عروبة الإخباري- ألقت حادثة الاعتداء والتخريب في عدد من مراكز الاقتراع بمنطقة الموقر جنوب عمان بعد عصر أمس بظلال قاتمة على سير عملية الانتخابات البلدية واللامركزية التي جرت بمختلف مناطق المملكة بصورة سلسة “لحد كبير” رغم انخفاض نسبة المشاركة، فيما أشاد مراقبون وراصدون للانتخابات بقرار مجلس مفوضي الهيئة المستقلة بإلغاء الاقتراع في مجلس محلي الموقر والحاتمية وأم بطمة والدائرة الثامنة والعشرين، وإعادة الانتخاب فيها لاحقا.
في وقت لم تسجل فيه خلال عملية الاقتراع في الانتخابات بأغلب الدوائر والمناطق أية حوادث أمنية تذكر، يمكن لها أن تؤثر سلبا على سير العملية الانتخابية، وانحصرت أعمال الشغب أو العنف التي جرت في بعض المناطق خارج مراكز الاقتراع ولم تؤثر على سير ونزاهة العملية الانتخابية.
في لواء الموقر التابع للبادية الوسطى، انفجرت أحداث عنف واعتداء على ثلاثة مراكز اقتراع في الساعات الأخيرة قبيل إغلاق صناديق الاقتراع، بعد أن اقتحم أنصار أحد المرشحين لهذه المراكز، وتم تخريب محتوياتها والاعتداء على أعضاء لجان.
ويعتبر لواء الموقر في البادية الوسطى من البؤر الساخنة انتخابيا، حيث كان شهد اعتداء بارزا على أحد مراكز الاقتراع في الانتخابات النيابية الأخيرة قبل عام، ما دفع المركز الوطني لحقوق الإنسان إلى تسجيل ملاحظات ناقدة شديدة للحصيلة النهائية للعملية الانتخابية.
ووفق شهود عيان، فإن أنصار أحد المرشحين في لواء الموقر “اقتحموا ثلاثة مراكز اقتراع في مدرسة ذكور وأخرى للإناث، بالإضافة إلى مركز الملكة رانيا لتكنولوجيا المعلومات، حيث قاموا بداية بالاعتداء على صناديق الاقتراع، ومن ثم احتجاز رئيس اللجنة الانتخابية، ما دعا عددا من المراقبين التابعين للتحالف المدني لمراقبة أداء المجالس المنتخبة “راصد” للانسحاب، بعد أن أصبح الوضع متوترا”.
وأكدت معلومات أن “قوات الأمن تدخلت لإعادة الهدوء، خاصة بعد أن قام أنصار ذلك المرشح بإطلاق العيارات النارية في الهواء أمام مراكز الاقتراع”.
وأظهرت صور فوتغرافية وتسجيلات فيديو لمركز الاقتراع في مركز الملكة رانيا بالموقر تخريبا واسعا لصناديق الاقتراع وأوراقه وأثاث المركز، فيما حشدت الأجهزة الأمنية وقوات الدرك قوات كبيرة في المنطقة وفرضت طوقا أمنيا حول مراكز الاقتراع، بعد تسجيل تلك الحادثة، التي استدعت من مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب عقد اجتماع طارئ لبحث المشكلة ومصير العملية الانتخابية في تلك المنطقة، قبل أن يخرج بقرار إلغاء العملية الانتخابية في تلك المنطقة وإعادة الانتخابات لاحقا. وفي عمان، حدثت حالات شغب محدودة بين أنصار بعض المرشحين، ففي الساعات الأولى أمس وقعت في منطقة الأشرفية حالات شغب من قبل نحو 100 شخص من أنصار احد المرشحين، وذلك بسبب ادعائهم أن “نصير أحد المرشحين يقوم بشراء أصوات”، ما دفع هؤلاء لإشعال النيران في مجموعة من الإطارات وإلقائها في الشارع العام.
وبينت مصادر مطلعة لـ”الغد” أن رجال الأمن العام “أطلقوا القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتجمهرين”، مشيرة إلى أن هذه الحادثة “لم تشكل تأثيرا على العملية الانتخابية”.
وفي فترة ما بعد الظهر، شهدت منطقة حي نزال أحداثا أمنية دعت قوات الأمن للتدخل لمنع اتساع رقعتها، وذلك بعد أن شهد أحد مراكز الاقتراع ملاسنة بين اثنين من المرشحين على عضوية مجلس أمانة عمان، لكن تدخل رجال الأمن حال دون تفاقم الأمور.
وشهدت ذات المنطقة تحطيم مركبة للنائب السابق موسى الوحش، بينما كان الأخير يدلي بصوته في مركز الاقتراع، حيث حضرت قوات الأمن الى مكان الحادث.
إلى ذلك تعاملت أجهزة الأمن في محافظة الكرك مع مشاجرة عشائرية أمام إحدى المدارس، بسبب نزاع بين مرشحين اثنين، كما أحيل في مدينة العقبة أحد الأشخاص إلى المدعي العام المختص عندما ضبط وهو يصور ورقة الاقتراع خاصته.
كما أحيل ناخب آخر في منطقة الشونة الشمالية إلى المدعي العام ايضا، بسبب قيامه بتمزيق ورقة الاقتراع خاصته.
وتفاديا لأي أعمال شغب، شهدت مداخل مخيم الطالبية في لواء الجيزة لحظة إغلاق صناديق الاقتراع تعزيزات أمنية من قبل قوات الدرك. يشار الى أن الهيئة المستقلة للانتخاب كانت أعلنت مسبقا أن أكثر من 20 ألف رجل أمن ودركي شاركوا في العملية الأمنية المرافقة للعملية الانتخابية.(الغد)