أبو أحمد بلال … قصة فلسطيني وحكاية شعب
(الفعالية الأعظم في تاريخ حياتي)
بقلم أحمد أبو حليوة-مؤسس ومدير البيت الأدبي للثقافة والفنون منذ 2004
عروبة الإخباري – على مدار ساعة وثلث قدمتُ على خشبة مسرح مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي في مدينة الزرقاء، الفعالية الأعظم في تاريخ حياتي، وهي مَسْرَحَتي الموندرامية في عرضها الثاني لقصة أبو أحمد بلال المنشورة في مجموعتي القصصية الثانية (رجل آخر).
القصة مكتوبة في بضع صفحات ولا تستغرق قراءتها أكثر من عشر دقائق، ولكن قمتُ بتحويلها إلى هذا العمل دون كتابة نص مسرحي لذلك، معتمداً على إحساسي بالأبطال، وكيف لا وأبو أحمد بلال -رحمه الله- أبي.
قمتُ بتمثيل هذا العمل وإخراجه، علماً أنّني لستُ مُمثلاً ولا مخرجاً مسرحياً، ولم أكتب للمسرح في حياتي شيئاً بما في ذلك هذا العمل، الذي اعتمدتُ فيه على قدراتي في السرد الشفوي، وجرأتي وربما مغامرتي في التمثيل.
كانت روح أبي وجدتي رحمهما الله تحلّقان حولي وتمداني بالكثير، وكذلك أرواح الأبطال الحقيقون الذين ورد ذكرهم في هذا العمل، كم كانوا معي من أفراد عائلتي وآخرين.
ساندني في تقديم هذه العمل أصدقائي الموسيقيون عازف الجيتار الذي أبدع بقوة عزفاً وغناء الفنان يزن أبو سليم، وكذلك عازف الناي الرائع الفنان مفيد عبيدات، إضافة إلى عازف العود البهي طه المغربي، ليكتمل العرض في دقائقه الأخيرة بظهور الصديقة الجميلة المتألقة أمل عقرباوي، وهي تضع الكفن فوقي حاملاً ظهورها دلالات كثيرة، وتحت الكفن، استلقتْ جثة أبو أحمد بلال برضى وطهر وسكينة وحنين للوطن.
وكم كان الحضور الكبير مشرقاً عندما أهداني بعضه فلذات عيونه، إذ تفاجأت بعد العرض باعتراف أكثر من رجل وامرأة ببكائه أثناء تقديمي لهذا العمل.
انتهى العرض، ولحظتها كم كان تعبي هائلاً، وكذلك فرحتي التي كانت عميقة حدّ الدمع، وأنا أرى الناس من حولي، ومنذ اللحظة الأولى من انتهائي، يقومون باحاطتي من كلّ حدب وصوب، ويحتضنونني بكلّ قوة ودفء.
كل الشكر لمركز الملك عبدالله الثاني الثقافي مديراً وموظفين، وللحضور البهي ولكلّ من أسهم في إنجاح هذا العمل، الذي كم كان رائعاً بكم، وبعمق أحاسيسكم وشموخ مشاعركم، أكثر من أي شيء آخر.