عروبة الإخباري- ارتدت فلسطين اللون الأسود أمس في الذكرى المئوية لوعد بلفور الذي منحت بريطانيا بموجبه أرض فلسطين للحركة الصهونية لإقامة «وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين»، وفق نص الوعد.
وشهدت المدن والبلدات الرئيسة مسيرات احتجاجية واسعة رفع المشاركون فيها الأعلام السود تعبيراً عن حدادهم على ما تسببت به بريطانيا من إقامة دولة إسرائيل على انقاض الشعب الفلسطيني ووطنه التاريخي.
وصدرت الصحف ومواقع الأخبار الرسمية مثل وكالة «وفا» وصحيفة «الحياة الجديدة» و «هيئة الإذاعة والتلفزيون» باللون الأسود تعبيراً عن الحداد.
وكانت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية نشرت أول من أمس رسالة من الرئيس محمود عباس أعادت وسائل الإعلام الفلسطينية نشرها، طالب فيها الحكومة البريطانية بـ «تصحيح الخطأ التاريخي الذي ارتكبته بإصدارها وعد بلفور». وقال الرئيس عباس في رسالته ان تصحيح هذا الخطأ يأتي من خلال «الاعتذار العلني للشعب الفلسطيني، والاعتراف بدولة فلسطين».
وفي القدس، أقيمت مسيرة احتجاجية حاشدة أمام مقر القنصلية البريطانية في حي الشيخ جراح في المدينة.
وشارك في المسيرة عشرات الشخصيات المقدسية، يتقدمهم المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، ومحافظ القدس الوزير عدنان الحسيني، وعدد كبير من ممثلي القوى والمؤسسات الوطنية والشخصيات الاعتبارية. وشارك في المسيرة عدد كبير من طلاب مدارس المدينة الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية وأعلاماً سوداً، ولافتات بلغات عدة ضد وعد بلفور وأخرى تطالب بريطانيا بالاعتذار عنه، ومنها «ندعو بريطانيا إلى عدم الاحتفال بعار الاستعمار والعمل بدلاً من ذلك على انهاء الاحتلال».
وتصدت الشرطة الإسرائيلية للمسيرة وفرّقتها بعد ان اعتدت على المشاركين فيها في الضرب.
وفي رام الله شارك الآلاف في مسيرة انطلقت من وسط المدينة الى مقر المجلس الثقافي البريطاني، حيث خطّت شعارات تطالب بريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني عن «جريمتها التاريخية». ومن هذه الشعارات: «مئة عام من التشريد». تريزا ماي (رئيسة وزراء بريطانيا): فخرك بوعد بلفور معيب».
وحمل المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية، والرايات السود ورفعوا شعارات مناهضة للسياسة البريطانية الداعمة للاحتلال، ورددوا شعارات وهتافات غاضبة وداعية إلى تصحيح الخطأ التاريخي الذي ارتكبته بريطانيا، والاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقال نائب رئيس حركة «فتح» محمود العالول: «إن وعد بلفور ليس مجرد ورقة، بل هو جريمة ساهمت في تشريد وقتل وجرح المئات من أبناء شعبنا في ذلك الوقت، وتدمير مدن وقرى من أجل إقامة كيان مغتصب على أرض فلسطين».
وقال العالول إن اعتزام بريطانيا الاحتفال بمئوية بلفور يشكل «تأكيداً على جريمتها التي ارتكبتها ضد شعبنا الفلسطيني»، معتبراً أن هذا لن يوقف نضال شعبنا حتى دحر الاحتلال الجاثم على أرضنا.
وقالت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام: «إن المشهد اليوم يفوق أي كلام قد يصدر، إذ خرج أبناء شعبنا بكل فئاته من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب ليعبروا عن رفضهم هذا الوعد، وكلمة موطني اختصرت كل شيء». وأضافت: «على رغم الوعود المشؤومة، فإن شعبنا متمسك بحقه في هذا الوطن».
وسيّر المتظاهرون في رام الله حافلة قديمة ترمز إلى حالة اللجوء من فلسطين إلى الدول المجاورة بعد تعرض المواطنين إلى مجازر واعتداءات إسرائيلية.
وفي بيت لحم، أقام متظاهرون مجسّماً لصاحب الوعد، وزير الخارجية آنذاك آرثر بلفور، ثم أضرموا فيه النار.
وجرت مسيرات مماثلة في مدن الخليل وجنين وطوباس وسلفيت وأريحا وطولكرم وغيرها.
وخصّصت وزارة التربية والتعليم العالي الحصة المدرسية الأولى في كل المدارس للحديث عن الذكرى المئوية لوعد بلفور.
وسلّمت الوزارة القنصلية البريطانية في القدس مئة ألف رسالة موجهة إلى رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، كتبها طلاب المدارس الثانوية، ندّدوا فيها بقرارها الاحتفال بالذكرى المئوية لوعد بلفور.(وكالات)