عروبة الإخباري – أثارت خبيرة أسرية تحدثت في أحد البرامج الاجتماعية في ايران موجة كبيرة من السخرية والغضب لنصحها الزوجة بالقيام بغسل رجلي زوجها بماء دافئ ثم تقبيلهما وذلك حرصا منها على المحافظة على استقرار العلاقة الزوجية وتوطيد مشاعر الحب بينهما.
وتفيد منظمات حقوق الانسان ان النساء في ايران يتعرضن للتمييز خصوصا في مجال الزواج والطلاق والارث، ولا تستطيع المراة مغادرة البلاد من دون اذن خطي من ولي امر ذكر كما ان شهادة امراة امام المحكمة لا تساوي سوى نصف شهادة رجل.
والتصريحات المثيرة للجدل دلالة على رغبة جارفة وصريحة في العودة بالنساء الى عصر الحريم والجواري، وعبودية من نوع اخر.
وظهرت الخبيرة في علم الاجتماع على تلفزيون محافظة يزد، جنوب إيران، وهي تنصح النساء بأن يقمن بغسل أرجل أزواجهن بوعاء مملوء من الحليب والزهور ثم يقمن بتدليكها ومن ثم يقبلنها لتوطيد العلاقة الزوجية وترسيخ المحبة.
واضافت انها هذا التصرف البسيط والسهل يعزز أواصر الحب بين الزوجين ويساهم في تخفيف التوتر والقلق والمشاعر الحزينة، كما انه يحارب السكتات الدماغية والنوبات القلبية.
واعتبرت ان تقبيل رجل الزوج وصفة سحرية لتجنب المشاكل والخلافات لمدة شهر على الاقل.
وتابعت الخبيرة: “حتى لو كان زوجك أحد مدمني المخدرات، فقط افعلي هذا وسترين معجزة في حياتك”.
وبعد انتشار تعليقات وردود افعال تهاجم تصريحات الخبيرة الاجتماعية، سارع التلفزيون الايراني الى تقديم اعتذار رسمي، ووعد بتحري الدقة وتقديم محتوى أفضل دون الإساءة للنساء في البرامج الاجتماعية المقبلة.
وتعاني المرأة الايرانية من سياط تقاليد شائكة ونظرة ذكورية لا تتوانى عن تهميشها وتقزيمها وتحويلها الى مجرد جسد مثير ومحرك للغرائز يجب تغطيته.
ومن أغرب سياسات إيران الاجتماعية المثيرة للجدل، الإصرار على فرض الحكومة والسلطات المعنية، الحجاب الإجباري على كل النساء في الحياة العامة والدوائر الحكومية والمدارس، ويشمل الحجاب الإناث صغاراً وكباراً، الطالبات والموظفات، البنات والأمهات، والشابات.
وتفرض السلطات في ايران وضع الحجاب على كل النساء على اراضيها، الايرانيات والاجنبيات والمسلمات وغير المسلمات على حد سواء.
وتظهر بين الحين والاخر مبادرة فردية او جماعية تتحدى التقاليد الصارمة والعادات، وتناصر حرية المرأة وضرورة نيلها حقوقها وتقرير مصيرها.
وسجلت السنوات الاخيرة تراجعا في التزام النساء بالحجاب، ولم يعد غريبا رؤية نساء يقدن سيارات وقد ارخين الحجاب على اكتافهن، او نساء في الشوارع يرتدين معاطف قصيرة. وقامت الشرطة بحملات عديدة من اجل فرض الالتزام بهذا الامر.
وعلى رغم فرض ارتداء الحجاب والازمة الاقتصادية، تقبل النساء الايرانيات بكثافة على مستحضرات التجميل لاظهار جمالهن وانوثتهن، لتكون ايران ثاني اكبر سوق في الشرق الاوسط لهذه المستحضرات بعد السعودية، والسابعة على مستوى العالم.
وقلل النائب العام الايراني الأربعاء من أهمية احتجاجات نساء خلعن الحجاب علنا واصفا ذلك بتصرفات “تافهة” و”صبيانية” بتحريض من أجانب على الأرجح.