عروبة الإخباري – لماذا الغوطة الشرقية؟.. تجددت أهمية السؤال على وقع تحول المنطقة القريبة من العاصمة السورية دمشق إلى جحيم فوق الأرض ينشب الموت فيه مخالبه بكل من تطوله يداه، على وقع قصف عنيف متواصل من قبل قوات نظام «بشار الأسد» وروسيا.
الغارات العنيفة، تجاوزت حصيلتها، 330 قتيلا من المدنيين، بينهم نحو 125 طفلا، في حوالي 5 أيام فقط، حسب ما أعلنه «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عبر «تويتر»، الخميس.
واقعيا، يسيطر نظام «الأسد» على مناطق بالغوطة، أبرزها أحياء برزة والقابون ومناطق الزبداني ووادي بردى والمعضمية وداريا، لكنه يسعى بكل قوة، مدعوما بإرادة روسية وإيرانية تبدو شديدة هذه المرة إلى بسط سيطرته، على بقية المناطق بالغوطة التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة، وهي حي جوبر، شرق العاصمة دمشق، وهو الوحيد من أحياء دمشق الذي لا يزال بحوزة المعارضة، مرورا بحرستا وعربين وحمورية حتى دوما، وما بينها وبعدها من بلدات تقع جميعها على خط النار والقصف العنيف.
عودة إلى السؤال: ما هي أسباب إصرار النظام على السيطرة على بقية مناطق الغوطة الشرقية؟
حسب تقرير نشره موقع «الجزيرة نت»، فإن السبب الأول، هو استراتيجية نظام «الأسد»، التي أطلقها عام 2013 والقاضية بتأمين حزام العاصمة دمشق، وهي الاستراتيجية التي تتقاطع مع أهداف إيران وروسيا في سوريا للسيطرة على مناطق ما يعرف بـ«سوريا المفيدة».
السبب الآخر يتمثل في تخوف النظام من تسلل المقاتلين المعارضين إلى العاصمة عبر الأنفاق تحت الأرض؛ فقد تمكنت المعارضة من إخراج آلاف المدنيين ونقل الأدوية عبر أنفاق كانت تربط حرستا بحيي برزة والقابون قبل سيطرة النظام عليهما.
أما السبب الثالث، فهو رغبة النظام في إبعاد المعارضة عن مطار دمشق الدولي الذي وصلت قذائفها إليه في سنوات ماضية، إضافة لتأمين قواعده العسكرية وفروعه الأمنية التي تتعرض لهجمات مستمرة آخرها هجوم المعارضة الشهر الماضي على فرع المركبات قرب حرستا.
ومن الأسباب المهمة التي يسعى النظام من خلالها للسيطرة على الغوطة، أنها تعتبر «سلة غذاء دمشق»، وذلك لاحتضانها مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وهو من عوامل صمود سكانها المحاصرين فيها.
ونقلت «الجزيرة» عن المتحدث الرسمي باسم «فيلق الرحمن»، التابع للمعارضة المسلحة، «وائل علوان»، قوله إن النظام يحاول استغلال اتفاق وقف التصعيد للسيطرة على الغوطة، وذلك بعد أن توقفت معاركه في بقية مناطق سوريا.
وأضاف أن النظام يحشد منذ أيام قوات نقلها من ريفي حماة وإدلب لمحاولة اقتحام الغوطة، مشيرا إلى أن الدعم الجوي الروسي للحملة الحالية للنظام جعلها الأعنف والأكثر فتكا بالمدنيين منذ سيطرة المعارضة على الغوطة.
ويعيش في الغوطة حاليا نحو 400 ألف نسمة حسب إحصاءات مؤسسات المجتمع المدني في المنطقة، بعد أن كان عدد هؤلاء السكان يزيد على مليون نسمة قبل الثورة عام 2011.
وتسيطر المعارضة حاليا على نصف مساحة الغوطة الشرقية التي تقدر بنحو 110 كيلومترات مربعة.
وبعد أن كان عدد الفصائل المقاتلة فيها أكثر من خمسين، بات يتقاسم السيطرة عليها فصيلا «فيلق الرحمن» و«جيش الإسلام»، كما توجد حركة «أحرار الشام» في حرستا، بعد أن أعلن فصيل «ثوار حرستا» انضمامه إليها.
وما يميز الغوطة أنها المنطقة الوحيدة التي لم يتمكن تنظيم «الدولة الإسلامية» من الدخول إليها.
وتفيد الأنباء الواردة أن النظام السوري يحضر منذ أيام لحملة كبرى على مناطق سيطرة المعارضة بالغوطة الشرقية، بقيادة الجنرال في الحرس الجمهوري «سهيل الحسن»؛ حيث يحشد منذ أيام قوات نقلها من ريفي حماة وإدلب لهذا الغرض.