خالد السقا / كاتب سعودي –
تشهد العلاقات الوثيقة بين مصر وسلطنة عُمان تقدمًا مطردًا، والكثير من المستجدات الإيجابية نتيجة الاتصالات والمشاورات المستمرة التي تتم علي أعلى المستويات تنفيذا لتوجيهات الزعيمين العربيين الكبيرين السلطان قابوس بن سعيد والرئيس عبد الفتاح السيسي.
وتمثل العلاقات الثنائية نموذجا مثاليا يحتذي به للتضامن العربي، كما ارتقت إلى مستويات غير مسبوقة من التفاهم والتنسيق السياسي تجاه مختلف القضايا العربية والإقليمية والدولية.
في اتجاه مواز فإنها تتميز باتساع آفاق التعاون المشترك،حيث لا يقتصر على محاور محددة بعينها، كما أنه ليس أحادي الجانب،إنما يمتد ليشمل على سبيل المثال لا الحصر المجالات السياسية والاقتصادية والإعلامية والثقافية والعلمية والاجتماعية.
على ضوء هذه الاتفاقيات المتعددة فإن الحقيقة المؤكدة أن البلدين جددتا في العصر الحديث العلاقات المتميزة بين الشعبين والتي بدأت منذ قديم الأزل، ولذلك فإنها تمثل نموذجا يحتذى به على صعيد العلاقات العربية – العربية، لاسيما وأن الصلات الوثيقة بينهما تعود الى عهد قدماء المصريين منذ فجر التاريخ.
ومنذ أعوام بعيدة تجاوزت البلدان كل المراحل التقليدية في العلاقات الثنائية على خلفية حقائق التاريخ ومعادن الرجال وصلات الدم والنسب والمصاهرة التي بدأت منذ قرون ثم تعمقت بعد الفتح الإسلامي لمصر حيث وفد إلى مصر مع رجال عمرو بن العاص الكثيرون من الأشقاء العمانيين من أبناء الأزد.
واستمراراً لذلك في العصر الحديث فإن لجلالة السلطان قابوس بن سعيد مواقف تاريخية ثابتة تجاه مصر ويتمثل المحور الأساسي لها في دعوة صادقة وحكيمة تنطق بصوت العقـل، وتطالب دائما في كل المناسبات والمحافل وعلى كافة الأصعدة بضرورة الاحترام الكامل والمطلق للقرارات المصيرية التي يتخذها الشعب المصري، وصون استقلال قراره الوطني والاحترام المطلق لسيادته وإرادته وحقه في اختيار ما يراه مناسبا لأوضاعه ومستقبله.
إنني كمواطن سعودي ـ خليجي، أشعر بفرح غامر جراء هذه العلاقات القوية التي تربط مصر وسلطنة عمان، والتي تربط سلطنة عمان بدول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية، فهي صمام أمان للعرب جميعا في منطقة مترهلة بالخلافات.
لقد حافظت دوما سلطنة عمان على علاقاتها مع الجميع، ولم تتدخل في شأن أحد، ولذلك حدثت هذه النهضة العمانية غير المسبوقة، في ظل هذا القائد المتفرد جلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله قائدا وحكيما.