عروبة الإخباري- فيما تجتمع في عمان رموز من عشائر البادية السورية، بمشاركة قيادات من جيش أحرار العشائر، الذي ينتمي معظم أفراده لها، ويتمركز في نقاط عسكرية حدودية مع المملكة وبمحيط مخيم الركبان، تسود حالة من السخط لدى مسؤولين في الجيش السوري الحر، إزاء تصرفات عسكرية لهذا الفصيل، ووقفه للتنسيق معهم ميدانيا في المعارك الجارية حاليا في البادية السورية.
وتجري الاجتماعات التي تستمر على مدى ثلاثة أيام في عمان وسط تكتم شديد، بحسب ما سرب مصدر عشائري سوري مشارك بالاجتماعات لـ”الغد”، والذي أكد مشاركة ممثلين من الجيش الأميركي فيها.
وقال المصدر ذاته إن الاجتماعات تبحث قضايا أمن المخيم ووضع اللاجئين فيه، من حيث توفير خدمات الغذاء والصحة والمياه لهم، بالإضافة إلى عمل المجلس المحلي في المخيم وسبل دعمه، كي يقوم بمهامه الإنسانية في كافة مجالات الحياة قدر المستطاع.
بيد أن فصائل في الجيش الحر وخاصة في البادية، والتي نفت مشاركتها أو علمها بهذا الاجتماعات، رجحت أن تكون هذه الاجتماعات مرتبطة بانسحاب مقاتلي هذا الفصيل (أحرار العشائر) من مراكز عسكرية في ريف السويداء الشرقي، وتسليمها للجيش السوري دون قتال، ودون التنسيق مع فصائل الجيش السوري الحر التي تقاتل في البادية، ما تسبب بحالة من السخط عليه من قبل هذه الفصائل.
وهو ما عبر عنه المسؤول الإعلامي في مكتب إعلام قوات الشهيد أحمد العبدو، سعيد سيف من أن انسحاب جيش أحرار العشائر جاء دون تنسيق معنا، مما أربك فصائل الجيش الحر التي تقاتل في البادية، معتقدا أن اجتماعات عمان لها علاقة بهذا الانسحاب.
وأكد سيف لـ”الغد” بأن “جيش العشائر انسحب من هذه المناطق دون أي إنذار أو بلاغ ليتقدم النظام ويسيطر عليها“.
وقال سيف إن النظام ادعى أنه حرر هذه المناطق في الوعر الغربي بريف السويداء الشرقي التي انسحب منها “العشائر” من تنظيم “داعش” الارهابي”، نافيا “وجود أي من قوات داعش في المنطقة منذ أكثر من 6 أشهر“.
وأكد أن “وسائل إعلام تابعة للنظام تحاول ترويج ذلك بهدف تشبيه فصائل المعارضة التابعة للجيش الحر والتي تقاتل في البادية بـ”الدواعش”، وتسجيل نصر من ورق لرفع معنويات جنود النظام والمليشيات المذهبية المسلحة الموالية له“.
فيما أكد أن الناطق باسم جيش اسود الشرقية التابع للجيش الحر سعد الحاج لـ”الغد”، بأن “قوات أحرار العشائر انسحبت من أربع نقاط بريف السويداء الشرقي وسلمتها لمليشيات النظام”، موضحا ان “جيش العشائر انسحب بعتاده“.
وبين أن “المناطق التي انسحب منها جيش العشائر هي تل أسدي وتل جارين وتل الرياحين وبئر الصابوني، بمساحة تقدر بـ 100 كم على الحدود مع الأردن، فيما سيطرت عليها قوات النظام والمليشيات الموالية له“.
بيد أن الحاج أكد بأن قوات جيش اسود الشرقية والشهيد احمد العبدو استعادت السيطرة على أغلبها وثبتت كوادر لها في هذه المناطق، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية مستمرة باتجاه بئر الصوت بالريف الجنوبي الشرقي للسويداء.
ويأتي هذا التقدم بعد أيام من سيطرة قوات النظام على تل الحربية والمخفر 30 بريف السويداء الشرقي أيضاً.
يشار إلى أن خمسة فصائل تابعة للجيش الحر تقاتل في البادية وهي جيش اسود الشرقية وقوات الشهيد احمد العبدو ولواء شهداء القريتين، بالاضافة الى جيش المغاوير وجيش أحرار العشائر.
ورغم تبعية هذه الفصائل للجيش الحر إلا أنها تختلف في عدوها المسموح لها بمقاتلته ومصادر دعمها، فجيش أسود الشرقية وقوات الشهيد احمد العبدو تتلقى دعما من غرفة الموك في عمان أو من وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون وتقاتل الجيش السوري والمليشيات المذهبية التابعة له، فيما يسمح لجيش المغاوير وأحرار العشائر قتال تنظيم “داعش” ويتلقى الدعم من قوات التحالف، في حين أعلن لواء شهداء اليرموك الشهر الماضي انفصاله عن التحالف لمنعه من قتال الجيش السوري ومليشياته، بحسب ما أعلن في بيان اصدره بهذا الخصوص.(الغد)