقف.
إن استهداف موكب رئيس الوزراء ورئيس جهاز المخابرات العامة ومرافقيهم، لدينا عدد من الشباب في المستشفيات للآن “اللي عينه واللي إيده واللي أذنه” كثار بالمناسبة، دمهم لمين، وأين يذهب دمهم، ومن يتحمل دمهم؟ وعملية الاغتيال التي لو نجحت لا سمح الله لأدت إلى عواقب وخيمة وكارثية على الشعب الفلسطيني، وفتحت الباب على مصراعيه لحرب أهلية دموية لا قدر الله. بإمكاننا أن تكون ردة الفعل غير، لكن نحن ناس مسؤولين ووطنيين ونعرف ماذا نفعل “حاولوا يقتلوا اثنين بجيب عشرين واحد وبقتلهم في الساحة، سجلوا علي بالإعلام، لكن نحن مسؤولين ونتحمل مسؤولية ونعرف أنه “ولا تزر وازرة وزر أخرى” ونعرف أن البريء لا يجوز أن نقترب منه، إنما المجرم هو الذي يجب أن يعاقب، لم نفعل شيئا على الإطلاق، هدوء، ورغم ذلك أعطيت تعليمات مشددة للجهات الأمنية كافة وغيرها بعدم التعرض لأي مواطن فلسطيني في الضفة الغربية وغيرها وغيرها، كان ممكن يصير في أي مكان في لبنان وفي الأردن وفي أميركا، لكن مش هيك الشغل، نحن لسنا زعرانا وبلطجية مثلهم، ممنوع أن يقترب أحد من أحد، الأمور يجب أن تهدأ وأن تكون هادئة كاملة ولا يقترب من أي إنسان لا ذنب له.
وأقول للبعض والبعض هنا، لم يعد يحتمل أن نحمل مسؤولية وكأن هناك طرفي انقسام، ولا أسهل من أي واحد يقول على الطرفين، تفضلوا قولوا لي من الطرفين؟ إذا كيف نقول الطرفين؟ هذا النفاق بدنا نبطله، هذا النفاق بدنا نبطله، كيف هناك طرفي انقسام في حين أن الحقاق تؤكد أن هناك طرف واحد يكرس الانقسام ويختطف جزءا من الوطن ويفرض سيطرة الأمر الواقع غير الشرعية.
إذا أحد يقدر أن يقول لي أن هذا الانقلاب له صفة له سبب، احنا غلطنا، أو أننا ننسى التاريخ، عندما نجحوا في الانتخابات بعد دقيقة واحدة اتصلت في أبو علاء .. يا أبو علاء قدم استقالتك، يا هنية مبروك شكلوا حكومة وشكلوا حكومة وحصلت خلافات وذهبنا إلى مكة وعلى أستار الكعبة، هؤلاء الذين يدعون الإسلام والإسلام منهم براء، على أستار الكعبة أقسمنا وبعد 3 أشهر حدث الانقلاب، انقلبوا على أنفسهم لأن رئيس الوزراء هو رئيس وزرائهم ومنذ ذلك التاريخ إلى يومنا هذا ماذا حصل؟ ماذا فعلنا وماذا فعلوا حتى نبقى نقول على طرفي الصراع؟ خلينا نبري ذمتنا! على الطرفين أن يقوما بكذا وكذا، لا هذا كلام لم يعد مقبولا ولم يعد مسموحا به، ولن نسمح به، في طرف واحد بدها جرأة وشجاعة ورجولة، الواحد يقول هنا الغلط وهنا الصح.
وبناء عليه وبصفتي رئيسا للشعب الفلسطيني وتحملت ما تحملت في سبيل إعادة الوحدة واللحمة للوطن، ووجهت بالرفض والإصرار من قبل حركة حماس وسلطتها غير الشرعية، فإنني قررت اتخاذ الإجراءات الوطنية والقانونية والمالية كافة من أجل المحافظة على المشروع الوطني، واثقا من أن أبناء شعبنا في قطاع غزة سيكونون كما كانوا دائما مع المشروع الوطني والمصلحة الوطنية العليا.
لم يخطر ببالنا يوما من الأيام أن نعاقب مواطنا فلسطينيا لا في الضفة ولا في القطاع ولا في غيره، ولم يكن يخطر ببالنا أن نؤذي مواطنا، لكن أيضا علينا جميعا أن نقول أين هو الغلط، أين هو الغلط، أين هي الجريمة، أما أن يبقى الأمر بهذا الشكل هذا غير مقبول..
هذا كلامي الذي أقوله أمام القيادة وسنستمع لرأي الأخوة في القيادة بكل ترحاب.