عروبة الإخباري – اتهم القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري كلا من الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية بإدخال عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية إلى إيران بهدف القيام بتفجيرات وأعمال إرهابية.
وشدد على أن ما وصفها بالفتنة في إيران قد انتهت، يأتي هذا في حين خرجت مظاهرات كبيرة داعمة للنظام في عدة مدن.
وقال جعفري في تصريحات له اليوم الأربعاء إن الجاهزية الأمنية حالت دون انتشار وتوسع رقعة ما سماها الفتنة، وهون من حجم المظاهرات المنددة بسياسات الحكومة، مشيرا إلى أن مجموع من شاركوا فيها لم يتعد 15 ألفا.
وأضاف أن أغلب من ألقي القبض عليهم في الاحتجاجات تلقوا تدريباتهم على يد من وصفهم بالمنافقين، في إشارة إلى منظمة مجاهدي خلق المعارضة.
وتأتي تصريحات القائد العام للحرس الثوري منسجمة مع اتهام المرشد الإيراني علي خامنئي من وصفهم بأعداء إيران بالوقوف وراء الاحتجاجات التي تعد الأكبر منذ 2009.
وكانت المظاهرات انطلقت من مدينة مشهد (شمال غربي طهران) وامتدت إلى مناطق أخرى بما فيها أصفهان (جنوب غربي طهران) التي سقط فيها تسعة قتلى، وفي الجملة قتل 22 شخصا بينهم ثلاثة من قوات الأمن، وقالت السلطات إن بعض المحتجين هاجموا مراكز أمنية مما استدعى الرد عليهم.
وقال مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز إن الاحتجاجات المناوئة للحكومة تواصلت حتى الليلة الماضية دون أن تقع إصابات جديدة. وأضاف أن مسؤولين إيرانيين يتوقعون أن تتراجع الاحتجاجات تدريجيا خلال الأيام القادمة خاصة.
وأفاد في هذا الإطار بأن لديه معلومات بأن الاجتماع الذي جمع مطلع الأسبوع الرئيس حسن روحاني برؤساء للجان في البرلمان أفضى إلى قرارات قد يلبي جلها تطلعات المواطنين، مشيرا إلى أن الحكومة قد تتراجع كليا أو جزئيا عن القرارات الأخيرة، والتي تشمل الزيادة في أسعار الوقود والضرائب وخفض الدعم حكومي الذي يستفيد منه ثلاثون مليون إيراني.
مظاهرات مؤيدة
في الأثناء، تظاهر اليوم عشرات الآلاف من الإيرانيين في عدة مدن دعما للنظام وضد الاحتجاجات التي يقول مسؤولون إيرانيون إن قوى خارجية تقف وراءها.
وخرجت المظاهرات في كل من الأهواز وكرمنشاه وإيلام وبوشهر وخرم آباد وجرجان وقم ومدن أخرى، وقد رفع المتظاهرون صور المرشد الأعلى وشعارات داعمة للنظام وأخرى تطالب بمحاكمة وإعدام من سموهم مثيري الفتنة، كما اتهموا إسرائيل وأميركا وبريطانيا بتدبير الاحتجاجات.
ووصف مدير مكتب الجزيرة في طهران مظاهرات اليوم بالكبيرة، وقال إن هناك أنباء بأن مظاهرات مماثلة ستخرج غدا في مدن أخرى، وأن مظاهرة كبيرة ستنظم يوم الجمعة في العاصمة الإيرانية، وأن المرشد سيوجه كلمة للمشاركين فيها.
وقال إن المظاهرات التي خرجت اليوم تقف مع النظام ولكنها ليست بالضرورة داعمة للرئيس روحاني وسياساته الاقتصادية.
وكان مراسل الجزيرة قال إن قوات الأمن انتشرت بشكل مكثف بداية منذ مساء أمس في الميادين والشوارع الرئيسة بطهران ومدن أخرى شهدت احتجاجات وأعمال عنف في الأيام الماضية.
وكان مسؤولون إيرانيون هددوا برد قاس على المظاهرات المناهضة للحكومة يشمل أحكاما قاسية تصل إلى تطبيق حد الحرابة على من وصفوا بمثيري الفتنة.
وفي السياق، قال قائد قوى الأمن الداخلي في إيران العميد حسين أشتري أمس الثلاثاء إنه تم إبلاغ جميع قادة الشرطة في مختلف المحافظات بالتعامل الحازم مع من يستهدف المنشآت العامة ويحدث الفوضى.
من جهته، قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف في تغريدة له على موقع تويتر إن أمن إيران واستقرارها يعتمدان على شعبها على عكس شعوب بعض دول المنطقة المقربة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي ليس لها حق إبداء الرأي أو الاعتراض.