عروبة الإخباري- ندد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من على منصة الامم المتحدة الثلاثاء بالاتفاق “المعيب” الذي أبرمته الدول العظمى مع إيران بشأن برنامجها النووي، في مؤشر جديد على عزمه على إلغاء هذا الاتفاق او اعادة النظر به، متوعدا في الوقت نفسه كوريا الشمالية بـ “التدمير الكامل”.
وقال ترامب في اول خطاب له امام الجمعية العامة للامم المتحدة في يومها الاول “بصراحة، هذا الاتفاق معيب للولايات المتحدة ولا اعتقد انكم رأيتم اسوأ ما فيه”.
واضاف “صدقوني، حان الوقت لأن ينضم الينا العالم بأسره في المطالبة بأن توقف حكومة ايران سعيها خلف الموت والدمار”
من جهة اخرى هاجم ترامب الثلاثاء بشدة كوريا الشمالية من على منصة الامم المتحدة واصفا نظامها بانه “شرير” وتوعد “بتدمير كامل” لهذا البلد في حال هدد نظام بيونغ يانغ الدول المجاورة له.
واعتبر الرئيس الأمريكي في اول خطاب يلقيه امام الجمعية العامة للامم المتحدة التي بدأت اعمالها اليوم، أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون انطلق في “مهمة انتحارية”. وقال ترامب “الولايات المتحدة لديها قوة كبرى وتتحلى بالصبر لكن اذا اضطرت للدفاع عن نفسها او عن حلفائها، فلن يكون امامنا من خيار سوى تدمير كوريا الشمالية بالكامل”.
الوضع “غير مقبول” في ظل “الديكتاتورية الاشتراكية” في فنزويلا
على صعيد آخر ندد ترامب ب”الوضع غير مقبول” في ظل “الديكتاتورية الاشتراكية” في فنزويلا.
وقال ترامب “لا يمكننا البقاء مكتوفي الايدي. بصفتنا دولة جارة وصديق مسؤول يجب ان يكون لدينا هدف” للفنزويليين الا وهو “ان يستعيدوا حريتهم ويعيدوا وضع بلدهم على السكة ويعودوا الى الديموقراطية”، مؤكدا استعداده لاتخاذ “اجراءات جديدة” ضد كراكاس من دون ان يوضح ماهية هذه الاجراءات.
وبالنسبة للعقوبات المفروضة على كوبا قال ترامب “لن نرفع عقوباتنا على كوبا حتى تقوم بإصلاحات هيكيلية” .
“أمريكا أولا”
وخلال الخطاب أكد ترامب على عزمه صياغة السياسة الخارجية وفقا للمصالح الأمريكية.
وقال ترامب:” كرئيس للولايات المتحدة سأضع أمريكا في المقام الأول دائما”، مضيفا أن على الزعماء الآخرين أن يفعلوا نفس الشيء ” فكل قادة الدول المسؤولين يجب عليهم أن يخدموا مواطنيهم”.
وأكد ترامب خلال خطابه مرارا على مبدأ سيادة الدولة.
واعتبر ترامب ان اساس النظام العالمي يجب ان يكون دول “مستقلة” و”قوية” عوضا عن تحالفات متعددة الاطراف.
وأضاف “أمريكا تقوم بأكثر من مجرد الكلام عن القيم المنصوص عليها في ميثاق الامم المتحدة لقد دفع مواطنونا الثمن الاغلى للدفاع عن حريتنا وحرية دول كثيرة ممثلة في هذه القاعة العظيمة”.
غوتيريش يدعو إلى وقف العمليات العسكرية البورمية ضد الروهينغا
طالب الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الثلاثاء في خطابه أمام الجمعية العامة بوقف العمليات العسكرية البورمية ضد اقلية الروهينغا المسلمة في بورما.
وقال “على السلطات البورمية أن توقف العمليات العسكرية وأن تؤمن وصول الوكالات الانسانية بدون قيود” لمساعدة السكان وذلك بعد ساعات على خطاب الزعيمة البورمية أونغ سان سو تشي التي أبدت استعدادها لتنظيم عودة اللاجئين الروهينغا من بنغلادش والذين بلغ عددهم 421 الفا منذ هذا الصيف.
العالم ممزق
من جهة أخرى قال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش في خطابه اليوم إن العالم يواجه مجموعة من التحديات الخطيرة بما فى ذلك تصاعد عدم الأمن وتزايد عدم المساواة وانتشار الصراع والتغير المناخي.
وأضاف ” الاقتصاد العالمي يتكامل بصورة متزايدة، ولكن شعورنا بالمجتمع الدولي ربما في حالة تفكك “.
وأوضح ” المجتمعات ممزقة. الخطاب السياسي مستقطب. الثقة داخل الدول وفبيما بينها يقودها أولئك الذين يشيطنون الآخرين ويبثون الفرقة”.
وقال ” نحن عالم ممزق. نحن في حاجة لأن نكون عالم سلام”.
وجدد تأكيده أن “حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية هو السبيل الوحيد، ولا بد من العمل لتحقيق هذا الهدف بشكل عاجل”.
وأردف قائلا إن “انتهاكات القانون الإنساني الدولي متفشية، ويسود الإفلات من العقاب، والمدنيون يدفعون أبهظ الأثمان، حيث تواجه النساء والفتيات العنف والاضطهاد الممنهج”.
الإرهاب وحقوق الإنسان
وتطرق الأمين العام إلى خطر الإرهاب، مشددا على أنه “لا يوجد شيء يبرر الإرهاب”.
وأشاد بموافقة أعضاء الجمعية العامة على إنشاء مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وأعلن اعتزامه الدعوة، العام المقبل، إلى أول اجتماع لرؤساء وكالات مكافحة الإرهاب في الدول الأعضاء لـ”إقامة شراكة دولية جديدة لمكافحة الإرهاب”.
ومضي قائلا إن “عمليات القمع الصارمة لا تؤدي إلا إلى نتائج عكسية، وإذا كانت انتهاكات حقوق الإنسان والحريات الديمقراطية ضرورية لكسب المعركة، فقد خسرنا المعركة (ضد الإرهاب)”.
التغير المناخي
وذكر الأمين العام بخطر تغير المناخ قائلا إن “الملايين من البشر وتريليونات الأصول يتعرضون للخطر جراء ارتفاع منسوب البحار واضطرابات مناخية أخرى”.
وتابع بقوله إن “عدد الكوارث الطبيعية تضاعف أربع مرات منذ عام 1970، وشهدت الولايات المتحدة- تلتها الصين والهند والفلبين وإندونيسيا، معظم الكوارث منذ 1995 – أكثر من 1600 كارثة، بمعدل كارثة كل خمسة أيام”.
عدم المساواة
وحذر غويتريش من خطر “عدم المساواة، الذي يقويض أسس المجتمع والتوافق الاجتماعي”.
واعتبر أن “المكاسب (التي تحققت في العقدين الأخيرين) لم تكن متساوية، حيث نرى تفاوتات كبيرة في الدخل وفرص الوصول إلى ثمار البحث والابتكار”.
وشدد على أن “ما تزال مناطق وأقاليم ومجتمعات بأكملها بعيدة كل البعد عن موجات التقدم والنمو، وهذا سيكون له ثمن، وهو: الإحباط، والاغتراب، وعدم الاستقرار”.(وكالات)