عروبة الإخباري– نشرت مؤسسة القدس الدولية ورقة بحثية للباحث زياد ابحيص، تناولت أهم الأخطار المحدقة بالمسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة، وتاليا عرض أبرز ما جاء فيها:
1- تقسيم الأقصى: يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى بناء المعبد المزعوم كهدف إستراتيجيّ، ولكنّه يدرك صعوبة ذلك حاليّا فقرر العمل على تحقيق هدف مرحليّ وهو تحقيق وجود يهودي مباشر في الأقصى، لذلك فهو يعمل على تقسيم المسجد الأقصى زمانيّا ومكانيّا بين المسلمين واليهود كما فعل في المسجد الإبراهيمي في الخليل.
2- تطور المواقف الإسرائيلية للسيطرة على الأقصى: على مدار نحو خمسين عاما من احتلال الأقصى، تطورت مواقف الأطراف الإسرائيلية المختلفة من الأقصى باتجاه فرض تقسيمه والسيطرة عليه وتثبيت “حق اليهود في الصلاة في المعبد”، وذلك على المستويات الآتية:
دينيا: بعدما كان الحاخامات اليهود يحرِّمون دخول الأقصى بُعيْدَ احتلاله عام 1967 لأسباب خاصة بشريعتهم اليهودية، أصبح عدد متزايد منهم يشجع اليهود على اقتحامه. وقد نظّمت المنظمات العاملة لبناء “المعبد” أو “الهيكل” جهودها ووحّدتها في إطار “ائتلاف منظمات المعبد”.
قانونيا: بعدما كانت محاكم الاحتلال تمنع أداء صلاة اليهود في المسجد الأقصى تحت طائلة العقوبة، أصبحت بدءا من عام 2003 تُجيز لليهود الصلاة داخله بشكل فردي وجماعي، وتكثف طرح مشاريع تقسيم الأقصى داخل الكنيست لتشريع ذلك قانونيا.
سياسيا: ازدادت الكتلة الداعمة لصلاة اليهود داخل الأقصى في الكنيست والحكومة الإسرائيلية وباتت أكثر تأثيرا، وأصبحت الحكومة -بشكل أو بآخر- ترعى كل ما يجري من اقتحامات واعتداءات على الأقصى من خلال دعمها “لائتلاف منظمات المعبد”.
أمنيا: أصبحت وظيفة شرطة الاحتلال حماية المستوطنين الذين يقتحمون الأقصى، وتعدى الأمر هذا الحدّ إلى مستوى تشجيع “منظمات المعبد” وتحريضها على تكثيف الاقتحامات، بهدف إعطاء ذريعة للشرطة لفرض واقع أمني في الأقصى.
3- نزع الحصرية الإسلامية عن إدارة الأقصى: يسعى الاحتلال إلى نزع الحصرية الإسلامية عن إدارة شؤون الأقصى، من خلال التضييق على دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس وجعل وجودها شكليّا، فيما يتحكم هو بكل شؤون المسجد.
4- بناء مدينة يهودية أسفل الأقصى وفي محيطه: يعمل الاحتلال اليوم على بناء مدينة يهودية تُحاكي الوصف التوراتي لـ”أورشليم اليهودية” المزعومة في محيط البلدة القديمة في القدس وفي محيط الأقصى وأسفل منه.
5- تكثيف الاقتحامات: تتصاعد وتيرة الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى برعاية من شرطة الاحتلال، في خطوة تعكس نضج القرار السياسي والديني والقانوني والأمني لدى الاحتلال بتقسيم الأقصى وفرض وجود يهودي مباشر داخله. وقد بلغ عدد مقتحمي الأقصى من المتطرفين اليهود عام 2016 نحو 14 ألفا و806، مما يعني ارتفاعا بنسبة 150% عن عدد عام 2009.
6- الحفريات أسفل الأقصى وفي محيطه: حتى نهاية عام 2016 كان هناك نحو 63 حفرية أسفل الأقصى وفي محيطه، وتبرر سلطات الاحتلال عمليات الحفر بحجة البحث عن “آثار يهودية” تعود للمعبد المزعوم، ولكن الهدف من الحفريات تخطى ذلك لتصبح شبكة الأنفاق والحفريات جزءا من مدينة “أورشليم اليهودية المقدسة” التاريخية.
7- بناء الكنس اليهودية أسفل الأقصى وفي محيطه: هناك عشرات الكنس تخنق المسجد الأقصى، ويحاول الاحتلال من خلال بنائها إضفاء الطابع اليهودي على منطقة المسجد الأقصى.
8- البناء التهويديّ ومصادرة الأراضي: يعمد الاحتلال إلى مصادرة بعض الآثار والأراضي المحيطة بالأقصى لتنفيذ مخططاته الرامية إلى تشويه الطابع الإسلامي للمنطقة وإضفاء الطابع اليهودي، وتوجد هناك مراكز لشرطة الاحتلال ومشاريع لبناء أخرى، وجسر حديديٍّ معلق مكان باب المغاربة يسمح بإدخال آليات عسكرية ضخمة، وعدد كبير من جنود الاحتلال، ويجري العمل على تهويد منطقة ساحة البراق بالكامل.
9- منع المصلين من الوصول إلى الأقصى: لا يسمح الاحتلال لغير أهل القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 من دخول الأقصى، ويمنع في كثير من الأحيان من هم دون الخمسين عاما من دخوله، في محاولة لقطع المدِّ البشري عن المسجد والاستفراد به لتنفيذ مخططاته.
10- التدخل في عمل إدارة الأوقاف الإسلامية: تحاول سلطات الاحتلال نزع حصرية الإشراف على الأقصى من دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس التابعة للأردن، من خلال منعها من تنفيذ أعمال الصيانة والترميم في الأوقات المناسبة، وعرقلة مهامها، والتضييق على موظفيها واعتقالهم.
11- إبعاد رموز الدفاع عن الأقصى: تسهم القيادات الفلسطينية المدافعة عن الأقصى في تحريك الجماهير وحثها على مواجهة الاحتلال، وهذا ما أزعج الاحتلال وجعله يصدر قرارات قضائية بحقّ عدد من رموز الدفاع عن القدس يبعدهم بموجبها عن الأقصى.
12- تهجير المقدسيين: سياسة تهجير المقدسيين وطردهم ثابتة لدى الاحتلال في مختلف أنحاء القدس، ولكنها تتركز في الأحياء المحيطة بالمسجد الأقصى والتي تشكل حزام أمان ودفاع عنه.
13- الاعتقال والإبعاد والتضييق: يستهدف الاحتلال حراس الأقصى والمصلين فيه بالتنكيل والتضييق والاعتقال والإبعاد، فقد أبعدت سلطات الاحتلال في عام 2016 وحده نحو 258 من الحراس وموظفي دائرة الأوقاف والمرابطين والمرابطات والمصلين.
14- تقييد يد المرابطين والمرابطات: في 8 أيلول (سبتمبر) 2015، أصدر الاحتلال قرارا باعتبار المرابطين والمرابطين وطلاب حلقات العلم في الأقصى تنظيمات خارجة عن القانون، ليمنع بذلك رباطهم في المسجد، ويزيل من أمامه أهمّ عقبة كانت تتصدى لموجات المقتحمين المتطرفين.
15- استهداف المؤسسات والهيئات العاملة للأقصى: أغلق الاحتلال الإسرائيلي عشرات المؤسسات والهيئات الفلسطينية العاملة للقدس والأقصى، وكان قراره في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 بحظر الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 بقيادة الشيخ رائد صلاح ونحو 17 مؤسسة تابعة لها، من أخطر القرارات التي أفقدت الأقصى أحد أهمّ شرايين الدعم والرباط.-(الجزيرة نت)