عروبة الإخباري – كشف استجواب ضباط من الشرطة، اعتقلتهم السلطات في تايلاند للاشتباه في تورطهم بهروب رئيسة وزراء البلاد السابقة، ينغلاك شيناواترا، تفاصيل رحلة الفرار السرّية التي أنقذت هذه السيدة من المحاكمة.
وذكرت صحيفة ” بانكوك بوست ” نقلا عن مصدر في فريق التحقيق الذي قاد القضية، أن الكولونيل تشايرت أنوريت، الرئيس السابق لقسم شرطة البلدية في بانكوك، اعترف للمحققين أنه رافق رئيسة الوزراء السابقة أثناء رحلتها إلى الحدود الكمبودية.
ووصف الضابط الحكومي، كيف غطّى وأمنّ بسيارة جيب عسكرية مخصصة لمهام الدورية، مرافقة سيارة مرسيدس شيناواترا داخل العاصمة بانكوك أولا ثم نقلها إلى سيارة تويوتا كامري، حيث قاد الكولونيل أنوريت رئيسة الوزراء السابقة وسكرتيرتها، وهما ترتديان أقنعة طبية سوداء، إلى مقاطعة أرانياب راثيت على الحدود مع كمبوديا.
وأضاف، هناك على الحدود، غيرت رئيسة الوزراء السابقة وسكرتيرتها سيارتهما مرة أخرى، بعد أن انتقلتا إلى شاحنة صغيرة، أقلتهما إلى كمبوديا المجاورة.
الرحلة إلى دبي
وقال مسؤولون كبار في حزب رئيسة الوزراء التايلاندية السابقة ينجلوك شيناواترا يوم السبت، إن شيناواترا فرت إلى دبي وذلك بعد يوم من تغيبها عن جلسة محاكمة كانت ستواجه فيها حكمًا ربما وصل إلى السجن عشر سنوات بتهمة التقصير.
وقال مصدر في حزب بويا تاي (من أجل التايلانديين) إن رئيسة الوزراء السابقة غادرت تايلاند الأسبوع الماضي إلى سنغافورة ومنها سافرت جوًا إلى دبي حيث يملك شقيقها رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا منزلًا، ويعيش تاكسين خارج البلاد تجنبًا لحكم بالسجن بتهمة الفساد صدر عليه العام 2008.
وقال عضو كبير في حزب بويا تاي، طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مصرح له بالحديث لوسائل الإعلام، “سمعنا أنها ذهبت إلى كمبوديا ومنها إلى سنغافورة حيث سافرت من هناك جوًا إلى دبي. وصلت بسلام وهي هناك الآن”.
وقال الجنرال سريفار رانجسبراهمانكل نائب مدير جهاز الشرطة إن سجلات الشرطة تخلو من شيء عن خروج ينجلوك (50 عامًا) من البلاد مضيفًا أنهم يتابعون التطورات عن كثب.
وقالت الشرطة إن ما يصل إلى ثلاثة آلاف من أنصار ينجلوك تجمعوا خارج المحكمة في بانكوك ،أمس الجمعة، حيث كان من المقرر أن تمثل أمام جلسة للنطق بالحكم في قضية متهمة فيها بالتقصير فيما يتعلق ببرنامج حكومي لدعم مزارعي الأرز.
لماذا هربت شيناواترا؟
وشيناواترا، هي أول امرأة تشغل منصب رئيس وزراء تايلاند في تاريخ البلاد، واضطرت للفرار بعد توجيه تهمة الإهمال والتواطؤ والتورط في الفساد أثناء تنفيذ برنامج دعم رسمي، حيث بادرت الحكومة التي كانت ترأسها بين عامي 2011 و 2014 لشراء الأرز من المزارعين بأسعار تزيد مرتين تقريبا عن سعر السوق، لإعادة بيعها في الخارج.
وأدى انخفاض الأسعار العالمية للأرز، ومظاهرات المعارضة الضخمة، وشل عمل مجلس الوزراء، والفساد، لإنزال خسائر كبيرة بأموال الميزانية العامة حيث كانت مهددة بعقوبة السجن لمدة 10 سنوات لو أدانتها المحكمة بهذه التهم.
في أواخر شهر أغسطس/ آب الماضي، كانت هئية مختصة من المحكمة العليا في تايلاند لمحاكمة الشخصيات السياسية، تستعد لإعلان حكمها ضد رئيسة الوزراء السابقة التي أطاح بها الجيش في العام 2014 ، لكنها شيناواترا تخلفت عن حضور جلسة النطق بالحكم وغادرت البلاد سرا.
وتم تأجيل إعلان الحكم على رئيسة الوزراء السابقة حتى يوم الأربعاء في 27 سبتمبر/أيلول الجاري، حيث يمكن أن يصدر هذا الحكم غيابيا.
ويعتقد مراقبون محليون أن ضباط الشرطة، الذين وجهت لهم تهم تدبير هروب ينغلوك شيناواترا، يمكن أن يدافعوا عن أنفسهم، بالادعاء أن وقت تنظيمهم وتأمينهم رحلة رئيسة الوزراء السابقة لم يكن هناك أمر قضائي بالقبض لها، حيث أن هذا الأمر صدر فقط في اليوم التالي لتخلفها عن المثول أمام المحكمة.