عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب/ نعم أيها الرئيس، الإبتزاز الأميركي على أشده، والضغط قائم وأصحاب الخاصرة الرقيقة إستجابوا ومنهم من لم يمنعه العدد والعدة عن الإنحناء لإدمانه ذلك وأقول فيهم ما قلته ذات يوم “الله لا يسامحكم” والإعتقاد بأن “العجز عقل” والخشية أن تفلت دولة أو إثنتان تحت الضغط أو الإبتزاز وعند ذلك يمكن أن تكرّ المسبحة كما شبهت خاصة ومنهم من نقل وعاد عن نقله حين أحس أنه يخسر، ولذا فإنك حملت دول القمة الإسلامية مسؤولياتها ليشعر المرتحلون من دول العالم بسفاراتهم إلى القدس أنهم يخسرون ..
والرئيس عباس يرى في الإقتراح الثاني المقدم للقمة أنه لم يعد من الممكن أن يظل التعامل مع إسرائيل وكأن شيئاً لم يكن، بل المطلوب إتخاذ مواقف وإجراءات سياسية وإقتصادية تجاهها من قبل الجميع وصولاً إلى إجبارها على الأنصياع لإرادة المجتمع الدولي في إنهاء احتلالها لأرض دولة فلسطين، بعاصمتها القدس الشرقية وأعمال القواعد الآمرة في القانون الدولي الإنساني ..
إذن الرئيس يطالب بمعاقبة العدوان الإسرائيلي والرد عليه بما يليق ويكبح، وأن تفعّل في وجه دولة الاحتلال القوانين الدولية الانسانية وخاصة البند السابع الذي تجعله الإدارة الأميركية ناراً على بعض الدول وبرداً وسلاماً على إسرائيل باستعمال الفيتو تارة، وباستعمال أساليب الضغط والإبتزاز ضد الدول تارة أخرى، وإذا كانت الإدارة الأميركية في قرار رئيسها المستهتر ترامب قد قفز على قرارات الشرعية الدولية وأهانها فإن فلسطين قادرة على الرد بما تستطيع وهي إذ تسلح بأحرار العالم لتستطيع أن تعزل السياسة الخرقاء للرئيس ترامب، وهذا ما عناه الرئيس أبو مازن ويدعو لتكراره ويقول “نحن عندما قررت إسرائيل إقفال الأقصى ووقفنا في وجهها .. يمكن أن نقوم بإجراءات كثيرة من أجل منعها” ويقصد عبر الساحات الدولية وقد نجحت سياسات الرئيس أبو مازن السياسية والدبلوماسية وأعطت ثمارها فيما نراه من مقاطعة دولية تتسع ضد إسرائيل .. ضد منتجات المستوطنات الإسرائيلية واعتبار تلك المنتجات غير شرعية .. وهذا يواكب ما قامت به السلطة الفلسطينية نفسها من وقف التنسيق الأمني وأشكال أخرى منها الموقف الفلسطيني الذي جرى التعبير عنه بشجاعة حين أرادت الإدارة الأميركية إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن فسمعت من الرئيس أبو مازن كلاماً لا يعجبها برده على مواقفها بالقول “إن أرادت الإدارة إغلاق المكتب فلن تجد من تتحدث إليه .. لأننا سنحيلها إلى الإتصال بسفيرنا هناك ولن نستقبلها هنا في فلسطين” ومثل ذلك تكرر من جانب الرئيس أبو مازن وبشجاعة حين أعاد التأكيد على رفض إستقبال أي مبعوث أميركي إلى الرئاسة الفلسطينية بعدما أعتبر أبو مازن أن الولايات المتحدة لم تعد تصلح لأن تكون وسيطاً نزيهاً وأنها فقدت أهليتها لذلك” .. وقلنا والكلام للرئيس عباس “أبلغنا الجميع هنا لا تعامل مع القنصل الأميركي وهذا ليس سراً كل الفلسطينيين ممنوع عليهم أن يتعاملوا معه” رداً على موقف الإدارة وأضاف أبو مازن “لا بد من إجراءات .. لا بد أن يشعروا أن كل شيء ليس سهلاً وليس هيناً وبالتالي لكل شيء ثمن ونحن نستطيع أن نُدفّعهم الثمن .. العالم ينظر إلى مصالحه سياسية واقتصادية فكلما مست مصلحة يحسب ألف حساب قبل أن يتخذ قرار بحق إنسانٍ ما” .. نعم هذا كلام صحيح تماماً فلو أن ترامب أدرك أن قراره بخصوص قراره المجرم عن القدس لما اتخذه .. لإنه يعتقد أن هذا القرار لن يدفع كلفته وقد يمر شأن قرارات الإدارات الأميركية ضد القضايا العربية .. وقياساً عليه كان الرئيس أبو مازن قد ذكر في خطاب سابق في الامم المتحدة “بأن السلطة بلا سلطة وأن الاحتلال كان ما زال غير مكلف وهو الأمر الذي لا يريد له أبو مازن بعد اليوم من العدوان الاميركي أن يستمر” .. وحتى تهرب إسرائيل من القرارات الدولية الصادرة ضدها ظلت دائماً تبدي الموافقة لكنها لا تطبق أبداً كان ذلك جلياً في القرار (181) قرار التقسيم الذي يتحدث عن دولتين وأيضاً قرار (194) الخاص باللاجئين .. ويستشهد أبو مازن بإجابة رئيس الوزراء الإسرائيلي “اشكول” الذي أرسل رسالة إلى الأمم المتحدة يقول فيها “نعم سنطبق” فاعترفوا به ولم يطبق وعلى ذلك يعلق أبو مازن فيقول “ضحك علينا أشكول .. ضحك على العالم” وسأل قائلاً لكن أشكول في موقفه مدعوم من مَن؟ والإجابة معلومة ..
أما النقطة الرابعة من إقتراحات أبو مازن أمام القمة الإسلامية فهي دعوته إلى التوجه بمشاريع قرارات لمجلس الأمن ولكل مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بهدف إبطال ما اتخذته الولايات المتحدة من قرارات بشأن القدس وفق المادة 27/3 من البند السادس لميثاق الأمم المتحدة .. وفي هذا السياق بدأ الرئيس أبو مازن يقول هذه الجملة بعد عودته مباشرة من أسطنبول وقد تحرك مجلس الأمن بمشاريع قرارات جديدة .. ويرى الرئيس عباس أن القانون الدولي يساعده في هذا المقام ويقول “أنه إذا رفعت قضية على دولة معينة في مجلس الأمن أو الجمعية العامة أو في غيرها لا يحق لهذه الدولة أن تصوت .. وبالتالي نهرب من الفيتو .. ولذا فإن 14 دولة الان ضد أميركا في هذا الباب وهذه فرصة ويبدو أن أبو مازن ممن يدركون أن الولايات المتحدة يمكن الرد عليها وهزيمتها عبر القوانين ورفع القضايا والمرافعات وقد كان قاضي أميركي أسقط قرار ترامب بمنع مواطني دول عديدة من زيارة الولايات المتحدة وقد أسقط القاضي هذا القرار ويستطيع محامي أميركي أو أكثر الآن رفع قضايا على ترامب بخصوص جريمته التي أرتكبها ضد القدس حين أقر انها عاصمة لإسرائيل .. وهذه الوسيلة التي يمكنها أن تجعله يتراجع بفعل قوة القانون الذي يستهتر به ..
وفي النقطة الخامسة يرى الرئيس أبو مازن وهو يقترحها على القمة أن هناك اعتماد على قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وتحديداً قراري 476/478 للعام 1980 والقرار 2334/2016 الذي هز إسرائيل لصدوره رغم أنها لم تنفذه حين اكتفت الإدارة الأميركية بعدم إستعمال الفيتو ليمر القرار ..
وفي النقطة السادسة يرى الرئيس ضرورة عقد دورة خاصة لمجلس حقوق الإنسان لتعمل الدول الاعضاء مسؤولياتها نحو انتهاك القانون الدولي الأساسي .. وخصوصاً إتفاقية جنيف الرابعة ويستهجن الرئيس مواقف المندوبة الأميركية نيكي هايلي في هذا الموضوع حين طالبت بإلغاء البند الذي يخول الفلسطينيين أن يدافعوا عن أنفسهم في حقوق الإنسان ..
وفي النقطة السابعة وبعد أن قال أبو مازن في نهاية عرضة للنقطة التي سبقت “ماشي الحال” متوعداً تلك المندوية .. أنه يؤكد مجدداً بأننا ملتزمون بالسلام رغم كل شيء .. فالسلام عند أبو مازن عقيدة يعمل من أجلها ولا يخرج عليها ويكافح ليجعل السلام الحقيقي فرصة ليعيش وينقل الشعوب الغارقة في الصراع إلى رحابته .. ويعود أبو مازن للتأكيد في هذا الباب “نحن ملتزمون بالسلام وسنبقى ملتزمين بالسلام وسنبقى نحارب العنف والأرهاب وستستمر حتى نحصل على دولتنا وهذا هو شعارنا” ..
إعادة التوازن في خطاب أبو مـازن (4)
14
المقالة السابقة