وزير الاعلام العماني نموذجا يجدر التعلم منه!!

عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب – لفتني الحضور القوي لوفد سلطنة عُمان في المؤتمر الدولي الأول للحقوق الثقافية والرياضية لذوي الإعاقة المنعقد في تونس .. حيث جرى تكريم معالي الدكتور عبد المنعم الحسني وزير الإعلام العماني لدوره المتميز في إسناد ذوي الإعاقة في بلده وتمكينهم في المشاركة في العمل في وسائل الإعلام وخاصة التلفزيون ، حيث يقدم أحد هؤلاء من أصحاب الحاجات الخاصة نشرة بالتلفزيون جرى ترجمتها عنه وهو يقدمها بلغة الصم، وهذه الخطوة المتطورة تعكس مدى اهتمام سلطنة عمان بتوجيه مستمر من لدن السلطان قابوس الى حكومته ..
لقد التقط الحسني التوجيه والذي ظل يؤمن به وهو يترجمه الى واقع جعل سلطنة عمان تأخذ دورها المتقدم في هذا المجال والذي أشار اليه المؤتمرون بوضوح سيجد مثاله القارئ في الفيديو المنشور لاحقا بعد هذه المقالة..
ان البعد الإنساني والتنموي للطاقات البشرية رسالة واضحة في الإعلام العُماني ما كان لها ان تظهر وتشارك وتتميز لولا جهد الوزير الحسني وحرصه ومتابعاته التي جعلت سلطنة عُمان على خارطة العمل المتخصص في هذا المجال، وبهذه اللغة العالمية تقدم سلطنة عمان أوراق اعتمادها عبر العالم وعبر محيطها العربي كدولة أدركت مدى أهمية إسناد ذوي الحاجات الخاصة.
لقد سمعنا صوت المؤتمر والقائمين عليه، ومن خلال حشد عربي واسع المناداة على ممثلي سلطنة عمان لتكريمهم وذلك من خلال تكريم وزير الإعلام العماني الذي سرد المتحدثون في المؤتمر المراحل والخطوات التي احرزتها الدولة العمانية في هذا المجال.
لقد كان من ابرز أهداف هذا المؤتمر الأول لحقوق ذوي الحاجات الخاصة في المجال الثقافي والإعلامي والرياضي تلك الأهداف التي دعت لها السلطنة باتجاه استيعاب ذوي الحاجات الخاصة في المجتمع واعادة تأهيلها وتفعيل قدراتهم ومواهبهم .. وهذا ما أشارت اليه رئيسة المؤتمر السيدة زينب بنت حسين.
التكريم أصاب معالي الوزير كأول وزير إعلام يكرم في هذا المجال باعتباره ممن عملوا لتمكين هؤلاء وتقديم الوفد العُماني لورقة عمل تخدم هذا الاتجاه..
وذلك بتغيير الصورة النمطية لذوي الاعاقة في المجتمعات العربية الحديثة وحتى عبر التراث واستبدالها بصورة حضارية إنسانية تتوازى مع الصورة الدولية وترفدها وتشير الى ان المصدر عربي وهو من سلطنة عمان..
احد المبدعين العُمانيين من هذه الفئة قرأ نشرة بلغة الصم على الحاضرين وقد جرى ترجمة ذلك على المتلقين.. وقد ذكر المبدع العُماني أهمية هذا التكريم له..
وجاءت كلمة الدكتورة عائشة بنت خليفة بن علي الكيومي من الجمعية الخليجية للاعاقة ممثلة السلطنة في المؤتمر لتجيب على دوافع المؤتمر للمدعوين وتعكس أهمية الملتقى الأول في تونس .
يبقى ان نقول ان نهوض المجتمعات لا يتم فقط بتطوير الصناعة او التجارة او بتكديس الثروات وانما بما توليه هذه المجتمعات وأنظمتها السياسية والاجتماعية من قيمة للإنسان كانسان والأخذ بيده حين يكون صاحب حاجة خاصة، في اعادة دمجه في مجتمعه وتمكينه من تحقيق اهدافه باعتباره شريكا فاعلا.
لقد كان للإطلالة العُمانية وقعها الخاص في المؤتمر، وهو الوقع الذي تضمنته الورقة العُمانية المقدمة برسم الاستفادة منها على المستوى العربي كما جاء في الخبر المنشور في المؤتمر.