تسعة أشهر مضت منذ فرض الحصار على دولة قطر في الخامس من يونيو /حزيران عام 2017، وانشغل أصحاب القلم والرأي والقرار السياسي في قطر بهذه المسألة، وانصرفنا جميعا للدفاع بالقلم والكلمة عن قطر والرد على ما تنشره وتتفوه به وسائل إعلام دول الحصار، وقد حققنا الهدف من التصدي لتلك الأقلام المأجورة وأصحاب المواقع الالكترونية الموبوءة.لم يعد عندهم ما يقولون عنا وراحوا يرددون أكاذيبهم ويفترون على قطر في كل حين.
(2)
تعالوا معشر الكتاب والمفكرين في قطر نركز على قضايا مستقبلية ترفع مكانة البلاد بين الأمم وتعظم مكانة القيادة السياسية وأدوارها في المجال الدولي الانساني ونورد حقائق لا نفاقا كما يفعل جوقة كتاب أعمدة صحف المارينز وأتباعهم في تل أبيب عندما يتناولون أي موضوع مثلا “فلسطين” فانهم سرعان ما يزجون باسم الحاكم إلى الصدارة كالقول بان الزعيم العربي (ط) هو الذي أقنع روزفلت بعدم السماح بهجرة اليهود إلى فلسطين وهي ليست الحقيقة التاريخية.
وحتى عندما يتحدثون عن مباراة كرة القدم مثلا بين البرازيل والأرجنتين وتفوز الأرجنتين على البرازيل هنا يأتون على دولة قطر في غير السياق الذي يتحدثون عنه فيقولون إن سبب فوز البرازيل على الأرجنتين يعود إلى مؤامرة قطرية مؤيدة للإخوان المسلمين وتمويل الإرهاب وهكذا دواليك.
عتبي ليس على المشتغلين بالصحافة في بعض دول مجلس التعاون لانهم خريجوا مدرسة كامب ديفيد للاعلام في القاهره، وهم يعتمدون على الاثارة الاعلامية المبنية على الجهل بالحقائق واعتماد أسلوب الكذب وتضليل الرأي العام، لكن عتبي على أولئك الذين يحملون مؤهلات علمية عالية ويشتغلون بالتعليم في الجامعات ثم يعالجون قضية حصار دولة قطر معالجة سطحية ويرددون ما يقوله ولي أمرهم أو لعلهم يزينون له سوء أعماله وقراراته السياسية والاقتصادية الخاطئة.
صحيح، صحف دول الحصار لن تتركنا في حالنا ولن تكف عنا وكذلك جوقة الذباب الالكتروني المنتشر في كل زاوية، وعلينا حق الرد على كل قول يمس البلاد أو القيادة السياسية ردنا يرتكز على حقائق موثقة لا أكاذيب، نتعالى على كل قول تافه أو قول حقود بذئ، فمكانتنا عالية لا تسمح بالنزول الى مستوى النذالة والحقارة ونهش الأعراض وتلفيق التهم لأي طرف كان.
(3)
تعالوا نلتفت إلى المستقبل ونترك جوقة كتاب دول الحصار في غيهم يعمهون، تعالوا نعمل جميعا من أجل تعليم يرقى بجيل المستقبل إلى المكانة العالمية.
لكي نحلق بهذا الجيل في معراج العالمية، لن يكون ذلك إلا إذا تم اختيار هيئة التدريس في التعليم العام من ذوي الكفاءات العالية والمتمكنة في تخصصاتها ولا نبخل عليهم بالمال والسكن المريح، ونمنحهم حق الأمن الوظيفي طالما يؤدون تلك الرسالة على افضل ما يكون. وهنا البيت عليه دور يجب ان يؤديه تجاه الأبناء ذكرانا وإناثا في حضهم على التعلم وإقناعهم بانه لا مستقبل لهم إلا عن طريق التفوق العلمي والإصرار عليه.
هيئة التدريس الجامعي، مهمتها الانتقال بالطالب من مرحلة الدراسة في مرحلة التعليم العام الى مرحلة التفكير وحرث العقل ليكون عقلا منتجا، لن يكون ذلك إلا إذا كان عضو هيئة التدريس له سلطة القاضي التي لا يعلو على سلطته سلطان إلا العدل والخوف من الله وأداء الأمانة، لكي يكون عضو هيئة التدريس بتلك الصفة أو أفضل لابد أن يتمتع بالأمن الوظيفي وأن تكون العقود مفتوحة كي لا يقع تحت سلطة إنهاء العقد تعسفا أو يظل قلقا طوال العام الدراسي، وأقترح أن من يثبت مهارته وأداءه العلمي من أعضاء هيئة التدريس إن كان في التعليم العام أو الجامعي أن يمنح الاقامة الدائمة في البلاد، إلى جانب مهنة التعليم الجامعي، فان البحث العلمي هو المقياس لاستاذ الجامعة، وعلى ذلك حددت الجامعات في الغرب عدد ساعات محدودا لعضو هيئة التدريس الجامعي ليقدم محاضراته وبقية الزمن يكرس للبحث العلمي وتشجيع طلابه على ذلك ولا ينشغل بغير البحث العلمي تحت أي سبب كان.
(4)
في مجال الطب والتطبيب، تعالوا نجعل قطر قبلة لكل من يبحث عن الاستشفاء من خارج قطر، البنية التحتية في هذا المجال تكاد تكون مكتملة، وكان آخرها مستشفى سدرة أو “سدرة للطب” إذ يعمل سدرة للطب على استقطاب أمهر الاطباء وأمهر جهاز تمريضي مؤهل تأهيلا علميا ولهم خبرة في هذا المجال، هذا النمط مطلوب تعميمه في كل مستشفيات الدولة، لا يكتمل ذلك الأمر الا بتوفر إدارة علمية حديثة محصنة من التدخلات في شأنها بعيدة عن المحسوبية.
المستشفيات كما هي الجامعات تكتسب شهرتها بالأطباء / العلماء كل في مجاله بأسماء لها باع واسع في العلوم الانسانية بجميع حقولها، وكذلك الاطباء فمثلا يقال ادوارد سعيد وبرجنسكي في جامعة كولومبيا، وهنس مورغن ثاو في جامعة نيويورك ومونتقمري في مستشفى نيويورك وغيرهم من مشاهير الطب والعلوم الانسانية نريد أمهر الأطباء وجهازهم التمريضي في جميع مستشفياتنا تعالوا نجعله البلد قبلة للسياحة الطبية، وبذلك نحقق نهضة في هذا المجال يشار إليها بالبنان.
آخر القول: أرجو من القيادة السياسية أن تشرع لان تكون “الخدمة الوطنية” مادة إجبارية في كل مدارس الدولة للبنين والبنات نظريا وعمليا، وبذلك نخلق مجتمعا متكامل البناء.. والله ولي التوفيق.