عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب – لو أن كل أبناء أو أحفاد شخصية وطنية عملت على تخليد عمله بشكل فني أو ثقافي أو إجتماعي كما فعل الدكتور صالح ارشيدات، حيث عمل على إنتاج فيلم وثائقي ناجح عن الراحل والده شفيق ارشيدات لأصبح عندنا مكتبة وطنية وتاريخاً إضافياً أكثر صدقاً و واقعية وقيمة مما هو متوفر ومكتوب ..
تابعنا أمس في جمهور مميز كبير في المركز الثقافي الملكي عرض فيلم وثائقي من إنتاج المبدع محمد الحباشنة وهو ليس الأول عن شخصية أردنية ولكنني أعتقد أن ما رأيناه وسمعناه أمس من شهادات من عرفوا الراحل شفيق ارشيدات عن قرب أو عملوا معه أو زاملوه كان هاماً فقد عكس المتحدثين في الفيلم شخصية وطنية هامة وكبيرة ومؤثرة في تاريخ الأردن ومسيرته ..
لقد أضفى الحضور المتميز أمس أهمية كبيرة وكان لرعاية رئيس الوزراء الأسبق رئيس مجلس الاعيان الحالي السيد فيصل الفايز أهمية خاصة كما جمع بين الراحلين عاكف الفايز وشفيق ارشيدات من علاقات متنوعة ..
مسيرة حياة ارشيدات هي جزء من تاريخ أردني في وقت صعب ومعقد وفي مرحلة إنتقالية تابعت الاستقلال وكانت تشكل فاصلة بين عهدين حيث ما زال التأثير الخارجي على الأردن قوياً في تلك المرحلة نهض العديد من أبناء الأردن المخلصين الوطنيين الذين دعموا الاستقلال وكرسوه ورفضوا المعاهدة الإنجليزية وسايكس بيكو قبلها كما اسقطوا ومن خلال الأردن حلف بغداد وتصدوا للسياسات الإستعمارية وضغطوا باتجاه الإنفتاح على محيطهم العربي وعززوا الصلة به ..
لقد برز دور شفيق ارشيدات في تدعيم العلاقات الأردنية العربية وخاصة مع سوريا ومع مصر الناصرية وفي الدائرة العالمية مع الاتحاد السوفيتي ومع دول في آسيا وأفريقيا .. وكل هذه الأطراف حملت للراحل الود والتقدير وأعطته ما يستحق من مكانة فهو الذي ظل أميناً عاماً لاتحاد المحامين العرب لأربع دورات وهل من مثل تكوينات سياسية وثقافية أسيوية وأفريقية وظل وفياً لحركات التحرير العربية والعالمية وألتزم بالقضية الفلسطينية وأنخرط في الدفاع عنها وحملها هماً وطنياً إلى جانب حمله لهموم وطنه الأردن ..
ظل شفيق ارشيدات يشكل جامعاً مشتركاً مع عديد من الشخصيات الأردنية في الدفاع عن الأردن وحريته وحرية مواطنيه وعن استقلاله ومستقبله وفي سبيل ذلك واجه العنت والقسوة والمطاردة والسجن والابعاد ولكنه ظل وفياً لوطنه ولشعبه إلى يوم وفاته لتظل ذكراه خالدة برسم أن تشاع في الاجيال وأن يجري التثقيف بها ..
وإذا كان من شكر لما رأيناه وسمعناه وتثقفنا به أمس عن هذه الشخصية الوطنية التي نأمل أن يأخذ غيرها مكانة إيضاً في التذكير به عبر مثل هذا الانتاج وعبر المناهج والتعليم والإعلام فإن هذا الشكر للجنة التحضيرية وللقائمين على العمل ولمنتجه ومخرجه وأيضاً للجمهور الذي أثرى بحضوره تاريخ الأردن في تلك المرحلة ..
إحياء سيرة شفيق ارشيدات في فيلم
37
المقالة السابقة