1 – متلازمة ثقافة العيب
“سأتوقف عند جزئية “ثقافة العيب” التي عندما يشير مسؤول بأصبعه إليها “بيركبني مية عفريت”؛ فهي برأيي تعني “زبّطنا حالنا وولادنا، وانتوا دبروا حالكم”.
مسؤولون يتحدثون عن “ثقافة العيب” وهم مهووسون بالألقاب والمسميات الوظيفية وبالامتيازات وبالسلم والهرم الاجتماعي، ويستعرضون كل أشكال الترف في بدلاتهم وكرافاتهم وسياراتهم وأثاث مكاتبهم ومنازلهم وساعة اليد والموبايل، وبعضهم يطرز الأحرف الأولى من اسمه على قميصه (؟؟؟). ويجدون صعوبة في الاختلاط بالناس العاديين ولا يقتربون منهم إلا لدواعي “العلاقات العامة”. ويريدون جوازا ديبلوماسيا مدى الحياة. ولا يقبلون أن يتعلم أبناؤهم في جامعاتنا المحلية. ويتعالجون في المستشفيات الخاصة. الخ. لم تكن مظاهر الترف عند المسؤولين كما هي اليوم.
انظر إلى ملابس ميركل المتواضعة أو حتى بيل غيتس. انظر إلى الوزراء في الدول الاسكندنافية الذين يتنقل بعضهم بدراجة هوائية ويحمل بعضهم معه ساندويشة أعدها في المنزل إلى الوزارة. انظر إلى المسؤولين في بريطانيا الذين يرسلون أبناءهم إلى المدارس الحكومية. والأمثلة كثيرة.
المسؤولون عندنا هم الذين يعانون من متلازمة “ثقافة العيب”.
تعليق بسمة الهندي على مقالة “ما لم يخبركم به الرئيس”، على موقع الغد الالكتروني.
2 – المسؤول.. المواطن
تداول ناشطون، ومنهم أردنيون، صوراً لرئيس فرنسا السابق فرانسوا هولاند، وهو يرتدي جينزاً وتيشيرتاً أبيض، ويحمل مشتريات للمنزل، ومن بينها “أوراق مرحاض”، تحت عنوان “المهنة رئيس فرنسا قبل 6 أشهر”، لكن موقعاً إعلامياً تتبّع تاريخ الصورة ليكشف أنّها التقطت له قبل ثلاثة أعوام، أي وهو على سدّة الحكم، اقتنصها مصور مجلة لرئيس دولة يقوم بنشاطات غير اعتيادية، من دون “عقد” نفسية وسياسية.
للأمانة لا نستطيع التعميم، وإن كان ما ذكرته بسمة الهندي آنفاً صحيحاً بصورة عامة ومجملة، عن مشكلة المسؤولين الأردنيين والفجوة بينهم وبين المواطنين.
بيت القصيد يتجاوز ذلك، إذ نتحدث هنا عن طبقة المسؤولين عموماً في الدولة، وعن السلوك العام، أي مسؤولون يعيشون بين الناس، يفهمون معاناتهم ومشكلاتهم، مسؤولون يدرس أبناؤهم في مدارس حكومية، يذهبون إلى المستشفيات الخاصة، يتنقلون بوسائل النقل العام، مسؤول يعرف تماماً أنّه مواطن، في موقع لخدمة المواطنين الآخرين!
3 – رئيس وزراء مشتبه به!
يدور جدل كبير في إسرائيل اليوم عن اتهامات بالفساد والرشاوى والتحايل على القانون بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتمّ التحقيق مع أفراد عائلته من قبل الشرطة في طور إعداد ملف قضائي محتمل مرتبط بهذه القضايا، فيما بدأت أصوات ترتفع في إسرائيل تطالبه بالاستقالة.
والحالة هذه متكررة، قرأنا عنها في كوريا الجنوبية، مؤخراً، لقضايا متعلقة بالفساد، وقبل ثلاثة أعوام، عندما استقال رئيس الوزراء الكوري شونغ هونغ، بسبب فشله في إنقاذ أناس على متن عبارة في البحر، وغرقوا.
وفي البرازيل، وغيرها من دول أخرى، تجد فيها متلازمة المسؤولية والمحاسبة، وتتمتع فيها الأجهزة والمؤسسات باستقلالية حقيقية، وهذا هو جوهر الديمقراطية، فهي ليست انتخابات فقط، بل توزيع السلطات والصلاحيات، والتوازن فيما بينها، والاستقلالية لمؤسسات الدولة ما يمكّنها من القيام بعملها، وهي عملية تراكمية، لكنّها تبدأ من مفهوم أنّ المسؤول موظف عام، وليس شخصاً أعلى من العامة، وأنّ القانون والأنظمة فوق الجميع، وأنّ المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات!