عروبة الإخباري – في الوقت الذي توصلت فيه قوات النظام السوري، و”جيش الاسلام” الى اتفاق هدنة بدأ سريانه اعتبارا من ظهر امس في جنوب دمشق برعاية مصرية روسية، سيطر قوات النظام على مناطق في مدينة الميادين بعد طرد “داعش” منها، في حين واصل عشرات المدنيين الهروب من مدينة الرقة بعد تزايد العمليات العسكرية والقصف الجوي.
وقالت وسائل إعلام مصرية رسمية، إن الأطراف السورية توصلت، امس، وبوساطة من مصر وروسيا، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، في جيب تسيطر عليه المعارضة جنوبي دمشق خلال اجتماع عقد في القاهرة.
وذكر التلفزيون المصري أن وقف إطلاق النار الذي تشارك فيه جماعة “جيش الإسلام”، بدأ سريانه الساعة 12 ظهراً من يوم امس.
وقال موقع بوابة “الأهرام” :”تم الاتفاق في الاجتماع الذي عقد بالقاهرة على فتح المعابر، ورفض التهجير القسري لسكان المنطقة، مع التأكيد على فتح المجال أمام أي فصيل للانضمام للاتفاق”. ونقل الموقع عن محمد علوش، مسؤول الهيئة السياسية في جماعة “جيش الإسلام”، أن الجانب المصري تعهد بفك الحصار عن الغوطة الشرقية، لإدخال المساعدات بكميات كافية.
الى ذلك، سيطرت قوات النظام بدعم روسي امس على أربعة أحياء على الأقل من مدينة الميادين التي تعد أحد آخر أبرز معاقل تنظيم “داعش” في سورية، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وتمكنت قوات النظام من قطع كافة الطرق التي تربط الميادين الواقعة في ريف دير الزور الشرقي بمدينة البوكمال الحدودية مع العراق التي تعد بدورها من آخر أبرز معاقل التنظيم. وباتت تحاصر المدينة من ثلاث جهات.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “تمكنت قوات النظام بقيادة القوات الروسية الموجودة على الأرض من السيطرة على أربعة أحياء على الأقل داخل مدينة الميادين”.
كما تمكنت من قطع كافة الطرق البرية التي تصل الميادين بمدينة البوكمال الواقعة على بعد ثمانين كيلومتراً. وتعد المدينتان آخر أبرز معقلين متبقيين للتنظيم في سورية بعد الخسائر المتتالية التي مني بها وابرزها في مدينة الرقة (شمال) التي يقترب من خسارتها بالكامل. وباتت قوات النظام، بحسب المرصد، “تحاصر المدينة من ثلاث جهات ولم يبق أمام المتطرفين سوى نهر الفرات الذي بات من الصعب عبوره، نتيجة الرصد المستمر من الطائرات الروسية واستهدافها المتكرر للعبارات المائية”.
وتشرف القوات الروسية، وفق عبد الرحمن، مباشرة “على العمليات العسكرية وتشارك في القتال ميدانياً، وتنفذ غارات كثيفة” دعما لقوات النظام. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن “وحدات من الجيش كثفت عملياتها” في الميادين حيث “تقدمت داخل أحياء من الجهة الغربية”. وتدور في هذه الأثناء، وفق المرصد، “معارك طاحنة” بين قوات النظام والتنظيم داخل المدينة، تتزامن مع غارات روسية كثيفة.
ورجح محللون أن يكون التنظيم نقل تدريجياً الجزء الاكبر من قواته وقادته الى مدينتي دير الزور والبوكمال مع خسارته معاقله الأخرى في البلاد.
واستقدم التنظيم خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من العراق، بحسب المرصد، نحو ألف مقاتل معظمهم من جنسيات آسيوية وبينهم قياديون، انتشروا على جبهات عدة في ريف دير الزور الشرقي.
عشرات المدنيين يفرون من الرقة
في سياق اخر، فرّ العشرات من المدنيين اليائسين من جبهات القتال في مدينة الرقة أمس تزامناً مع استئناف التحالف الدولي بقيادة أميركية غاراته العنيفة على أحياء ما زالت تحت سيطرة “داعش”.
وتمكنت قوات سورية الديموقراطية بفضل الدعم الجوي للتحالف، من طرد التنظيم المتطرف من نحو تسعين في المئة من الرقة، أبرز معاقله سابقاً في سوريا. لكن من المرجح بقاء المئات من مقاتليه والمدنيين في وسط المدينة. وتمكن عشرات الأشخاص معظمهم من النساء والأطفال من عبور خط القتال في حي البدو في وسط الرقة، قبل أن تنقلهم قوات سوريا الديموقراطية الى نقاط تابعة لها على الأطراف الغربية للمدينة.
ووصل غالبية الأطفال بلا أحذية وأقدامهم متسخة جراء فرارهم حفاة من منازلهم. وتم فصل الرجال من مختلف الأعمار، ويعاني معظمهم من جروح في الرأس أو الأرجل، الى مكان آخر لاستجوابهم. وأفاد نازحون عدة بمعاودة الغارات والقصف المدفعي ليل الأربعاء بوتيرة عنيفة بعد أيام من الهدوء النسبي.
خلال هذا الأسبوع، أعلن التحالف الدولي أن ممثلين عن مجلس الرقة المدني، الذي يضم وجهاء وممثلي عشائر وناشطين من مدينة الرقة، أجروا “محادثات” لتوفير ممر آمن يسمح بإخراج المدنيين من الأحياء التي ما زالت تحت سيطرة التنظيم المتطرف.
وأكد قياديون ميدانيون من قوات سوريا الديموقراطية أن خطوط القتال شهدت في الأيام الأخيرة هدوءاً نسبياً رغم شن التحالف غارات متفرقة. وأفاد التحالف الدولي الداعم لهجوم هذه القوات على الرقة، أن طائراته لم تشن ضربات جوية في محيط الرقة الاثنين، مقابل ست ضربات الثلاثاء. لكنها في المقابل شنت 24 ضربة حول الرقة الأربعاء الماضي.
هدنة في جنوب دمشق برعاية مصرية
8
المقالة السابقة