القاص أحمد أبو حليوة والقاص سمير البرقاوي في أمسية قصصية في الزرقاء

عروبة الإخباري – نظمت رابطة الكتّاب الأردنيين/فرع الزرقاء وبالتعاون مع مديرية ثقافة الزرقاء، مساء يوم الأربعاء الماضي في مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي، وبحضور رئيس الرابطة الشاعر جميل أبو صبيح، أمسية قصصية للقاص أحمد أبو حليوة والقاص سمير البرقاوي.
قرأ القاص أبو حليوة أربع قصص، تناولت الأولى (هل تجيدين قلي الباذنجان؟!) حالة اجتماعية تتمثل في وضع الرجل عندما يُقدِم على الزواج في سن متأخرة، فتقلّ شروطه ويزداد قبوله لما هو دون المأمول بل حتى المتوقع.
وأما القصة الثانية (عندما يغيب الشّروق عن وجه النّهار) فعالجت مأساة إنسانية لعائلة انتظرت طفلها الأول لأكثر من عقد من الزمان، لتفقده بعد مولده بيوم واحد فقط، فتحيا العائلة بجدارة طقوس الفقد والحزن.
القصة الثالثة (القصر) حملت إسقاطات سياسية واقتصادية، من خلال قصة حي فقير، كان يعيش بقناعة ورضى، حتى بُني قصر على تلة مشرفة عليه، فغرق منذ ذاك الحين في مستنقع الفقر أكثر، رغم أنّ هذا الغرق جاء غاية في الجفاف، بسبب شحّ المياه في الحي منذ بناء القصر الذي يحتوي على مسبح وحديقة مليئة بالأشجار، لتتكشّف بعد ذلك حقائق مثيرة عن حقيقة صاحب هذا القصر وعمله وجشعه واستغلاله.
القصة الرابعة والأخيرة (رحلة جسد) حملت حمولة فكرية فلسفية، وإن استندت على قصة مجتمعية، ظاهرها انتحار، وحقيقتها حياة، أوحت بها النهاية السريالية، المفعمة بالرموز الكثيرة والدلالات العميقة.
وأكمل المشهد القصصي لهذه الأمسية القاص البرقاوي من خلال قصته الأولى التي جاءت تحت عنوان (المرآة)
وهي تتناول شخصية انتهازية تمكّنت من الثراء ، ولكنّها بقيت غير راضية عن ذاتها، إذ كان صاحبها كلما استيقظ من النوم صباح كلّ يوم ، يقوم بسؤال نفسه: “هل أنت راض عن نفسك؟” ثم يقوم بالبصق على صورته في المرآة، ولكن ذات يوم وبعد سؤاله المعتاد، تقوم صورته في المرآة في البصق عليه.
وفي القصة الثانية (الغاردينيا) يعبّر القاص عن شخص يشتري نبتة الغاردينيا، وبسبب الحرب على العراق ينشغل عنها، حتى تجف، وبعد أن قرّر أصدقاء بطل القصة أنّها ماتت، يقوم بنقلها للشرفة، وذات يوم وبالمصادفة، يكتشف أنّها عادت لتطلق أوراقها من جديد، رامزة بذلك للأمل الذي لا يموت.
وأما القصة الثالثة والأخيرة للبرقاوي (سرّ سقوط العامل رقم 634) فقد تناولت قصة عامل مصري في الخليج يسقط خلال عمله، ثم يقرر الطبيب أنّه مريض ولا يوصي باستمراره في عمله، مع أنّه ليس مريضاً، ويكشف سياق القصة ومن خلال المفارقة، أحلام العمال المغتربين و معاناتهم تحت أنظمة عمل قهرية، تحولهم لمجرد أرقام بلا أرواح وأحاسيس.
يذكر أنّ الكاتب سعادة أبو اعراق هو من أدار هذه الأمسية القصصية العميقة، التي شهدت حضور نخبة من الأدباء والمثقفين والمهتمين، وتضمّنت حواراً قيماً عن عوالم القصة القصيرة، أثاره وأثراه الحضور والمشاركون.


شاهد أيضاً

”السرب” حكاية ثأر وطن* عبير العربي

عروبة الإخباري – كنت حريصة على مشاهدة فيلم “السرب” والذي يعد لون من أعمال الأفلام …

اترك تعليقاً