عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب – عشت تجربة كرنفال العقبة التي أطلقته سلطتها وعلقت عليه آمالا لانعاش السياحة والتسوق، وقد نجحت الفكرة وتطبيقها الذي يعوزه التكرار فقد بدأ الاقبال يتحقق وتشكل نموذج لعله يصلح لمدن أردنية أخرى.
كان رئيس السلطة معالي ناصر الشريدة يتابع التمرين الحيّ للسياحة والتسوق الذي أكسب العقبة توهجا إضافيا لمرافقها العامة السياحية والاقتصادية ومعالمها السياحية، واستثمار مناخها الدافئ المتميز عن مناخ العاصمة البارد هذه الايام.
تابعت جولة في الاسواق وعلى الفنادق التي كسرت حواجز الجمود وانفتحت على اسعار معقولة وقلدت مناطق في الجوار وتحديدا في شرم الشيخ ، وقد كسرت سلطة العقبة بتوجيه ومتابعة الحلقة المفرغة التي ظل الكثيرون يتحدثون عنها دون ان يمارسوها الى أن كان شهر شباط الذي اقتربت نهايته لتكون بداياته على موعد مع الكرنفال الذي جرى اعداده بعناية كتجربة ناجحة يمكن تكرارها في مواسم أخرى لتجديد انطلاقة السوق.
كان رئيس السلطة ناصر الشريدة مرتاحا لما انجز وقد بدأ ارتياحه منذ الفكرة ومرورا بالتطبيق وقد وجد تفهما وتعاونا من كل الاوساط الاقتصادية والاجتماعية داخل العقبة وخارجها وعلى امتداد المملكة ، فقد وصلت المجموعات السياحية والتسوقية من كل انحاء المملكة وقد كان يعوز مبادرته مزيدا من الاعلام والاضاءة والتبني لفكرة ناجحة أقر المواطنون القادمون الى العقبة بنجاحها، لأن السياحة والتسوق في العقبة أصبح في متناول شرائح أوسع لم تكن تستطيع أن تستفيد من هذا الذي جرى تقديمه من فنادق ومواصلات وأماكن تسويق وغير ذلك..
العقبة التي بدأت غراس شركة تطويرها وسلطتها والمبادرات الاقتصادية الناجحة فيها منذ البدايات.. بدأت تتفتح وتثمر ليكون المحصول الآن ناضجا فما زرع قبل سنوات يؤتي ثماره الان.
إن من الانصاف الان التوقف عند تجربة منطقة العقبة الاقتصادية التي نقلت المكان الى حالة مختلفة من التطور والجدوى الاقتصادية كما شكلت زمانا جديدا مملوءاً بالانجاز والايجابية ، ولذا فإن العقبة اليوم غيرها بالأمس وهي أقرب الى ملامسة مستقبل افضل وأكثر اشراقا وتبريرا لكل الافكار الايجابية التي اعدت ثمارها.
العقبة الان أكثر حيوية ونظافة واستقبالا للسياح وجذبا للاستثمارات واستكمالا للقائم منها خاصة في “مشروع سرايا” التي بدأت عجلة البناء والتكامل فيه تتواصل وكذلك “مشروع ايلة” الذي صمد وتطور بشكل مدهش دون أن يتعثر بل دخل في مراحل اضافية جديدة ليترجم الفكرة الاصيلة منه.
ولعل الانجاز الذي يستحق الذكر بفخر هو الميناء أو الموانئ التي وقفت شركة تطوير العقبة وراء انجازها وبكلف أقل بما يصل الى النصف عن الكلف المقدرة في الأصل.. هذا الانجاز يضع العقبة على قائمة المدن التي تمتلك أفضل الموانئ على البحر الأحمر وتؤهلها لأدوار اقتصادية ولوجستية هامة وجديدة.
إن الجهود التي بذلتها ادارة شركة تطوير العقبة ودفاع هذه الادارة عن افكارها وخططها وتحملها المسؤولية بشجاعة لتصل الى ما وصلت اليه من انجاز سيذكر لها..
الموانئ ادرجت الان في التشغيل باستيعاب اوسع وبشكل مريح وبوسائل حديثة ومتقدمة وبتقنيات جديدة.
الرهان الآن هو على مزيد من الانفتاح وجذب الاستثمارات العربية والاجنبية ومن قبل المحلية .. كما أن الرهان على مرونة هذه الادارة في استقبال الافكار ودفعها للتنفيذ..
لقد ظلت العقبة بموانئها الجديدة ومطارها رئة التنفس الوطنية التي ربطت الاردن بجوارها بشكل فاعل.
العقبة تزدهر الآن على مستويات مختلفة وهي خلية نحل تتجدد واعتقد ان الادارات فيها الان استفادت من التجارب السابقة وبدأ القضاء على الروتين والتعطيل فالمعاملات تنجز بسرعة ويجري الاجابة عليها بوضوح وعلمية كما تستقبل الشكاوى بصدر رحب ولا يجري ترحيل المشاكل.
كرنفال العقبة الناجح كان فرصة للاستماع والاطلاع فقد التقيت رئيس السلطة كما التقيت المدير العام الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة المهندس غسان غانم الذي أبدى ملاحظات فاعلة وجريئة ومحفزة وقبل تحديات عديدة جرى أدارجها لتكون فرصا.
اتمنى أن يسجل المتفاعلين مع كرنفال العقبة الذي استغرق امتداده شهرا ملاحظاتهم وتجاربهم ليجري الاستفادة منها .. كما اتمنى أن تتكرر التجربة في ابعاد أخرى تشمل مرافق ومكونات أخرى في البحر وسباق الزوارق ومهرجانات الغناء والدبكة والعروض الفلكلورية الاردنية والعربية والدولية ليتكامل للعقبة دورها وهويتها الاقتصادية والسياحية.
ورغم الظروف الذاتية والموضوعية إلا أن العقبة استطاعت بمبادرات سلطتها وشركة تطويرها أن تتغلب على كثير من التحديات وان تقدم العقبة مشروعا ناجحا وجسدا نابضا بالحيوية التي كشف عنها اختبار الكرنفال.
منطقة العقبة .. التقاط الفرص مجدداً
22
المقالة السابقة