عروبة الإخباري – قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إن مدينة القدس هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين ولا شيء غير ذلك، مؤكدا سيادته أن القيادة الفلسطينية لبت نداء المقدسيين وستبقى كذلك، مشيدا بحكمة المقدسيين وإرادتهم وشجاعتهم وصمودهم.
وأضاف الرئيس في كلمة ألقاها أمام المئات من أبناء القدس الذين حضروا إلى مقر الرئاسة برام الله، تحت شعار، “القدس تنتصر”، بحضور رئيس الوزراء رامي الحمد الله وأعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح ومجلسها الثوري وقادة الأجهزة الأمنية، ورجال دين مسلمين ومسيحيين، علينا الحفاظ على النصر الذي تحقق في القدس من أجل نصر آخر وخطوة أخرى.
وأكد سيادته أننا جميعا مرابطون في القدس والأقصى وفي أرض الرباط، وأن الخطأ الذي ارتكبناه عام 1948 لن يتكرر، وأن القيادة الفلسطينية مستمرة في تنفيذ جميع القرارات التي اتخذتها خلال معركة القدس.
وحول ملف المصالحة الوطنية قال الرئيس، سنستمر في وقف تحويل المخصصات المالية لقطاع غزة تدريجيا ما لم تلتزم حركة حماس باستحقاقات المصالحة، مشيرا سيادته إلى وجود جهات تسعى لإدامة انفصال قطاع غزة حتى لا تقوم دولة فلسطينية.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس:
تحية وإكبار وتقدير للقدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وتحية لكل أهل القدس رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا، تحية لكل أطياف أهل القدس مسحيين ومسلمين، وتحية للوحدة الوطنية التي تألقت في أبهى صورها في الأيام الأخيرة بالقدس، لتعلم الجميع درسا في الوحدة الوطنية، تحية لكل شهداء القدس الذين سقطوا في سبيل الله والأقصى والكنيسة، تحية للجرحى ونتمنى لهم الشفاء، وتحية للأسرى.
تحية لروح الأخ المناضل فيصل الحسيني وتحية للشهيد الكبير، شهيد القسطل عبد القادر الحسيني، وتحية خالصة لروح مفتي فلسطين الأكبر حامي حمى عروبتها محمد أمين الحسيني، الذي لا يمكن أن ننسى أفضاله ونضاله وتاريخه، فهو الذي قضى عمره دفاعا عن فلسطين فسمي مفتي فلسطين الأكبر وحامي حمى عروبتها.
تحية لكم جميعا أيها الأخوة القادمين من القدس، وأقول لكم صدق سيادة الارشمندريت عبد الله بلو عندما قال: طلبنا منك، طلبنا من القيادة والقيادة لبت، نعم هكذا حصل، بمعنى عندما اشتدت الأمور جاءت وجوه القدس إلينا وقلنا لهم ما هو موقفكم؟ قالوا: العودة إلى 14 تموز فقلنا نحن معكم ونقف معكم ونؤيدكم ونؤيد نضالكم ونحترم هذا الإصرار وهذا التصميم وهذه الشجاعة وهذه الحكمة وهذا الصبر الذي جعلكم تصلون على قارعة الطريق، أو ندخل المسجد كما نريد بكرامتنا، ودخلتم، إذا نحن كلنا معكم ونحن أيدنا موقفكم، ونحن لم نخذلكم ولن نخذلكم، وسنقف دائما معكم، لأن هذه الوقفة التي وقفتها القدس بكل أطيافها، وبكل شيوخها ورجالها ونسائها ورجال دينها لا يمكن أن تنسى، ولذلك احترمت من قبل كل العالم، من إخوانكم أولا في الضفة الغربية والـ48 والمخيمات وفي الخارج وفي الدول العربية، نعم لا ننكر، احترمت هذه الوقفة من قبل الدول العربية الشقيقة وأولها الأردن شريكنا في العمل، نعم لأن الإنسان الذي يقف وقفة رجل يحترمه الرجال وأنتم وقفتم هذه الوقفة وأنتم أثبتم أنكم قادرون على الوصول إلى ما تريدون بالإرادة والحكمة والصمود، ومهم جدا الإرادة والحكمة والشجاعة ولا ننجر إلى ساحتهم ولا ننجر إلى مربعهم، ولا ننجر إلى ما يريدون، نحن نفعل ما نريد وما نؤمن به، وهذا كان دأبكم ولذلك كل التحية والتقدير لكم يا أهل القدس، الآن أنتم علمتمونا درسا، وأقول لكم علمتمونا درسا، نحن قيادتكم صحيح لكن تعلمنا منكم، لو لم تكونوا شجعانا ولو لم تكونوا حكماء ولو لم تكونوا رجالا أوفياء لوطنكم ولبلدكم ولمسجدكم ولكنيستكم لما وقف معكم أحد، الآن كل العالم معكم وكل الأمة معكم، وسنسير على هذا الخط، كما قال أخي محمود العالول: هي معركة ونحن في أول الطريق وطريقنا طويل ولا نخدع أحدا بأن نقول المعركة طويلة، ونحن جاهزون، ولا ينقصنا شيء، رجال ونساء وأطفال وشباب والكل جاهز، إننا معكم، ولو لم تكونوا هكذا ما كنا نحن هكذا.
لن نخاف بعد اليوم، وهذه المعركة التي حصلت معركة شرسة ومعركة قوية، ومعركة كان يمكن أن نخسرها في غمضة عين، لولا إرادة الله أولا ومن ثم لولاكم وما فعلتم ولولا صمودكم، وأذكر الاجتماعات التي عقدناها للقيادة الفلسطينية كان يحضر إخوتنا ممثلو القدس، ونحن نقول لهم ماذا لديكم؟ فيقولون هذا ما لدينا، فكل القيادة لا تعقب إلا بكلمة واحدة وهي نحن معكم، وهذا الذي جعلنا نحقق هذا النصر ولذلك علينا أن نشد النواجذ عليه وأن نحافظ عليه وأن لا يفلت من بين أسناننا وأيدينا من أجل نصر آخر ومن أجل خطوة أخرى، فالخطوات طويلة وصعبة ومريرة، فنحن منذ 52 سنة تحت الاحتلال و70 سنة في التشرد، لكن مع ذلك لم نيأس ولن يهدأ لنا بال، وما زالت إرادتنا كما كانت في أولها، المهم أن نستمر في هذا وألا يقولوا لنا ضاعت القضية، هنا باقون ولن نخرج من هذا البلد، والخطأ الذي ارتكبناه عام 1948 لن يتكرر، وشعارنا الآية الكريمة “اصبروا وصابروا ورابطوا”، ونحن المرابطون.
كلنا مرابطون، وكل تحية للمرابطين والمرابطات الصامدين الصابرين والصامدات الصابرات، كلكم كنتم على قلب رجل واحد، وكلكم فعلتم ما يجب أن يفعل، وقمتم بما يجب أن يقام به، لذلك كل الشعب الفلسطيني والأمة العربية والعالم يحيونكم، ويقولون: نعم الشعب الفلسطيني صمد وصبر ونال، ولكن عليك أن تستمر، فإذا توقفت لحظة واحدة خسرت، وإذا قمت بالعمل في غير وقته خسرت أيضا، وما حصل في القدس جاء في وقته وتوابعه من قرارات جاءت في وقتها، فمن استعجل الأمر قبل أوانه عوقب بحرمانه، فأصيب الكل بذهول، فقلنا عملنا ما يجب أن نعمله، ونحن لا نهرج، فجاء الأمر في وقته، وكل القرارات التي ذكرت بمناسبة القدس من العودة إلى ما قبل 14 تموز، جاءت في وقتها، وهذه القرارات مستمرون بها وصامدون عليها، ولكن الأهم من كل هذا وأكرر مرة أخرى باقون هنا، رغم الاستيطان وهدم المنازل والاعتداءات والأسر.
القضية بأيديكم، ونحن هنا باقون، ولن نسكت لهم، وإنما باستخدام العقل والحكمة، والعمل الصحيح في الوقت الصحيح تصل إلى الهدف الصحيح.
وفي هذه المناسبة، وجهنا نداء أسميناه نداء القدس من أجل أن يستغل من يريد أن يستغل، أو من يحب أن يستغل، الظرف المناسب للوحدة الوطنية، وحتى أضعكم في الصورة نحن منذ الانقلاب الأسود ونحن هدفنا الأول والأخير الحصول على المصالحة الوطنية الفلسطينية، ونريد الوصول للوحدة الوطنية بالطرق السلمية وهي الاحتكام للشعب، وعقدنا مئات الاجتماعات وبينها عشرات الاتفاقات للوصول للوحدة الوطنية، إلى أن قامت حماس منذ 3 أو 4 أشهر وسارت في طريق آخر بدل الوحدة الوطنية بتشكيلها حكومة جديدة، رغم وجود حكومة عملناها نحن وإياهم في 2014، ما يعني تشريع وتكريس الانقسام والانفصال، فقلنا هذه الحكومة (اللجنة الإدارية) تُلغى، والحكومة التي شكلت بيننا وبينكم، واتفقنا معكم على اسم كل وزير، تذهب لتمارس عملها حسب الاتفاق، ونذهب للاحتكام للشعب في الانتخابات التشريعية والرئاسية، وأمهلناهم أسبوعا، فطلبوا بعدها الجواب منا ! فلذلك وجهنا نداء القدس والأقصى بأنه آن الأوان للوحدة الوطنية.
نحن منذ ما قبل الانقلاب ونحن ندفع مليار ونصف مليار دولار سنويا (50% من الميزانية) لقطاع غزة، وهذا ليس منة على أحد وهو واجبنا، واستمرينا في ذلك من أجل الوحدة الوطنية، وعندما شكلوا هذه الحكومة قلت إنني سأوقف هذه المبالغ تدريجيا، خطوة بخطوة، وهناك من دول العالم من تكلم معنا لماذا نفعل ذلك؟، فقلنا إن هناك سببا ونتيجة، السبب هو الحكومة والنتيجة هي القطع، فعندما يلغون الحكومة سيلغى القطع.
مبادرة القدس ما زلنا متمسكون بها ولكن نريد جوابا، وهناك الكثير حريصون على الانقلاب ولا يريدون دولة فلسطينية موحدة ولذلك هم مصممون على أن يبقى الوضع كما هو عليه، لأننا لا نقبل أن تكون هناك دولة فلسطينية دون غزة ولا دولة فلسطينية في غزة، إذا الحل (من وجهة نظرهم) أن يبقى الحال كما هو عليه، وبالتالي هذا هو المطلوب، فتذكرت الشرق الأوسط الجديد وما يسمى الربيع العربي وهو ليس ربيعا وليس عربيا، هو دمار للأمة العربية، فاشتغلوا فينا، وعندنا يوجد غزة منفصلة ويجب أن تبقى كذلك حتى لا تقوم الدولة الفلسطينية، ومن هنا نرى من يدافع بحماسة بالغة عن هذا الموضوع.
لن نسمح بأن يستمر هذا، إما أن تسير الأمور كما يراد لها وكما هي الحقيقة، وإما أن نستمر بخصم هذه الأموال التي أصبحت حراما على حركة حماس، والكهرباء في قطاع غزة التي يتكلمون عنها رأيتم أين تذهب، ساعتين للمواطن العادي والبقية للمسؤولين وأنفاقهم 24 ساعة.
أقول مرة أخرى تحية للقدس أهلا وشعبا وأرضا وحجارة ونباتا وترابا ورائحة طيبة، رائحة القدس طيبة، هي العاصمة الأبدية لفلسطين، ويجب أن تبقى العاصمة الأبدية، ولن تكون هناك دولة فلسطينية دون القدس عاصمة لها.
العالول: الرئيس مصر على أن القدس عاصمة للدولة الفلسطينية
من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية، نائب رئيس حركة التحرير الوطني “فتح” محمود العالول، إن الرئيس محمود عباس مصر على أن القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، مؤكدا أنه لا يمكن لأي فلسطيني أن يتخلى عن القدس والأقصى، فالقدس مسألة جوهرية لشعبنا وأمتنا ولا يمكن أن نتخلى عنها.
وأضاف العالول أننا نلتقي هنا لنستقبل القدس ونرحب بكل مكوناتها، فالمقدسيين فخر الأمة ونحن هنا لنحتفل بنصر موقعة القدس، مشيرا إلى أن القدس كانت في قلب ياسر عرفات الذي استشهد دونها.
وتابع أنه في معركة القدس والأقصى حققنا وحدة الشارع الفلسطيني مع القيادة الفلسطينية، وأن ما تحقق في القدس مفصلي في مسيرة شعبنا.
وأشار العالول إلى أن نداء الرئيس محمود عباس للوحدة ورص الصفوف “نداء القدس” ما زال قائما.
المفتي: مواقف القيادة كانت ملبية لكل مكونات شعبنا في معركة القدس
من ناحيته، قال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، “إننا نجتمع هنا من أجل هدف سام ونبيل وهو الاحتفال بتحقيق نصر ميداني، وإحدى مراحل المعركة الطويلة من أجل حرية القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية مع قيادتنا”.
وتابع أن أبناء القدس يجتمعون مع القيادة احتفاء بالنصر في القدس، الذي ما كان ليتحقق لولا تكاتف القيادة مع كافة المقدسيين، مشددا على أن أذان الأقصى سيبقى خالدا.
وأضاف المفتي أن القيادة التحمت مع أبناء القدس والتحموا معها في أداء رائع متميز، لا تمييز فيه بين القائد والجندي، وأن مواقف القيادة كانت ملبية لكل مكونات شعبنا في معركة القدس.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي حاولت اختبار صمود المقدسيين من خلال نصبها البوابات الالكترونية، وأن شعبنا في كل مكان التف حول القيادة نصرة للقدس والأقصى.
وقال إن الدفاع عن القدس والأقصى هو دفاع عن كرامة الأمة كلها، مشددا على أن القدس تستحق الكثير وفلسطين أرض القداسة والطهر تحتاجنا جميعا.
الأرشمندت عبد الله يوليو: لبيك يا أقصى وبأيدينا سنعيد البهاء للقدس
بدوره، قال الأرشمندت عبد الله يوليو “إنني هنا أكلمكم باسم الحب الذي في قلبي لفلسطين والقدس، ولا أتكلم باسم طائفة”، هاتفا: “لبيك يا أقصى، لبيك يا قيامة، لبيك يا قدس، لبيك يا فلسطين”.
وقدم الأرشمندت يوليو شكره للرئيس محمود عباس لأنه لبى النداء واتخذ القرارات الشجاعة رغم كل الظروف المحيطة، كما أهدى سيادته “هذا النصر البسيط الجزئي من معركة طويلة وصعبة أمامنا”.
وقال، إن “رسالتنا فلسطينية ثم عربية ثم عالمية مفادها أنه بأيدينا سنعيد البهاء للقدس لأنها لنا والبيت لنا”، مشددا على أنه في الوحدة النصر المبين وفي الانقسام الهزيمة.
الحسيني: المقدسيون سطروا معايير جديدة للرباط ومعركة القدس لم تنته
بدوره، قال وزير شؤون القدس ومحافظها عدنان الحسيني، إن المقدسيين سطروا معايير جديدة للرباط، مشددا على أن معركة القدس لم تنته لأن الأقصى مستهدف ومعركته مفصلية.
وأضاف الحسيني أن مقولة التقسيم الزماني والمكاني انتهت إلى غير رجعة، فهي أُفشلت في 14 يوما، مشيرا إلى أن مشهد المقدسيين في 14 يوما لا مثيل له في التاريخ، ولا يتقنه إلا العظماء و”نحن في القدس وفي فلسطين عظماء وسنبقى كذلك”، مؤكدا أن القدس ستبقى هي البوصلة، و”سنبقى على عهد الشهداء وسترتفع أعلام فلسطين على أسوار القدس بعد تحريرها”.
غيث: لن نرضى بغير القدس عاصمة للدولة الفلسطينية
من جهته، قال أمين سر إقليم “فتح” في القدس عدنان غيث، الذي ترأس عرافة اللقاء، إننا لن نرضى بغير القدس عاصمة للدولة الفلسطينية.
وأضاف غيث، أن القدس كانت وما زالت تتعرض لهجمة احتلالية ظلامية، و”كنتم وما زلتم وستظلون الرهان الرابح لحماية هذه المدينة ومقدساتها إسلامية ومسيحية، فمن راهن على القدس وأهلها فرهانه رابح، وسيأتي اليوم قريبا بإذن الله ليرفع شبل من أشبالنا وزهرة من زهراتنا علم فلسطين خفاقا على أسوار القدس ومآذنها وكنائسها شاء من شاء وأبى من أبى”.
وتابع نقول كما قال ربان السفينة الرئيس محمود عباس: “قاعدون هنا، واقفون هنا، وسنظل هنا، ولنا وطن واحد وهدف واحد هو أن نكون هنا، وسنكون”.