عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب/ انتصر الحق وزهق الباطل، وإحساس البنك العربي المتمثل في إدارته العليا وعلى رأسها رئيس مجلس الإدارة لم يخب، فقد ظلت هذه الإدارة واثقة أنها على حق وأنها ستربح القضية التي حاول باعثوها أن يربكوا البنك وأن يخيفوه وأن يقدموه في الصورة التي يريدونها ويريدون صيده بها.
منذ اللحظة الأولى وفي ظل تولي الإدارة الحالية لمسؤولياتها، تحرك البنك العربي فوراً وخصص أفضل المحامين وأعد نفسه لمواجهة لم تكن سهلة، فالمغرضون استعملوا كل أدواتهم في محاولة لتسييس معاملات البنك ونهجه وراحوا يعززون ذرائعهم ويزيدون في أوراق ملفاتهم وتهمهم.
وقد ظلت القضايا منظورة وكان رئيس مجلس الإدارة يصّر في كثير من الجلسات أن يكون حاضراً ومتابعاً وعلى إطلاع مستمر، ولم يكن يبخل بأي معلومة يقدمها للهيئة العامة حين كانت تعقد جلساتها، فلم يكن يهول الحالة، ولم يكن يقلل ولكنه كان يقول الحقائق كما هي، وكان ينشر في الحضور والمتسائلين أسباب تفاؤله، فقد كان يؤمن بمقولة (اعقل وتوكل).
البنك العربي لم يكن وحيداً في معركته، فقد وقف الأردن بكل هيئاته المختصة إلى جانبه وخاصة البنك المركزي والحكومة الأردنية وكان جلالة الملك في الصورة دائماً، كيف والبنك العربي واحدة من رافعات الاقتصاد الأردني وعامل من عوامل استقرار سياساته المالية والنقدية.
وبعد جهد قانوني متصل وتداول مستمر في القضية، فاز البنك العربي ليفوز معه دعاء كل مساهميه والمتعاملين معه والذين وجد فيهم التعاطف الأوسع والأشمل والحافز القوي كي يمضي في الدفاع عن نفسه.
أخيراً فاز البنك العربي وجرى إستثمار الفوز في ارتفاع اسهمه المتداولة في السوق وارتفعت مصداقية صورته العامة، فقد جاء القرار الصادر عن محكمة الأستئناف في نيويورك قبل عشرة أيام قراراً نهائياً قاطعاً ببراءة البنك العربي ليتم بعد ذلك إغلاق هذه القضية بشكل تام، إذ قامت إجراءات تسوية مع المدعين وجرى تفنيد الحجج وضمن الاحتمالات المتوقعة والحدود التي أعد لها البنك والذي كان حذراً في قراراته وفي نظرته إلى هذه القضية وقد احتاط لها واستعد.
نعم لقد ردت القضية المقامة من قبل المدعين غير الأمركيين والتي كانت منظورة أمام المحكمة العليا الأمريكية وقد كان موقف البنك فيها متميزاً بالقوة والوضوح والجلاء،إذ كان ربح هذه القضية في أكثر من مرحلة وقد كان آخر حلقاتها قرار محكمة الإستئناف بهيئتها الموسعة والتي أكدت على قرار محكمة المقاطعة برد هذه القضية وهو ما بلّغ عنه البنك العربي في أخبار صدرت عنه وقد زفها لجمهوره ومساهميه.
لقد إلتف الكثيرون حول البنك وإدارته وقدموا الشهادات اللازمة وعززوا معطيات البنك بمزيد من الثقة في نهجه.
لقد خاض البنك العربي تجربة قوية فيها حكمة، فقد كان دائماً ملتزماً بتطبيق أعلى معايير النزاهة في سلوكه وعملياته المصرفية وكان يتمتع بسجل من الشفافية وملتزم بأقصى درجات الحوكمة والإفصاح عن كل خطوة يقوم بها في كل مجال من مجالات عمله المصرفي والتجاري والإستثماري، وكل هذه العوامل جعلته دائماً في المقدمة كنموذج حظي بالتقدير وأعلى الجوائز التي تعكس المعايير التي تمثلها البنك طوال فترات عمله في الداخل والخارج، لقد حاز على سجل واسع من الإلتزام بالمتطلبات الرقابية وظل يقوم بدوره الرائد في دعم التنمية الإقتصادية إلى جانب عمله الأساسي في الخدمات المصرفية الحديثة.
إن كسب البنك العربي لهذه القضية ولقضايا أخرى، وإصراره على أن يظل في مكانته المحترمة، كل ذلك إضافة جديدة ونوعية لمصداقيته ولمزيد من الثقة في التعامل معه.
في هذه المناسبة لا نملك إلا أن نهنئ إدارة البنك العربي في كل مستوياتها ونبارك لمساهميه الذين ظلوا دائماً على ثقة به، وسنظل نرى فيه المؤسسة المصرفية العربية الأولى التي جذورها في الأرض وفرعها في السماء تؤتي أكلها في كل حين بثمرة مباركة.
البنك العربي.. لا يصح إلا الصحيح
7
المقالة السابقة