عروبة الإخباري – نظم البيت الأدبي للثقافة والفنون في مدينة الزرقاء لقاءه الشهري العام مساء يوم الخميس الماضي، وذلك برعاية مؤسسه ومديره الأديب أحمد أبو حليوة، حيث تضمن اللقاء استضافة رئيس مجلس الفكر العربي المفكر الفلسطيني البروفيسور محمد ربيع الذي تحدّث في جوانب فكرية عامة، بادئاً بسرد سيرة حياته منذ مولده عام 1940 في يافا وخروجه من قريته يازور عام 1948 لاجئاً مع عائلته إلى مخيم عقبة جبر ومن ثم مدينة أريحا، منهياً فيها المرحلة الثانوية عام 1957، ليحصل بعد ذلك على منحة من وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين للدراسة الجامعية في مصر، حيث نال من جامعة عين شمس في القاهرة شهادة البكالوريوس في الاقتصاد الزراعي، متابعاً دراسته العليا في جامعة عين شمس والجامعة الأمريكية في القاهرة في آنٍ واحد، ومن ثم في ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصل من الأخيرة، وتحديداً من جامعة هيوستن على شهادة الماجستير عام 1968 وشهادة الدكتوراه عام 1970 في الاقتصاد، ليعمل لعدة عقود أستاذاً جامعياً، حيث حاضر في قرابة مئة جامعة وزار أكثر من خمسين دولة، وله مؤلفات عديدة ناهزت الأربعين كتاباً منها ثلاثون كتاباً باللغة العربية وأكثر من عشرة كتب باللغة الإنجليزية، وتناولت كتبه بشكل عام قضايا اقتصادية واجتماعية وسياسية وفكرية منوعة، وكذلك أدبية من شعر وقصة ورواية ومقالة، وله إسهامات عظيمة وفضل كبير على تطوير التعليم الجامعي الحديث في الوطن العربي، والقيام بالعديد من الدراسات التي تعنى بالشؤون العربية بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص.
يذكر أنّ لقاء البيت الأدبي للثقافة والفنون استهل بافتتاح المعرض الفردي السابع للفنانة التشكيلية حنه الدبابنه تحت عنوان “روح حنه”، وهي فنانة تشكيلية سلطية من مواليد عمّان عام 1973، وقد أقامت ستة معارض فردية أولها كان في المركز الثقافي الملكي عام 2010 تلاه معرض ثانٍ في جالري أمانة عمّان عام 2011 فثالث في مركز الساكت في السلط عام 2013 ليكون الرابع في جاليري الدغليس للثقافة والفنون في عمّان عام 2013 وأما الخامس فكان في المكتبة الوطنية في عمّان عام 2015 في حين كان السادس في متنزه الفحيص عام 2016.
بدأت الرسم في سن مبكرة وتزوجت في سن مبكرة أيضاً، وأكثر من شجّعها على الرسم والدها، وقد أخذت لمدة عامين دورة في معهد الفنون الجميلة في عمّان، وحققت النجاح في مجال الرسم، حيث تظهر في لوحاتها براءة الطفولة ودفء الأمومة وجمال الطبيعة، عاكسة بذلك ما فيها من ألق وعذوبة ونظرة رقيقة وإنسانية عالية للوجود والحياة.
وقد تلا ضيف اللقاء بدء القراءات الأدبية التي تضمنت قراءات شعرية لكلّ من الشعراء: أحمد أبو قبع وأحمد الدقس وإسلام علقم وبلال النعيمي وبلال يونس وحسن جمال وخالد السبتي وخالد صوالحة وعمر عياش، في حين شارك في القراءات القصصية كلّ من القاص أحمد أبو حليوة والقاصة لادياس سرور، لتكون قراءة الخاطرات التي لم تخلو من جوانب سردية وأخرى شاعرية لكلّ من المبدعين عدنان تيلخ وعز الدين أبو حويلة وياسر الهندي.
هذا وتضمن اللقاء حوارت وتعليقات ومداخلات نقدية انطباعية مهمة وساخنة من قبل الحضور، أثرت اللقاء من خلال العصف الذهني الذي أثارته حول النصوص المقروءة، وما فيها من هنات أو ألق أخذ الحضور إلى آفاق رحبة من التعبير والإبداع.
كما تضمن اللقاء تقديم شهادات شكر وتقدير لكلّ من ضيف اللقاء البروفيسور (محمد ربيع) والفنانة التشكيلية (حنه الدبابنه) التي قدّمت بدورها لوحة فنية كهدية للبيت الأدبي للثقافة والفنون ولمديره القاص (أحمد أبو حليوة)، وكذلك حصل الشاعر (أحمد أبو قبع) على شهادة شكر وتقدير لقاء توقيعه الشهر الماضي ديوانه الثاني “ليس اللقاء الأخير” في رحاب البيت الأدبي للثقافة والفنون وتوزيع نسخ مجانية منه، ويذكر أيضاً أن اللقاء شهد احتفالاً بعيد ميلاد الشاعر (إسلام علقم) الذي صادف موعده مع موعد انعقاد اللقاء الشهري العام رقم 160 في الأول من آذار لهذا العام.