عروبة الإخباري – قام وفد من البيت الأدبي للثقافة والفنون برئاسة مؤسسه ومديره القاص أحمد أبو حليوة بالفعالية الاجتماعية الخاصة (زيارة مثقف) للكاتبة فاطمة العزب، وذلك مساء يوم الثلاثاء الموافق التاسع عشر من أيلول لعام 2017 في منزلها الكائن في منطقة الرصيفة التابعة لمحافظة الزرقاء.
حضر اللقاء ثلة من المبدعين والمثقفين والمقربين من فاطمة، من مثل رئيس نادي أسرة القلم الثقافي الأستاذ عماد أبو سلمى وعضو الهيئة الإدارية في النادي الدكتور عادل شاهين، بالإضافة إلى الرئيس السابق لنادي الروّاد الثقافي الفنان ناصر أبو توبة، وكذلك رئيسة جمعية حمام المدينة السيدة رويدا منصور، بالإضافة إلى الأستاذ محمد توبة عضو منتدى الرصيفة للثقافة والفنون، وكذلك السيدة أفكار أبو يونس عضوة جمعية ديار العز الثقافية، وبحضور كلّ من الكاتبة ديمة أبو زيد والناشطة الثقافية سمية حسن وزوجها السيد سليم شندق، وكذلك السيدة فاطمة أسعد، بالإضافة إلى مجموعة من أقارب الكاتبة فاطمة العزب كأخيها أحمد وابن عمها أمجد وأختيها كريمة وكوثر.
تحدّثت الكاتبة فاطمة العزب عن حياتها وعادت إلى أجزاء منوعة من ذكرياتها وقرأت بعض كتاباتها القديمة والجديدة، وكل ذلك بدءاً من مولدها في الرصيفة عام 1962 وعدم إكمالها التعليم رغم اجتهادها وحصولها على شهادة الثالث الإعدادي (المترك)، وذلك بسبب تشدّد والدها الكبير من ناحية العادات والتقاليد في سبعينيات القرن الماضي من حيث موضوع تعليم البنات وخروجهنّ من المنزل، ولذا اضطرت للبقاء في البيت وعدم الخروج منه، لتقضي وقتها بالقراءة والاستماع إلى البرامج الإذاعية الثقافية المختلفة.
ظهرت موهبة الكتابة عندها في المرحلة المدرسية، وقد شجعتها بعض معلماتها على الكتابة، وبعد إنهاء المدرسة أخذت تراسل الصحف والإذاعات عن طريق البريد، حيث كانت ترسل سرّاً نصوصها الأدبية مع أختها كوثر التي تصغرها باثني عشر عاماً، والتي تعتبرها أنها كانت من أسباب نجاحها وسعادتها في الجانب الأدبي، يضاف إلى ذلك دعمها من قبل الباحث والناشط الثقافي المعروف الأستاذ محمد المشايخ (أمين سر رابطة الكتّاب الأردنيين السابق)، حيث كان يزودها بالكتب والمجلات عن طريق البريد، وساعدها أيضاً في دعم موهبتها الأدبية أيضاً من خلال تقديم كتب لها الفنان محمود الزيودي.
نشرت في ثمانينيات القرن الماضي في جريدة صوت الشعب اليومية وفي جريدة أخبار الأسبوع الأسبوعية ومجلة ألوان الشهرية، وتواصلت من خلال كتاباتها مع فرقة القدس المسرحية، التي كان أحد أعضائها الفنان ناصر أبو توبة.
توفيت والدتها آمنة سرحان عام 1991 رحمة الله عليها وتعود أصولها إلى قضاء حيفا في فلسطين المحتلة، ورغم أنّ فاطمة قاربت الثلاثين من عمرها، إلا أنّها أصرتْ على إكمال تعليمها، فحصلت عام 1992 على شهادة الثانوية العامة (التوجيهي)، مكتفية بذلك نتيجة الظروف الاجتماعية والمعيشية الصعبة.
وفي عام 1998 تزوجت من المرحوم أسعد دراز، إلا أنّها لم ترزق بالأطفال، وتوفي والدها أمين العزب (أبو محمد) رحمة الله عليه عام 2005 وهو من قرية عرعرة من قضاء حيفا، وكان قد فرح لاحقاً بموهبتها الكتابية وتردّد اسم ابنته فاطمة في الصحف المحلية، مع المحافظة على موقفه التاريخي بالتشبث بعدم خروج البنات من البيوت عند بلوغهن سنّ الزواج حرصاً وحفاظاً عليهنّ.
التحق بوالدها إلى الرفيق الأعلى زوجها عام 2010 رحمة الله عليه بعض صراع طويل مع مرض السكري.
في عام 2012 أسهم القاص محمد مشة في دخولها الوسط الثقافي من خلال تشجيعها على مزيد من الكتابة والاحتكاك المباشر بعالم الكتابة والكتّاب، فكان نادي الروّاد الثقافي في مخيم حطين وجهتها الأولى، لتذهب بعد ذلك إلى رابطة الكتّاب الأردنيين بفرعها في الزرقاء، ومن ثمّ نادي أسرة القلم الثقافي، الذي كان صالونه الثقافي المنبر الذي وقفت وراءه لتلقي بعض نصوصها الأدبية أمام الحضور لأول مرة، ولتحضر في ذاك العام لأول مرة أيضاً لقاء للبيت الأدبي للثقافة والفنون، مواظبة لفترة طويلة على حضور لقاءاته.
في عام 2013 بدأت تحضر وتشارك في لقاءات وفعاليات كلّ من منتدى الرصيفة للثقافة والفنون برئاسة السيد محمود الصالح، وكذلك صالون الرصيفة الثقافي بإدارة مؤسسه الأستاذ عمر قاسم.
أصيبت عام 2016 بمرض السرطان، وفي عام 2017 سُيطَر على هذا المرض عندها، واستجابت للعلاج بشكل حسن، مُظهرة إرادة قوية وأتفاؤلاً واضحاً في الرغبة بالحياة ومقاومة المرض، وهو ما كان، من خلال قصة هذه الكاتبة الطيبة والإنسانة الرائعة المكافحة والمفعمة بالألم والأمل، التي أشاد الحضور المشاركين في وفد الزيارة بأخلاقها العالية الرفيعة، وتحليها بالهدوء والسكينة والوقار، مع التأكيد على ما فيها من عطف وحنان، وسعي دؤوب لتطوير قدراتها الكتابية، التي تحسّنت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
البيت الأدبي للثقافة والفنون يزور الكاتبة فاطمة العزب
34
المقالة السابقة