عروبة الإخباري – حلق “النسر الأزرق” فريق الفيصلي كما يحلو لعشاقه تسميته- بلقب كأس الكؤوس في سماء الجزيرة، وطبع قبلته الـ16 على اللقب، وعاد يعانقه بعد غياب عام، وذلك عندما فاز على الجزيرة بنتيجة بنتيجة 2-1، في المباراة التي جمعت الفريقين أمس على ستاد عمان الدولي بمدينة الحسين للشباب، بحضور أمين عام اللجنة الأولمبية ناصر المجالي، ورئيس لجنة أمانة عمان د.وسف الشواربة، وممثل مجموعة المناصير-راعي بطولات اندية المحترفين- ياسر العبداللات، المدير العام لقوات الدرك اللواء الركن حسين الحواتمة، نائب سمو رئيس الهيئة التنفيذية لاتحاد الكرة مصطفى الطباع، وعدد من اعضاء مجلس ادارة الإتحاد، وأعضاء ادارة الناديين.
وعقب المباراة، سلم ممثل مجموعة المناصير ياسر العبداللات، ونائب رئيس الهيئة التنفيذية مصطفى الطباع، كأس الكؤوس الى قائد فريق الفيصلي بهاء عبدالرحمن، بعد تقليد لاعبي الفيصلي الميداليات الذهبية ولاعبي الجزيرة الوصيف الميداليات الفضية، بحضور عضو الهيئة التنفيذية للاتحاد لؤي عميش، والأمين العام سيزار سوبر، ونائب رئيس الفيصلي بكر العدوان وامين سره ورئيس نادي الجزيرة محمد المحارمة وسط اجواء كرنفالية اعدها اتحاد الكرة، وحضور جماهيري كبير ملأ المدرجات، وتميز باللون الأزرق واطلق العديد من الأهازيج والاغاني الوطنية وأخرى تغنت بالفيصلي ابتهاجا باللقب.
وشهد اللقاء بعض الأجواء المشحونة، حيث تعرض لاعب الجزيرة فراس شلباية لوابل من “الشتائم” من قبل بعض جماهير الفيصلي، على اعتبار أنه تسبب في طرد المدير الفني للفريق نيبوشا، ولعب قائدا الفريقين دورا مؤثرا في فض حالة اشتباك كادت أن تحدث بين لاعبي الفريقين.
ومنحت جائزة أفضل لاعب في المباراة، مناصفة بين لاعب الفيصلي خليل بني عطية، ولاعب الجزيرة أحمد العيساوي.
الفيصلي 2 الجزيرة 1
لجأ لاعبو الفريقين الى تحركات ذكية، ودوران للكرة باتجاه مرميي معتز ياسين وأحمد عبد الستار، وأن بدت الثقة واضحة على العاب “ابناء محروس” مع اطلاق صافرة البداية، رغم التشكيل الجديد الذي ظهر فيه “الشياطين الحمر”، وطفى الحذر على سطح “الأوراق الحمراء” حين تلونت بالوجه الدفاعي بين مهند خير الله ونور الدين الروابدة في ستار دفاعي اولي، يزيد على ترسانة زيد جابر، يزن العرب، فراس شلباية وفادي الناطور أمام عبد الستار، ثم يتحرك بخطوات مدروسة الروابدة الى جانب مبيضين، العيساوي وطنوس، والمطالبين بتوفير الغطاء الهجومي لتحركات سمير الوحيد في المقدمة الهجومية.
“سراب” كان المعنى الحقيقي لتدوير الكرة بأقدام لاعبي الشياطين الحمر بدون خطورة فعليه على مرمى معتز ياسين، او قدرة على احداث الثغرات في السد الدفاعي المنيع للفيصلي بوجود الزواهرة، الرواشدة، عدي زهران ودلدوم، ليأتي الرد الفيصلاوي بخطوات مرعبة، قادتها خبرة البناء لبهاء عبد الرحمن وأذرعه الهجومية الفاعلة بني عطية والرواشدة، والأخير كان الانشط والأخطر وسط تفاهم مع مكملي الخط الهجومي دومنيك ولوكاس والزوي، ليبىقى الخطر يداهم مرمى عبد الستار الذي أبعدت دفاعاته، تسديدة دلدوم القوية من داخل الصندوق على حساب ركنية.
التناغم والانسجام كان العنوان الأبرز لبناء الفيصلي، وميزته الجمل الفنية ولمحات الرواشدة، دومنيك والزوي ولوكاس، حيث وضع الرواشدة كرة عرضية غمزها دومنيك بجوار المرمى، وعاد وأطرب الجماهير برفقة لوكاس بلمحة فنية بديعة، سددها الرواشدة “كرباجا” ردها احمد عبد الستار بقبضة يده، وكاد يوسف ان يضع الفيصلي بالمقدمة عندما طار وراء عرضية الزواهرة، الا ان كرته مرت بجوار مرمى عبد الستار، وطل الزوي بإحدى لمحاته، عندما سدد كرة مباغتة زاحفة حادت عن الأخشاب الثلاث لمرمى عبد الستار، فيما جاء الرد الجزراوي بهجمة سريعة مرتدة، وصلت معه الكرة طويلة صوب العيساوي الذي توغل من الميمنة، وعكس كرة خطيرة كانت يد ياسين تردها قبل وصولها سمير، واخرى لنفس اللاعب الذي تحرك الى الميمنة، ولم يحسن المدافع الناطور متابعتها امام فوهة مرمى معتز ياسين.
الدقائق العشرة الاخيرة من الشوط الأول، شهدت عودة للجزيرة الى المناورة عندما كسب ثابتة، برع سمير والعيساوي في ترتيبها، وسددها طنوس قوية تعملق ياسين في تحويلها الى ركنية، الا ان الرياح جرت بعكس ما تشتهي السفن الحمراء، عندما عكس زهران عرضية، اخطا عبد الستار بالتقاطها، لتأخذ يد الناطور احتسبها الحكم ركلة جزاء، نفذها لوكاس على يمين عبد الستار معلنا تقدم الفيصلي عند الدقيقة 42، ومر لوكاس بالهدف نحو نهاية الشوط الأول بتقدم الفيصلي بنتيجة 1-0.
تعديل متأخر
عادت “الأقدام الزرقاء” تركل الكرة بقوة دفع الأفضلية في الحصة الثانية، وأحسن لاعبو الفيصلي الإنتشار فوق المستطيل الأخضر، وما هي دقاق حتى شاركه الجزيرة الحوار الكروي، وسط تحركات جريئة للعيساوي وسمير ونورالدين الروابدة، وكاد أبو عرب ان يعدل النتيجة، عندما طار وراء عرضية العيساوي وأرسلها رأسية متقنة، الا ان كرته حادت عن مرمى ياسين بقليل.
حوار نيبوشا – محروس لم يتوقف، وفسرته تعليمات كليهما الى لاعبيهما في الملعب، وكانت اولى طروحات محروس بورقة السوري عدي جفال بدلا من الروابدة، بهدف تنشيط المنظومة الهجومية، والأخير كان يختبر ياسين بتسديدة بعيدة، الا أن كرته علت المرمى بكثير، الا ان الرد “الفيصلاوي” لم يتأخر، عبر نقلات سريعة وقع عليها بهاء وبني عطية، الزوي والرواشدة الذي وضع كرة عرضية بالمقاس على رأس لوكاس، الا أن عبد الستار ابعدها بحضور تام على حساب ركنية.
وبقيت الأطراف مصدر رزق للفيصلي، الرواشدة الذي تحرك بفاعلية بين الطرفين وسط اسناد دلدوم وزهران، والاخير وضع كرة ولا اجمل، تابعها لوكاس برأسه مرت بجوار مرمى عبد الستار، ورد جفال برأسية مماثلة اثر عرضية شلباية الا ان ياسين اوقفها ببراعة، وعرضية ماكرة نفذها مبيضين لم تجد من يتابعها امام المرمى، ليرد نيبوشا بفكره “المضاد” لرغبة نحروس، بإشراك العلاونة بدلا من الزوي، ورد محروس بورقة الحموي بدلا من العيساوي.
وارتفع رتم المباراة في الدقائق الأخيرة وسط سباق مع الوقت من قبل الجزيرة، الذي فوت الحموي فرصة التعديل عندما وصلته عرضية جفال وأودعها بجوار المرمى، وقبله كانت الركنيات تتوالى على مرمى عبد الستار، وطار بني عطية وراء واحدة منها بلعبة خلفية، وكان بعده يستقبل الفيصلي هدفا في الدقائق الأخيرة، عندما وضعت كرة مبيضين شادي الحموي في مواجهة ياسين، وسدد كرة قوية ردها حارس المرمى واصطمت بقدم المدافع ياسر الرواشدة وتابعت طريقها الى مرمى ياسين معلنا التعادل عند د.87 وسط ذهول جمهير الفيصلي الغفيرة وفرحت جماهير الجزيرة التي علا صوتها رغم قلتها، وبعدها ظهر مفعول الشياطين الحمر في دقائق مجنونة، عندما نفذ سمير كرة ثابتة، عكسها جفال برأسه، وحاول معها مبيضين بلعبة خلفية ارتدت من الدفاع، وسددها الحموي مجددا الا ان الدفاع الفيصلاوي استبسل في ابعاد الكرة من فوهة مرمى ياسين، وبعدها كان القائم الأيسر يرد رأسية أحمد سمير اثر عرضية مبيضين، ليطلب نيبوشا تثبيت ارتكازه بمضامين دفاعية، حينما اشرك مهدي علامة بدلا من دومنيك، ومرت الدقائق بدون تغير حتى احتكم الطرفان للوقت الإضافي بعد التعادل 1-1.
حسم “فيصلاوي”
المباغتة حاضرة في نوايا الفريقين منذ بداية الوقت الإضافي بالحصة الأولى منه، وكادت قدم سمير ان تلدغ مرمى ياسين اثر تدخله في ابعاد الكرة الطويلة من الحموي، الا تسديدة سمير جاءت ضعيفة تحت سيطرة ياسين، وبعدها كان نيبوشا يجدد حيوية هجومة بإشراك احمد سريوة بدلا من الراشدة، وبقيت المفاجأة التي كشف منها محروس متأخرا بورقتي الحموي وجفال، تؤتي مفعولها بحصار جديد لمرمى الفيصلي احتاج الى دقة اللمسة الأخيرة، رغم بقاء الأفضلية في عهدته طوال الحصة الإضافية الأولى التي رد فيها القائم الأيسر ثابتة عدي جفال مرة اخرى.
الحصة الثانية شهدت امتداد الجزيرة نحو المواقع الهجومية، وهدوء فيصلاي احتفظ فيه بحق الرد، وهو ما حدث عند الدقيقة 111، عندما لوكاس ركة علامة بين قلبي دفاع الجزيرة، وتوغل صوب المرمى وسدد كرة قوية ملأت شباك احمد عبد الستار، ليطرح بعدها ورقته الهجومية بإشراك عبد الله العطار بدلا من محمد طنوس، وبعدها كان التلاسن يظهر بين نيبوشا وشلباية، اضطر معه حكم عبد المباراة الى طرد نيبوشا خارج الملعب، وامتد الفيصلي بجرأة الى ملعب الجزيرة لزيادة الغلة، محاولا الاستفادة من النقص العددي الجزراوي بطرد فادي الناطور، الا ان الدقائق مرت بسرعة نحو النهاية معلنة فوز الفيصلي بنتيجة 2-1 وأهدته لقب كأس الكؤوس للمرة 16 في تاريخه.
الفيصلي يحلق بكأس الكؤوس بفوزه على الجزيرة
11
المقالة السابقة